توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قدم العديد من الأعمال الإبداعية كـ" الدف والصندوق"

الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء

الشاعر يحيي الطاهر عبدالله
القاهرة ـ سعيد فرماوي

تشابهت حياته مع النجوم إلى حد كبير، و ظهر من العدم، وبرق بضوء لامع، ثم خفت راحلًا في هدوء، لتبق منه ومضات سريعة خلدت شاعر القصة القصيرة وفيلسوفها في وجدان الثقافة العربية بعد رحلة قصيرة في الحياة لم تطول خطواتها لتتجاوز الـ43 عامًا بأيام قليلة، ظل خلالها يحيي الطاهر عبدالله من الأسماء اللامعة التي خلقت بعدًا جديدًا في عالم القصة بعد أن نبتت مفرداتها في الأرض بقوة وبقدرة أقوى على البقاء لعقود أطول.

وحمل طينها الخصب البذرة الأولى الصعيد، لاسيما في الكرنك في الأقصر أرض القدماء والعظماء، في تكوين الطاهر عبدالله، لتمتزج عدد من العوامل والظروف لتشكل وجدانه وتختبر قدراته في ظروف قاسية ليعاني من اليتم بعد وفاة والدته في سن صغير، وحلت محلها خالته كزوجة أبيه، ليصبح ترتيبه الثاني بين ثمان أطفال، وتوالت الأعوام متشابهة لحد كبير أمام الطفل الصغير، وفتح حصوله علي دبلوم الزراعة المتوسطة الطريق أمامه للعمل في وزارة الزراعة، وهو الأمر الذي لم يدم لفترة طويلة، بعد ما قرر الهروب من سيطرة زوجة أبيه وهيمنها عليه.

وبدء الشاب النحيل ضعيف البنية بملامحه الجنوبية السمراء، رحلته للمدينة الكبيرة "قنا"، التي كانت أهم محطة، له إذ بها تعرف  على عبدالرحمن الأبنودي وأمل دنقل رفيقي كفاحه، وعاش في منزل الأبنودي مدة طويلة قبل رحيلهم إلى القاهرة.

وقال عنه الأبنودي: "لم أكن أعلم أن يحيى الطاهر عبدالله لن يغادر هذا البيت إلا بعد ثلاثة أعوام، منذ أول يوم أصبح فردًا من أفراد العائلة ينادي أمي "يامه"، ويتعامل مع الشيخ الأبنودي كأنه والده واستولى مني على أخوتي".

وشكل عام 1964، مرحلة جديدة في حياة الطاهر عبد الله، بسفره إلى العاصمة الكبيرة أو أرض الأحلام التي انتقل إليها حديثًا متخذًا من منزل الأبنودي ودنقل في منطقة بولاق الدكرور "مقهي أدبي" يعج بالشعراء والمثقفين دائمًا معبأ برائحة الدخان، ثقل الطاهر الإبداعي لم يكن محملًا سوى بباكورة أعماله "محبوب الشمس" وتلالها بقصة "جبل الشاى الأخضر" في عام 1961، مكتشفًا عمقه اللغوي والإبداعي، ساعده تقديم يوسف إدريس له بمقدمة فريدة في مجلة "الكاتب" بعد أن تعرف عليه في مقهي "ريش".

وتوالى  إبداع الطاهر في التدفق لم يوقفه سوى تعرضه للاعتقال بعد صدور قررات بسجن مجموعة من الأدباء والمثقفين، بالرغم من أنَّه لم يكن له نشاط سياسي بارز أو معروف في تلك الفترة ليتم إطلاق سراحه في عام 1967، وخاض بعدها تجربة الزواج من السيدة مديحة تليمة وأنجب منها أسماء وهالة ومحمد.

وقدم يحيى خلال20  عامًا في عالم الأدب، مجموعات قصصية شديدة الحيوية والتوهج، إذ قدم العديد من الأعمال الإبداعية المتميزة من أهمها "ثلاث شجيرات تثمر برتقالًا، "الدف والصندوق"، "الطوق والأسورة" عام 1975 والذي تم تقديمها في فيلم سينمائي في نفس العنوان للمخرج خيري بشارة، و"حكايات للأمير حتى ينام"، بالإضافة إلي مجموعة من الأعمال القصصية للأطفال.

وعبرت الكلمات "ليت أسماء تعرف أن أباها صعد لم يمت هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد"، التي رثت بها أمل دنقل صديقها ورفيق رحلة كفاحها، بكل ما فيه من متناقضات إنسانية وأحلام جنوبية جامحة، ونهمه للقراءة وعشقه للعقاد، في مزيج بين العبقرية والجنون كان هو أصدق من عبر عن الصعيد في قصصه القصيرة بعد أن أعطاه الصعيد سره الكبير وفتح له أبوابه الخلفية لعالمه السحري، ليرحل ويدفن في أرض أجداده بعد وفاته على أثر حادث سيارة أودي بحياته.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء الشاعر يحيي الطاهر عبدالله أديب حفر أسمه في لوحة العظماء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon