القاهرة- إسلام عبد الحميد
كشفت الناقدة حنان شومان، عن أسباب غياب المسلسلات الدينية خلال شهر رمضان الحالي، في ظل المنافسة الكبيرة بين عشرات الأعمال الدرامية الفنية المنوعة والتي تناقش قضايا اجتماعية مختلفة.
وأكدت شومان مقابلة مع "مصر اليوم"، أنَّه لا يوجد على الساحة الآن مسلسل ديني جديد ليتم عرضه خلال موسم رمضان الحالي، موضحة أنَّ ذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها أنَّ الإنتاج الدرامي تجاري في المقام الأول والأخير.
وأوضحت أنَّ المنتج يهدف إلى الربح، بالإضافة إلى أنَّ هناك تصورًا بأن المسلسل الديني لا يحقق مكاسب مقارنة بالمسلسل المعاصر، وأن سعر المسلسل الديني متدنٍ جدًا، إذ أنَّ الساعة منه تباع بأسعار قليلة جدًا مقارنة بالأعمال الأخرى.
وأضافت أن "تكلفة إنتاج المسلسل الديني ضعف إنتاج المسلسل المعاصر، ويُباع بنصف الثمن أو أقل، فهو كمشروع تجاري سيخسر، كما أنَّ المسلسل الديني يحتاج لكاتب يبحث عن قصة جديدة لم يتم عرضها، أو إلقاء الضوء عليها بشكل جيد، وهذا يحتاج لبحث وجهد كبير من الكاتب".
وتابعت: "أكبر مسلسل درامي حديث يستغرق ثلاثة أشهر كتابة وهذا مستحيل أن يتم في المسلسل الديني، لأن كتابة النص الديني يحتاج من عام إلى ثلاثة أعوام من العمل الدؤوب، في حين أن كتابة المسلسل المعاصر تستغرق ثلاثة أشهر ويحقق مكاسب أكبر"، موضحة أن قدرات الكتاب حاليًا لا تسمح لهم بكتابة مثل هذه الأعمال الدينية.
وشدَّدت شومان على أنَّ "المسلسل الديني يجب أن يحظى بموافقة الأزهر، ما يمثل إعاقة أمام إنتاج المسلسل، بالإضافة إلى تكلفة الإنتاج من ديكور وماكياج وملابس، فأي مسلسل تاريخي يتكلف أضعاف مضاعفة من المسلسل الحديث".
وأشارت إلى أن "الدولة رفعت يدها من الإنتاج، وأصبح كله قطاع خاص يهدف إلى الربح، كما أنَّ المسلسلات الدينية لا تحقق أرباحًا مثل المسلسلات المعاصرة، على الرغم من أهمية تلك المسلسلات الدينية التي تبث القيم والأخلاق والتعاليم الدينية في أسلوب درامي جميل وممتع".
ولفتت إلى أنَّ "هناك إشكالية كبيرة في هذا الأمر، وعلى الطرف الآخر نجد أنَّ إيران تنتج فيلمًا عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومسلسلات دينية، وهم ليس لديهم موانع من ظهور الصحابة أو الرسل والأنبياء، فلديهم حرية أكبر في إنتاج أعمال دينية أو تاريخية والدولة تدعم مثل تلك الأعمال".
أرسل تعليقك