انطلاق فعاليات مهرجان "سماع" الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية

انطلقت فعاليات مهرجان "سماع" الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، في دورته الثامنة من قلب القاهرة التاريخية على مسرح بئر يوسف في قلعة صلاح الدين بأنشودة "طلع البدر علينا"، بمشاركة جميع الدول المشاركة والذي تفاعل معها الجمهور الغفير الذي امتلأ به المسرح على الجانبين.

وافتتح المهرجان وزير الثقافة الكاتب الصحافي حلمي النمنم، ووزير التخطيط الدكتور أشرف العربي، ووزير السياحة هشام زعزوع، ويستمر المهرجان حتى 27 أيلول / سبتمبر الجاري، وذلك بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية والعلاقات الثقافية الخارجية، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة السياحة ممثلة في هيئة التنشيط السياحي ووزارة الآثار، والهيئة العامة للاستعلامات.

ويترأس المهرجان مؤسسه الفنان انتصار عبد الفتاح، ويهدف المهرجان إلى إتاحة الفرصة للتعرف على فنون وثقافات الشعوب المختلفة والتراث الديني بأشكاله المختلفة في العالم أجمع.

وأكد النمنم أن مهرجان "سماع" الدولي لم يعُد مهرجانًا مصريًا فقط ، بل صار عربيًا ودوليًا، وأن الفن والإبداع قادر دائمًا على أن يستلهم التراث الروحي والديني في مصر وغيرها، مؤكدًا أنه في مصر يُعين التراث الإسلامي والقبطي العظيم، معربًا عن سعادته بأن تكون الجزائر ضيف شرف المهرجان هذا العام الذي يوافق مرور 60 عامًا على انطلاق الثورة الجزائرية التي حررت الجزائر من الاستعمار الفرنسي.

وكانت الثورة تؤكد أن إرادة الشعوب قادرة دائمًا أن تنتصر، وأن الأوطان مهما صغرت فإنها يمكنها أن تظهر أفضل الدول التي تحتلها، مشيرًا بأن هذا المهرجان يؤكد بأن التراث الروحي يستطيع أن يخاطب الأخر ويتفهمه ويسقط الحواجز التي تقيمها موجة التعصب والعنصرية والتشدد والتطرف، وأن مصر بتراثها الروحي فنيًا ودينيًا قادرة على أن تقضى على التطرف وتقهره.

وأشار العربي إلى أنه حريص على حضور هذا المهرجان منذ البداية، وأنه لا يمكن أن تتحقق التنمية دون الثقافة، وأن إقامة هذا المهرجان يؤكد على توصيل رسالة للعالم بأن مصر بخير وأنها متجهة نحو الثقافات والفنون المختلفة، مضيفًا بأن السياحة ستعود بقوة وتتعافى من آثار الفترة الماضية وأن القادم سيكون أفضل لمصر.

وأكد بدران بأن هذا المهرجان يُعيد للساحة المصرية والعربية الجمال الموسيقى الذي تفتقده، متمنيًا أن يخرج هذا المهرجان في دورته الثامنة والتاسعة خارج القاهرة ويجوب بلدان العالم لأنه رسالة سلام وإيقاظ للقيم النبيلة وإعادتها مرة أخرى، مشيرًا إلى أن جوهر الأديان السماوية هو الإنسان، وجوهر الإنسان هو السلام، وأن "السماع" وسيلة للرقى والبحث عن الإنسان داخل الإنسان.

ولفت المهندس أبو سعدة إلى أن الفن هو دعوة للسمو، والسمو هو ترفع الروح عن الصغائر، وتحفيزها على مد يد التسامح والتحاور الخلاق مع الأخر، مضيفًا بأن هذه المرحلة التي تمر بها مصر تحتاج إلى استنهاض الفن والثقافة لتكون في طليعة مقدرات الوطن التي يمكن من خلالها أن تكون خير سفير للقيم التي تدعو إليها الدولة المصرية.

من جانبها أضافت كاميليا أن أكبر دليل على أن المهرجان يجدد نجاحه كل عام هو حضور هذا الجمهور الكثيف  والسفارات والفرق المشاركة فيه، وأنه يأتي ومصر تستعد لرسم مستقبلها، ووسط الكثير من الأحلام تظل الثقافة هي الطريق الأكثر أهمية في سعيها إلى ذلك.

وقدمت حفل الافتتاح الفنانة سميرة عبد العزيز والتي أكدت بأن كل فن له ثقافة، متمنية أن تنصهر الفرق المشاركة وتتناغم في معزوفة كونية ولحن قوي واحد.

وشارك في المهرجان الجزائر كضيف شرف والصين وفرنسا والهند وجورجيا وتونس واليونان وزامبيا وباكستان واندونيسيا، حيث امتزجت الأصوات وانصهرت وتوحدت في لحظة إنسانية واحدة لتخلق عالمًا أوسع أفق وأكثر رحابة في معزوفة كونية رائعة تعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام ليصبح الإنسان هو الوطن، والوطن هو الإنسان.

وأعقب ذلك تفقد وزير الثقافة والمرافقين له معرض الخزف التابع لصندوق التنمية الثقافية وسوق لمنتجات الدول المشاركة.