القاهرة - وفاء لطفي
أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزير الدولة للهجرة، وشؤون المصريين بالخارج، أن عدة وزارات بالحكومة استفادت في فترة وجيزة لم تتعد ثلاثة أشهر من توصيات مؤتمر "مصر تستطيع"، بالتخطيط لمشروعات تم البدء فيها فعليا وكذلك الاستفادة من خبرات العلماء في وضع أول أطلس شمسي لمصر، فضلًا عن التخطيط للاستفادة من الطاقة الشمسية وكذلك الاستعانة بخبرات الأطباء المصريين بالخارج لعلاج المصريين غير القادرين.
جاء ذلك خلال، فعاليات المؤتمر الصحافي، الذي نظمته الوزارة، الخميس، بأحد فنادق القاهرة، بحضور الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وممثلين من ١٢وزارة وهيئة حكومية، لمتابعة توصيات مؤتمر "مصر تستطيع" الذي نظمته الوزارة في ديسمبر/كانون الأول الماضي بمدينة الغردقة.
ونوّهت مكرم، إلى أن انعقاد مؤتمر "مصر تستطيع" جاء في إطار السعي لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، "لإيمانه بأن مصر قادرة بعلمائها وشبابها على التقدم والنمو"، وأكدت مكرم، أنه لابد من تنفيذ توصيات المؤتمر وربط نتائجه بالوزارات المعنية، "لأن مصر تحتاج إلى تضافر كل الجهود لإرساء سياسات ناجحة، وتعظيم إسهامات عقول مصر المهاجرة التي حققت نجاحات في مختلف المجالات"، للاستفادة من خبراتهم في وضع الأسس العلمية للمشروعات القومية ودعمها بالأبحاث الدقيقة، وربط القدرات العلمية للمصريين في الخارج بشباب الداخل لخلق جيل يعتمد على الأساليب العلمية في البحث والتفكير.
وأضافت "مكرم" أن "نجاح الوزارة فتح الباب للتعاون مع وزارات مشابهة متمثلًا في مشاركة وزارة الهجرة المصرية مع دولة السودان للاستفادة من العلماء السودانيين بالخارج إسوة بالمؤتمر المصري، حيث عقدت السودان تجربة مؤتمر لعلماء السودان بالخارج، وحضرت كضيف شرف، حيث استلهموا فكرته من مؤتمر مصر تستطيع"، مشيدة بالتعاون بين الوزارات الحكومية والجهات الخاصة للاستفادة من نتائج "مصر تستطيع" في مجالات الكهرباء والطاقة والتجارة والصناعة والصحة والتعليم وغيرها من الوزارات وكذلك المؤسسات المختلفة مثل جمعية الريف المصري وغيرها، قائلة: "المؤتمر مثل تجربة ناجحة للتعاون بين القطاعين العام والخاص للاستفادة من طاقات مصر وخبرات أبناءها للنهوض بها وفقًا لأسس علمية ومعايير عالمية".
وتابعت وزيرة الهجرة: "هناك إدراك متزايد من الحكومة للقدرات الهائلة والحماس والعطاء من المصريين المقيمين في الخارج ورغبتهم المتنامية في مساعدة بلدهم الأم مصر، ونحن في وزارة الهجرة بعد انتهاء فعاليات المؤتمر، بدأ عملنا الحقيقي في تنظيم جهود نقل الخبرات، وسعينا للتواصل منذ ذلك الحين مع الجميع الخبراء والوزارات والهيئات لم ينقطع".
وقالت مكرم: "نمتلك عشرات الآلاف من العقول النابهة التي تتولى مناصب ومسؤوليات كبيرة بالعديد في الجامعات والشركات العالمية الكبري، وهؤلاء المصريون لا يتأخرون عن تلبية نداء الوطن، وهو ما حدث في مؤتمرنا الوطني الاول لعلماء وخبراء مصر بالغردقة الذي اعتبره خطوة صغيرة في طريق طويل قررنا أن نقطعه لربط العقول المصرية المهاجرة بوطنها".
وكشفت مكرم، عن بدء خطوات إنشاء المؤسسة الوطنية لعلماء وخبراء مصر بالخارج و"التي ستكون حاضنة لعقول أبناء مصر بالخارج، قائلة: " ليس المقصود العلماء فقط ولكن المتميزين في المجالات المختلفة وتوفير بيئة العمل المناسبة بعيدا عن الإطار التقليدي الذي يحكم عمل العديد من المؤسسات المصرية والتي تعوق أحيانا الاستفادة من خبرائنا بالخارج، فمثل هذه المؤسسات ستمثل الترجمة العملية لما نطالب به ونؤكد عليه بأن بناء مصرنا لن يتحقق إلا بسواعد أبنائها".
