القاهرة – أكرم علي
أكملت قطر أمس الاثنين عامها الأول منذ قطع دول الرباعي العربي علاقاتها الدبلوماسية معها في الخامس من شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، إثر تقديم الدوحة دعمًا للتنظيمات الإرهابية، وتقارب علاقاتها مع إيران بشكل مضر لجيرانها، والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي.
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير سيد أبو زيد إنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل تجاه الأزمة القطرية ولابد أن يكون هناك نوعا من التفكير لمعالجة الأزمة، لأنه لابد من تنقية الأجواء العربية واحتواء تلك الأزمة والرجوع للوحدة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة وما يجري من صراع من محور (قطر تركيا وإيران) ومحور الدول العربية الأخرى، وهو ما يتطلب أن تقتضي المصالح العربية لمواجهة أزمات الإقليمية وأن يكون هناك إعادة نظر في الموقف القطري وأن تتخلى الدوحة عن دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية وتكون علاقات الجوار قائمة على التعاون والمصالح المشتركة.
ورأى أبو زيد أن الدور الأميركي والفرنسي والأدوار الأجنبية تضع مصالحها الذاتية لها كأولوية والشاهد على ذلك الدور الأمريكي الذي تحدث عن وساطة ولم تكن جدية ولا تتفق مع مصالح الرؤية الأميركية، وما يجري في المنطقة العربية الآن أصبحت الأولوية في المنطقة لمحاربة الإرهاب وإيران وتراجعت القضية الفلسطينية، وإذا كان هناك محاولات لابد أن تكون من داخل المنطقة العربية ولوضع صيغة تؤدي إلى الخروج من الأزمة.
ودعا سفير مصر الأسبق في قطر محمد المنيسي الجامعة العربية إلى التحرك والتعاون مع الكويت من أجل استئناف الوساطة لحل الأزمة، وقال أبو زيد إنه يفضل أن تكون بشكل غير علني في البداية والأمر الآخر، الاعتماد على تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن العلاقات مع دول الجوار العربي يجب أن تكون على أسس معينة.
وأشار المنيسي إلى أن القضية الفلسطينية أصيبت بأضرار جسيمة بسبب أزمة قطر وليس في مصلحة المنطقة العربية ولا في مصلحة دول الجوار استمرار الأزمة ولابد أن تحترم قطر سيادة كل دولة وأن يكون هناك أمن متبادل وعلاقات تقوم على احترام سيادة كل دولة وتجاوز الخلافات.وقال الكاتب السعودي سلمان الدوسري في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط إن قطر سعت لاختراق دبلوماسي بين الدول الأربع، وحاولت استخدام المال لإيجاد ضغط غربي. باعت واشترت في ذمم كثيرين داخل حدودها وخارجها لاختلاق الأكاذيب والإشاعات. واليوم ونحن في الخامس من يونيو 2018 لم يتغير شيء ولا تزال قطر في المربع الأول نفسه، كل ما حدث أنها غزلت بيديها عاماً من العزلة، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ متى تنتهي أزمتها، فقد يأتي العام القادم أو الذي بعده والعزلة باقية وقطر في المربع ذاته.
وأشار إلى أنه بعد عام من عزلتها من حق قطر أن يخرج وزير دفاعها ليقول إن بلاده لن تفتح قاعدتها لضربة أميركية محتملة ضد إيران، ومن حق العالم أن يضحك كثيراً، لأن الجميع يعلم أنه إذا قررت واشنطن ذلك فلن تستأذن الدولة "صاحبة السيادة".


أرسل تعليقك