توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا ما لِلشـَّام!

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - يا ما لِلشـَّام!

بقلم: عبدالله بن أحمد الفَيْفي

جَـوَّالُــكِ، شـَامُ، بِقَلْبِيْ بلْبَالُ يا لَيْتَ القَلْبَ لَدَيْـكِ جَوَّالُ! يَصْحُوْ مـَحمولاً، يَغْـفُوْ مَنقولاً، كالطِّفـْلِ لَهُ وِيَدَيْكِ أَحوالُ غَنَّتْ نَغماتـُكِ أم حَزَنا أَنـَّـتْ فلقد أَسْرَى بِسُراها التَّسْآلُ: في أَيِّ سَماواتِ النَّجوَى هذا الرَّ قْمُ المَلَكِيُّ بأُنثَى يخْتَالُ؟! وبِأَيّةِ مـا شامِيَّةِ نَعناعٍ راحتْ تَهْمِيْ بِيَدَيْها الأَوْشالُ؟! ◆ ◆ ◆ نادتْ مُقَلُ الأطفالِ بنا.. ناجَتْ مِنْ قاعِ الدُّنيا.. نَحْنُ الأَطفالُ! يا فاتِنَةً بمواسِمها اشتَعَلَتْ، وبِشَهْقَةِ وَصْلٍ تَحيَا الأَوصالُ! عَسَلُ الشَّمسِ الأُولَى في كَفَّيها وبعَيْنَيْها خَطِّيٌّ عَـسَّالُ رَجْوَاكِ، لنا رِقِّي، تَرَفَ الأُنثَى! رَفَّتْ وُرْقـًا بِدِمانا الأَجْيَالُ! ◆ ◆ ◆ أتأمـَّل وَجْهَكِ في عَـيْنَي (شَميْ السَّوداءِ).. وملْءُ شُعاعِكِ تَرحالُ مِنْ أينَ أَتـَيْتِ إلى زَمني؟ ومتَى؟ يَتَضاحكُ حِيْنَ أُسائلُكِ الشَّالُ! أَتـْعَبْتَ سُؤالَكَ فِيْها.. لا أملٌ يَفْتَضُّ بِكَارةَ فِيْها.. لا مَالُ فاشْرَبْ غَيْمَ الكَلِماتِ، ولن تَرْوَى! أَنـَّى يُرْوِيْكَ جَحِـيْمٌ سَلْسَالُ؟! ◆ ◆ ◆ أَجَّجْـتِ رَمادَ جَناحِيْ الفيْنيْقِيِّ بِخَفْقِ مَدَاهُ تـَحُوْمُ الأَجْبَالُ أَتوَلَّدُ مِنْ أَمسيْ في نارِ غَدِيْ فأَرِفُّ وتـُنْشِزُ رِيْشِيْ الآمالُ وأقولُ: إليكِ سَكَبْتُ صـباحاتـي ولِعَرشِ ضُحاكِ تَسِيْلُ الآصالُ! ◆ ◆ ◆ بِحَريرِ يَدَيْكِ أُصافِحُ أُغْنِيَتيْ وكَجَمْرِ عَبِيْرهِما بِيْ مَوَّالُ تَهفُوْ لِشَذَى (فِـنجانِكِ) مَوْسَقَتيْ فَيَغِـيْمُ بأَوتاري مِنْكِ الهالُ! وتَسيْلُ أَصابِعُ شِعْرِكِ في كأسِيْ فعِظامِيْ، رُغْمَ رُفاتِيَ، جِرْيالُ! مِغناطيسُ الهَمَسَاتِ يُبَوْصِلُني لِخُطُوْطِ رُخامِكِ، هَمـِّيْ: إِيْغَالُ يَتَجاذبُ أرضي مِنْ أرضيْ أَبدًا فإليكِ، إِلَيَّ أنا، بِكِ رَحَّالُ! ◆ ◆ ◆ «يا ما لِلشـَّامِ» تُشاغِبُ ذاكِرَتيْ وتُضِيْئُكِ غاسقَ عِطْرٍ يَنْثَالُ كالدَّمْعَةِ تَهـْطِلُ مِن عَيْنَيْ نَجْمٍ طَفئَتْ، وطَوَتْها رُوْحٌ غِربالُ كالنَّهْرِ الأَعْشَى يَجريْ أَعوامًا كَرَعَتْها نَخْلُ حُرُوْفيْ الآجَالُ! ◆ ◆ ◆ أَتأَمـَّلُ وَجَهَكِ في عَيْنَيْ أَمْسِيْ وبمَوجِهِما بِي تَطْفـُو الأَهْوَالُ أمُلُوْكُ حَضارتِنا نَحَتُوكِ لنا؟ لكأنـَّكِ للتَّاريخِ التِّمثالُ! فِيْنا يَصْحُوْ (قَيْسًا) (بِجْمَالْيُوْنُ) وبِفيْكِ يُجَنُّ بِحُلْمٍ (نِرْفَالُ)! ◆ ◆ ◆ يا أنتِ، أيا مَعْنَى المَعْنَى: انْكَتِبِيْ! لأَراكِ، ضُحَى لُغَةٍ؛ لُغَتِيْ آلُ! بِمَرايا عَيـْنـَيْكِ الهَرِمَاتِ أَرَى وَجْهيْ، وتُغَادِرُ عَيْنيْ الأَوْحَـالُ وأَرَى فِيْكِ (المُتَنَبِّئَ) في حَلَبٍ، و(رَهِيْنَ مَحابسِنا): كَيْفَ الحَالُ؟ قالا: (زَنُّوبـِيَّا) جَـيْشٌ حُرٌّ مِنْ (تَدْمُرَ) حـتَّى يَـرْضَى الأَبطالُ! رِئْبالُ الشَّعْبِ إذا ما هَبَّ، فلا أَرْضٌ يَرضاها الشَّعْبُ الرِّئْبالُ! هاكِ، يا كُلَّ كَواكِبِ أفلاكي، لأنالَ غَدًا وَطَنا لا يُنْتَالُ وَطَنًا.. شَرْنقْتِ خَرائطَهُ بدَميْ سيَشِيْدُ (القُدْسَ).. ويَغْـشَى الزِّلْزَالُ شَعْبَ اللهِ المُخْتَارَ بِضَيْعَتِنا وأساطيرُ التَّلْمُودِ ستَنهَالُ فَلْيَعْلُوْ (حَرْمُوْنٌ) في نـَهْدَيْـكِ لِتَليقَ بشَمْسِ يَدَيْهِ الأَوْعَالُ! ◆ ◆ ◆ آهِ، لـو أدري في أَيِّ الدُّنيا أَلقاكِ، لَبَشَّ بِرَمْلِيْ الأَطْلالُ! ولخُضْتُ بُحوْرَ سَمائكِ أُوْدِيْـسـًا عَلِّيْ أُلقِيْكِ (بإيثاكا)... قـالوا: راحتْ تَشْريْ بالًا أَصْفَى مِنْها، غامَتْ، لا عادَتْ، أو جادَ البَالُ! كَذَبُوا.. كَذَبُوا.. ها أنتِ هُنا، وهُنا؛ فَلْيَمْحُونا مِنَّا ولْيَحْتَالُوا! لكنْ ـ وا وَيْلَا مِن «لكنْ» هذي! ـ ..وتَهُبُّ بجَمْرِ حُرُوْفِي الأَغْوَالُ خَطَّتْ خَجْلى مِنْ عَيْنِيْ المِيْمُوْزَا: وَرَقيْ جفَّت بِلَماها الأَقوالُ! ◆ ◆ ◆ كَرَزُ الكَلِماتِ يـُوَسْوِسُ ليْ: أنْ ليـ ـسَ يُهندسُ هذا المُعْجَمَ صَلْصَالُ! ما كُنْتِ بِشَهْدِكِ مِنْ بَشَرٍ، كَلَّا، شَفَتِيْ الظَّمأَى أنتِ والشَّلَّالُ ما أَنتِ سِواكِ أنا، يا سيِّدَتي، أُفـُقٌ مِن كُلِّ سُطُوْرِيْ سَيَّالُ فَرَسًا دارتْ بِدَمِيْ، رَسَمَتْ قَلَمِيْ، ولَهُ مِنْ جُرْحِ سَمائيْ تَصْهَالُ! أَسْرِيْ بجَناحَيْه أَبـَدَ الرُّؤْيَا؛ كبُرَاقيْ الشِّعْرُ.. كقَلْبيْ الخَيَّالُ!

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ما لِلشـَّام يا ما لِلشـَّام



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ما لِلشـَّام يا ما لِلشـَّام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon