كشف عدد من الخبراء والمتخصصين، عن المخاطر الاجتماعية والاقتصادية من إدمان الشباب للمواد المخدرة، موضّحين أنها تُقلل من القدرة الإنتاجية لهم في المجتمع، بالإضافة إلى مساهمتها في انتشار البطالة، بخاصة بعد احتلال القاهرة المركز الخامس على قائمة أكثر مدن العالم استهلاكًا للحشيش، وفقًا لـ "مؤشر الأعشاب" Weed Index 2018.
وقالت الدكتورة غادة موسى، أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، إن الحشيش يتسبب في أكثر من 8% من الأمراض النفسية والعقلية الموجودة في مصر، وأهمها الفصام والاضطرابات الوجدانية مثل الهلاوس أو الاكتئاب والوسواس القهري، بالإضافة إلى تأثير الحشيش في أداء الوظائف المختلفة، والتأثير في قدرة الشخص على إدراك الوقت، والمكان، والمسافة حتى وإن كانت كميته بسيطة مما أدى إلى ارتفاع نسبة حوادث السير بسبب الأشخاص المتعاطين للحشيش، بالإضافة إلى الأضرار الصحية الأخرى التي تصل إلى السرطان.
وأضافت موسى، أن المواد المخدرة تؤثّر على الأجيال كافة التي تتعاطاها، ولكن التأثير الأكبر يكون على الشباب، نظرًا لأنهم الطاقة البشرية العاملة في المجتمع، وبالتالي يؤثر الأمر بصورة سلبية على معدل الإنتاج في مصر، بخاصة أن الطاقة الإنتاجية للشاب المدمن للمواد المخدرة ، تقل كثيرًا عن الشخص الطبيعي، مما يضعف معدل الإنتاج.
وطالبت أستاذ الاقتصاد، بزيادة حملات التوعية وتفعيل دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة في نشر الفكر الديني المستنير والتوعية بمخاطر هذا المخدر والرد على الخرافات المتعلقة بكونه غير مضر، مع التوسع في إنشاء المصحات العلاجية وفق المعايير الدولية، وتوفير أطقم الرعاية الطبية المتخصصة في علاج الإدمان بشكل علمي.
و قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، من أخطر أضرار المخدرات تأثيرها السلبي على اقتصاديات المجتمع، نظراً لتكلفتها الباهظة التي تقع على موارد المجتمع، بالإضافة إلى عن إعاقتها نموه وتقليلها من فاعلية التوجهات الكبرى التي ينبغي أن تستحوذ على مسيرة الشباب، لافتًا إلى أن المواد المخدرة لها تأثير بالغ الخطورة على الناحية الاقتصادية للبلاد، فلها دور كبير في انتشار البطالة وقلة الإنتاج، كما أن انتشار تجارة المواد المخدرة يترتب عليها تهريب العملة الصعبة خارج البلاد، فتقل كميتها ويزداد الطلب عليها، بالإضافة إلى أن المبالغ التي تنفقها الدولة والمؤسسات المختلفة على مجموعة الخدمات الطبية والنفسية، وبرامج التوعية، كان من الممكن توجيهها للاستثمار في عمليات الإنتاج لتعود على المجتمع بالفائدة، بدلاً من أن تضيع بهذه الطريقة.
أقرأ أيضاً : وزارة المال المصرية تحبط محاولات لتهريب المخدرات
وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، في جامعة عين شمس، أن الشارع المصري شهد في الفترة الأخيرة ظهور أنواع مختلفة من المخدرات التي تؤثر سلبيًا على الشباب، موضحة أن تعاطي الشاب للمخدر لمدة لا تتخطى شهرين سيعرّضه إلى وقوع مشكلات تصل إلى حد عدم الاتزان عند التعافي، ووصوله إلى حد الاكتئاب.
وأضافت خضر، أن اتجاه الشباب للإدمان ينبع من خلال الرغبة في تجربة ما هو جديد من دون أن يدرس عواقبه، لافتة إلى أن طرق الوقاية من السقوط في بئر الإدمان، تتمثل في الابتعاد عن أصدقاء السوء، فضلًا عن التوعية الجادة من خلال الأسرة وعلماء الدين في المساجد والكنائس.
و تقدم النائب ممتاز دسوقي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن الرواج الكبير لتعاطي مخدر الحشيش بين الشعب المصري، بالرغم من أضراره المعروفة والتي تصل إلى الإصابة بالسرطان.
وقال دسوقي، في طلب الإحاطة، إن مصر تعد من أكثر الدول العربية والأفريقية استهلاكًا للحشيش ويصل أعداد متعاطيه بالملايين في مصر، بحسب صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ما يعنى أننا أمام كوارث صحية وبيئية واقتصادية محققة وتحتاج إلى جهود مضاعفة من الجميع للقضاء على المواد المخدرة، مؤكدًا أن الحشيش يعد البوابة الرئيسية لتعاطي باقي أنواع المواد المخدرة الأشد خطورة على الصحة.
يذكر أن القاهرة احتلت المركز الخامس على قائمة أكثر مدن العالم استهلاكًا للحشيش، وفقًا لـ "مؤشر الأعشاب" Weed Index 2018، الصادر عن وكالة إيه بي سي دي الألمانية للخدمات الإعلامية، حسبما ذكر مركز الأبحاث "دلتا ديجيست".
و نقل موقع مجلة "identity" المصرية الناطقة بالإنجليزية، عن تقرير للمؤشر، حازت القاهرة موقعها المتقدم على جدول الترتيب بعد تقديرات باستهلاكها قرابة 32.59 طن حشيش في عام 2018، وجاء هذا الرقم الكبير رغم أن استهلاك الحشيش غير قانوني، بالإضافة إلى الحملات الأمنية المستمرة لمحاربة تجارة المواد المخدرة.
وتصدرت مدينة نيويورك الأميركية القائمة باستهلاك بلغ 77.44 طن من الحشيش، فيما جاءت مدينة كراتشي الباكستانية في المركز الثاني باستهلاك 41.95 طن (رغم أن الحشيش غير مقنن)، وفي المركز الثالث جاءت مدينة نيودلهي الهندية بـ 38.26 طن، ثم لوس أنجلوس الأميركية في المركز الرابع بـ 36.06 طن.
قد يهمك أيضاً :
جمارك الطرود البريدية تضبط محاولة تهريب كمية من المخدرات
وزيرة الوزيرة التضامن تعلن ضبط 94 من العاملين في المدارس يتعاطون المخدرات
أرسل تعليقك