القاهرة – مصر اليوم
دعا الكاتب ريتشارد دوكنز ملحدي العالم في كتابه "وهم الإله" إلى إعلان فخرهم بانتمائهم إلى ذلك الاتجاه في التعامل مع أنفسهم ومع العالم من حولهم، لأن ذلك دليلًا قويًا على استقلالية قرارهم وصحتهم النفسية.
ويتناول الكتاب الذي ترجم إلى 31 لغة وتربع على قوائم الأكثر مبيعًا منذ نشره فكرة فلسفة الدين، ويقول مؤلفه ريتشارد دوكنز إنه يرصد فيه ما يصفه بـ"المغالطات المنطقية" في المعتقدات الخاصة بالدين.
و ترجم الكتاب إلى العربية الكاتب بسام البغدادي، وهو ناقد أديان ومنظر وملحد عراقي ويوضح دوكنز في كتابه إن الإيمان بوجود الإله ليس سوى "وهم" يتشبث به المتدينون، مؤكدًا أن احتمالات وجود الإله ضئيلة جدًا.
ويسجل دوكنز في كتابه المكون من عشرة فصول اعتقاده بأنه بإمكان الملحدين كالمتدينين أيضًا التحلي بالأخلاق لأن الأخلاق ليست مرتبطة بأي دين، لأن الدين ليس الوسيلة التي يصبح به الإنسان صالحًا.
ويبرهن دوكنز على هذه النظرية في "وهم الإله" متوجها بعدة تساؤلات لقراء كتابه، من بينها هل ما يمنعكم من السرقة والقتل واغتصاب النساء هو وجود الله إذا فنحن لسنا بحاجة إلى أي كي نصبح خلوقين.
ويلفت دوكنز إلى أن الأخلاق تطورت على مر التاريخ، مستمدة من اجتهادات البشر وسعيهم وراء التجربة، لذلك أصبحت مجموعة من التراكمات الإنسانية التي لا فضل للأديان فيها بأي شكل من الأشكال، مدللًا على هذه النظرية بأن بعض الأديان حللت "العبودية" وسمحت للمنتمين لها بممارستها وهو المبدأ الذي ترفضه الأخلاق الإنسانية القائمة على "المساواة".
وذكر عن قضية "الخلق" التي يلجأ إليها دائما المتدينون كدليل على وجود إلههم الخالق، يقول عالم الأحياء دوكنز في كتابه إن كل النتائج العلمية التي تتناول مسألة وجود الكون ونشأته لا تتفق بل تتفوق على "احتمال" وجود الإله الخالق الذي يسعى المتدينون لإثباته لتفسير وجود الكون وما يضمه من مخلوقات.
ويعلل دوكنز في كتابه "وهم الإله" رفضه لفرضية وجود الخالق لأنه يفضل اللجوء إلى التفاسير الأبسط، لافتًا إلى أن التفكير بوجود إله بإمكانه التحكم في الكون تفسير "معقد"، وأن اثبات أن الكون بلا إله أسهل من اثبات أنه نتاج صنع للإله، مشيرًا إلى أن تعامل المتدينين مع الكون باعتباره "مخلوق" لا بد من وجود "خالق" له يضعنا في شرك سؤال أكبر هو "ومن خلق هذا الخالق لكل مخلوق ". ويرى دوكنز في "وهم الإله" أنه من غير الممكن أن يحاول الإنسان أن يوائم حياته مع معتقداته الدينية، لافتًا إلى أن التفاسير المستحدثة التي يلجأ إليها رجال الدين بحسبما يتفق مع المفاهيم السائدة في مجتمعاتهم هو ما يؤكد هذه الفرضية، لذلك من الطبيعي أن تقوم الأديان إن وجدت بمحاولة التوافق مع الفكر البشري، وهو ما يجعل من وجودها أمرا "مثيرا للمتاعب". وترجم "وهم الإله" إلى 31 لغة، ويعد من أكثر الكتب إثارة للجدل ومن أشهر كتب دوكنز، ويعمل كاتبه البريطاني الذي ولد في كينيا، عالما بيولوجيا، وهو من أشهر من كتبوا عن نقد نظرية "الخلق"، وقال إن:"الجين هو وحدة الاصطفاء الأساسية في التطور".
أرسل تعليقك