وأكدت مكرم، أنها ستعلن قريبا الانتهاء من إجراءات القانونية والإدارية لتدشينها، لتشكيل مجلس الأمناء، وتم الاتفاق على اختيار الدكتور العالمي مجدي يعقوب رئيسا لها، موضحة أن المؤسسة الوطنية لخبراء وعلماء مصر بالخارج ستعمل على "تدشين برامج جديدة ومبتكرة، مع تبني المواهب المصرية الشابة بالدخل وفي الخارج، ومساواة الجميع ببرامج العمل ومجالات الاهتمام ، وإتاحة الاستفادة من الخبرات المتنوعة المتاحة في مختلف المجالات، مع تقديم قيمة لكل فئات وشرائح المجتمع المختلفة بما في ذلك الفقراء، الفئات المهملة، الأميين، وأيضاً الفئات المتعلمة والمتطورة.
فضلا عن توحيد الرؤي الوطنية لدور خبراء مصر بالخارج بقدر الاستطاعة من خلال إشراك جميع قطاعات المجتمع، وتعزيز الشعور بالملكية، الفردية والكرامة، والتعامل مع كل فئات المجتمع بالتساوي من خلال تواجدها في كل جزء من البلاد، وبالتساوي من كل محافظة، وذلك باستخدام نفس المعايير الصارمة في كل الأحوال و مع كل الظروف، والسعي إلى استدامة الأعمال بحيث تركز على دعم ورعاية المواهب الشابة في عدد كبير من المجالات التي تقدمها الجالية المهاجرة، والاعتماد على التمويل الذاتي والاستفادة من المعرفة الواسعة في هذا المجال من المهاجرين والخبراء والإستفادة من علاقتهم مع المؤسسات العلمية المختلفة وبدعم من رجال الاعمال الوطنيين بالداخل، مع إنشاء لجنة لتسويق البحوث والابتكارات وربطها بالصناعة وتتكون من رجال الاعمال لتقييم البحوث وامكانية تطبيقها بالداخل، وإقامة مؤتمرات علمية دورية سنوية علي ان تستضيف خبراء وعلماء من دول أخري لتبادل الاستفادة".
من جانبه، أشار الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى أن هناك توصيات للعلماء في تقاريرهم حول قناة السويس يتم تنفيذها بالفعل، منها الاستناد إلى البحوث والتكنولوجيا وصولا إلى التقدم في مجال الاستدامة، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عقدت عدة اجتماعات مع إدارة الاستدامة بالجامعة الأمريكية وتم التنسيق لتطوير نموذج أعمال تعليمي تقني قائم على التعاون مع الجامعات.
وأضاف أنه تم عقد العديد من الدورات بناء على مقترحات العلماء لرفع مستوى الوعي بالأهمية الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، كما نظمت هيئة قناة السويس زيارات للعلماء إلى المنطقة للتعرف على الاستثمارات المتاحة، وتنفيذ مشروعات على الأرض. وأوضح دكتور درويش أن الهيئة قامت بالتنسيق مع دكتور ماهر أبو جندية للتخطيط لوضع نهج حديث لتخزين المنتجات الطازجة، فضلا عن الاهتمام بالزراعة بالمنطقة بالتعاون بين المستثمرين والجامعات المصرية لتنفيذ الجدوى التجارية للاستدامة في الزراعة.
وأشار درويش إلى أن الهيئة استجابت لتوصيات العلماء في التواصل مع الإعلاميين للترويج لإمكانات المنطقة التي تؤهلها لتكون في مصاف المناطق العالمية اقتصاديا بحلول 2030، قائلا: "تم وضع الأسس لتطبيق نظم الحوكمة وإدارة المخاطر، وكذلك شراكة القطاعين العام والخاص، بجانب السعي لإنشاء معهد السويس للتكنولوجيا وريادة الأعمال".
وركز المؤتمر على عرض أبرز نتائج مؤتمر "مصر تستطيع"، والتي تمثلت في" توفير وزارة التعليم والبحث العلمي التمويل اللازم لإنشاء مركز للمياه والطاقة والغذاء للعمل على ترجمة نتائج البحث العلمي لتحقيق الأمن المائي والغذائي في مصر، فضلا عن مناقشة أثار التغييرات المناخية علي المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان.
فضلا عن بدء استفادة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من توصيات المؤتمر في استخدام أحدث التكنولوجيات في مجال إنشاء مزارع الرياح ومحطات تحلية المياه، مع استفادة وزارة النقل من العلماء في مجال إنقاذ الطرق المصرية المتهالكة وتدريب فنيين ومهندسين في مجال السكك الحديدية، مع استفادة الهيئة العربية للتصنيع في إنتاج عربة قطار ركاب ذات دورين وتنفيذ محطة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء بنظام الألواح الشمسية المركزة، بالإضافة لتعاون وزارة الإنتاج الحربي مع علماء مصر تستطيع في مجال الطاقة الشمسية".
وشهدت فعاليات المؤتمر، الاحتفال بأحد النماذج الشابة من علماء مصر بالخارج، والذي قدم منحة للشباب المصريين عن المرونة المؤسسة ومواجهة الأزمة، وهو الدكتور أحمد رياض أحد علماء المصريين بالخارج، والذي قدم المنحة لعدد ١٥من شباب البرنامج الرئاسي لاعداد الشباب للقيادة و٥من المتفوقين بالجامعات الحكومية.


أرسل تعليقك