الاسكندرية - مصر اليوم
افتتح قبل أيام المتحف الأول لفنون الخط العربي في العالم العربي، بالقرب من أحد أقدم المكتبات في الشرق الأوسط "مكتبة البلدية" في منطقة محرم بك القديمة في الإسكندرية.
ويعوّل مثقفون ومبدعون على المتحف الذي يعيد إحياء أحد أهم الفنونرالتراثية المرتبـطة بالـهوية وعلاقتـها بالبيئة الإبداعـية والموروث التراثي والتاريخ الـقديم، وهو الخط العربي الذي يعاني إهمالاً عقب موجات من التغريب والتجريف لمدلولات فكرية وتراثية وحضارية تجري في المنطقة على قدم وساق.
يضم المتحف مجموعة من أندر لوحات رواد الخط العربي من مصر والعالم العربي مروراً بمختلف المدارس التشكيلية الفنية القديمة والحديثة، وبمختلف أنواع الخطوط منها الكوفي والثلث والديواني والرقعة والنسخ وما يجمع بينها. ومن أهم مقتنيات المتحف البالغ عددها 80، ما يعرف بـ "خبيئة الغوري" التي كانت مختفية سنوات طويلة واكتشفت أخيراً.
وتحتضن جدران المتحف مجموعة من نفائس الخط العربي بتكويناته وأشكاله المختلفة، والتي أبحر في متونها فنانو الخط خلال عقود، ومنها رسالة الرسول (ص) للمقوقس عظيم القبط في مصر مختومة بخاتم الرسول، إضافة إلى نسخة نادرة من فرمان تـولي الخديوي عـباس حلمي الثاني، بخط الطغراء، وعدد من لوحات رائد الخط العربي سيد إبراهـيم، فضلاً عن عشرات المرقعات والقطع الخطية لأبرز الخـطاطين الذين أسسوا مدارس خطية بقـواعد راسخة عبر أكثـر من قرنين، أمثال محمد مؤنس زاده والشيخ مصطفى صـالح الـغَرّ ومحمد إبراهيم الأفندي والخطاط الملقب بالفنان محـمد محفـوظ، أول من ابتكر خط التاج، ويوسف أحمد مصطفى بك غزلان وغيرهم. ويضم المتحف أيضاً آنية خزفية ووحدات إضاءة وتشكيل مزخرفة يدوياً
لا تقدر بثمن.
يُذكر أن المتحف أحد المباني الإدارية التابعة لمتحف الفنون الجميلة المعروف بمتحف حسين صبحي الذي افتتح عام 1954، ويضم مجموعة من أندر اللوحات لفنانين عالميين، ويقام فيه البينالي الأقدم على مستوى العالم بعد بينالي البندقية الذي يحتضن ضمن نشاطاته مهرجان البندقية السينمائي.
وعام 2009، جدد المبنى ليصبح واحداً من أهم متاحف الخط العربي في المنطقة، كما أنشئ مركز ثقافي دولي خلف المتحف يشمل قاعات للعروض المتـغيرة بعيداً من الـعروض المتـحفية، وكذلك قاعات للورش الفنية وأمـاكن لاستضافة الفنانين الأجانب.
وشهد افتتاح المتحف معرضاً للخط العربي تحت عنوان "الحروفية... برؤى مختلفة"، ويهدف إلى جمع تقنيات الحداثية والرقمية والتقليدية في صوغ لوحات الخط العربي. كما ضم المعرض عدداً من الكتل التشكيلية النحتية الحديثة من مختلف الخامات وصيغت بالخط الحر.
أرسل تعليقك