القاهرة ـ مصر اليوم
أبدى مسؤول في وزارة الآثار المصرية أسفه لـ"فشل محاولات استرداد تمثال فرعوني عمره نحو 4400 سنة من لندن"، بعدما تم بيعه لشخصية خليجية، نتيجة عدم تقدم الجالية المصرية في بريطانيا بشرائه.
وكانت وزارة الآثار اعترضت في حزيران/ يوليو 2014 على طرح قاعة "كريستي" للمزادات تمثال الكاتب الفرعوني "سخم كا" للبيع بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني، وطلبت "وقف تصديره" حتى يتم التوصل إلى حل بشأنه، بحسب "رويترز".
وأوضحت الوزارة آنذاك أنَّها خاطبت المجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) لإيقاف البيع بعد أن رصدت العام 2012 "حركة التمثال" الذي كان في حوزة متحف نورثهامبتون في بريطانيا منذ أواخر القرن الثامن عشر. والتمثال من الحجر الجيري الملون، ويبلغ ارتفاعه 75 سنتيمترًا، ويعود إلى الأسرة الخامسة (نحو 2494-2345 قبل الميلاد).
وأشار مدير إدارة الآثار المستردة في الوزارة، علي أحمد، إلى أنَّ التمثال خرج من مصر العام 1849، ولم يكن هناك كيان يحمي الآثار التي كانت تجارة مشروعة، وأنَّ اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لا تطبق بأثر رجعي.
وتنص اتفاقية اليونسكو لسنة 1970 على "حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة"، ولكنها لا تشمل حق الدول في المطالبة باسترداد آثارها التي سرقت قبل العام 1970.
وأضاف أحمد أنَّ التمثال بيع بمبلغ 15.6 مليون جنيه إسترليني "لشخصية غير معروفة، خليجية على ما يبدو، ولكن صالة المزادات رفضت الإفادة بهذا الشأن"، معتبرًا بيع التمثال سلوكًا "غير أخلاقي وإن كان قانونيًّا".
وتابع أنَّ قاعة المزادات حثت "الأثرياء المصريين في لندن على التقدم لشرائه ولم يتقدم أحد" وأنَّ وزير الثقافة البريطاني اتخذ قرارًا في آذار/ مارس الماضي "بوقف إصدار رخصة تصدير التمثال لمدة مؤقتة تنتهي يوم 29 تموز/ يوليو 2015، بناء على توصية من مجلس إنجلترا للفنون" لإتاحة الفرصة لشراء التمثال.
وأشار إلى أنَّ وزارة الخارجية المصرية أفادت يوم الخميس بأن خيار تمديد مهلة وقف رخصة تصدير التمثال حتى آذار/ مارس 2016 "يمكن اللجوء إليه فقط في حالة ما إذا كان هناك عرض شراء أو حملة جدية ومنظمة لجمع تبرعات لإعادة شراء التمثال، وهو الأمر الذي لم يتسن حدوثه على مدى الأربعة أشهر الماضية".
وأضاف أن الأثرياء "في العالم يشترون مثل هذه القطع الفريدة التي تخص بلادهم، ثم يهدونها إلى المتاحف الوطنية" وهو ما لم يحدث مع هذا التمثال.
أرسل تعليقك