القاهرة - وفاء لطفي
حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من خطورة المحاولات المتكررة من قبل عدد من تيارات الإسلام السياسي والحركات المتشددة المتحالفة معها، وعدد من الدول والجهات المتطرفة لشرعنة الأعمال المتطرفة والتخريبية التي تستهدف أمن مصر واستقرارها، وجرها إلى مربع العنف والفوضى الذي سقطت فيه دول عديدة في المنطقة العربية والإسلامية.
جاء ذلك في أعقاب مؤتمر لعدد من العناصر المتطرفة والمتورطة في أعمال العنف والعمليات المتطرفة، تحت عنوان "رابطة علماء أهل السنة" في إحدى الدول المعروفة بعدائها الشديد لمصر ودورها العربي والإقليمي، حيث شهد المؤتمر حشدًا كبيرًا وموجهًا للهجوم على مصر والنيل منها وشرعنة العنف والقتل ضد مواطنيها وتبرير الأعمال التي من شأنها النيل من مؤسساتها وقواتها المسلحة.
وأكد المرصد أن هذا المؤتمر المُسمى بـ"رابطة علماء أهل السنة" كان المعبر عن كل الأطراف والتيارات التي خرجت من رحم ما يسمي حركات "الإسلام السياسي" والتي تبنت العنف سبيلا للحصول على المكاسب المادية والسياسية، والتي لا تمانع أبدا في التعاون مع الجهات الأجنبية والحركات العابرة للحدود للنيل من أوطانها وبلدانها وإنهاك شعوبها ودفعهم إلى دائرة العنف المفرغة.
ونبه إلى أن هذا المؤتمر كان بمثابة عرض خدمات لتلك الجماعات أمام الجهات الأجنبية للفوز بصفقات والحصول على دعم دولي من جهات مشبوهة لتنفيذ مخططات خبيثة داخل البلدان والدول الإسلامية، حيث مَثل هذا المؤتمر التجمع الأكبر للتيارات المتطرفة في المنطقة العربية لعرض خدماتها أمام الجهات الأجنبية صاحبة المصلحة في زيادة مساحة الفوضى والعنف في المنطقة.
وأشار إلى أن المؤتمر لم يخرج بنتاج شرعي معتبر أو اجتهاد فقهي محدد يمكن أن يكون عُرضة للنقاش والرد، وإنما كان تدشينًا لتحالف تيارات العنف والتطرف، والأطراف الداعمة له، من أجل شرعنة العنف والقتل باسم الدين، مستغلة في ذلك عدد من الشعارات التي دأبت تيارات الإسلام السياسي على مر التاريخ على استخدامها وتوظيفها لخدمة أهدافها وتحقيق مآربها.
ولفت إلى أن البعد الطائفي كان حاضرًا وبقوة في هذا التجمع، والذي عبر عنه عنوان المؤتمر باعتباره تجمعًا لعلماء أهل السنة على حد تعبيرهم، وهي مسميات تسعى لترسيخ الطائفية وخدمة الأجندات الخارجية في إعادة تقسيم المنطقة العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية متناحرة ومتحاربة.
وأكد المرصد على ثقته الكاملة والكبيرة في صلابة الجبهة الداخلية المصرية، وقدرة المؤسسات الوطنية على التصدي لمثل تلك المخططات والأجندات الخبيثة، وعلى المكانة الكبرى والخاصة للأزهر الشريف في قلوب وعقول الأمة الإسلامية قاطبة، باعتباره منارة العلم ومنبر الهدى في العالم الإسلامي، وعلى قدرة مصر وشعبها في إحباط هذه المخططات وحفظ أمن الوطن وسلامته من التهديدات الإرهابية المحدقة من هنا وهناك.
أرسل تعليقك