بمشاركة أدباء ومفكرون وسياسيون من مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس شهد وزير "الثقافة" الكاتب الصحافي حلمي النمنم، احتفالية اليوبيل الذهبي لذكرى رحيل شيخ النقاد محمد مندور، والتي تقام تحت عنوان "محمد مندور بين الفكر الأدبي والفكر السياسي"، والتي ستجرى بتاريخ 23 و 24 تشرين الثاني/نوفمبر في المجلس الأعلى للثقافة.
وأكد وزير "الثقافة" بأن هذه الاحتفالية مهمة لأنها جاءت لإحياء ذكرى شخصية رائدة في الثقافة المصرية والعربية، وهو الدكتور محمد مندور، الذي لم يكن ناقدا أدبيا فقط بل سياسيا وصحفيا بامتياز.
وأضاف أن الناقد يجب ألا ينشغل فقط بالأعمال الأدبية ولكن يعمل على نقد كل التخصصات، وهو ما كان جليا واضحا في شخصية محمد مندور الذي لقب بشيخ النقاد، لما قدمه من إسهامات عظيمة في عالم الفكر والسياسة.
وذكرت الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أمل الصبان "إننا في ذكرى الاحتفال الخمسين برحيل مندور نحتفل بقيم التنوير والحداثة، فمن جيل الرواد من طه حسين وغيرهم، جاء جيل مندور ليرسخ قيم جيل الرواد التي جاءت مبكرة وترسخت بالرغم من الاحتلال الأجنبي".
وتابعت "جمع مندور في دراساته في مصر وفرنسا الكثير من المقالات السياسية والأدبية، وكانت فترة بعثته التي بلغت تسعة اعوام في فرنسا هي المكون السياسي والعاطفي له، واعتناقه فلسفة النقد الديمقراطي، ومارس فور عودته الي مصر نشاطه الفكري فكان مفكرا وناقدا، وكانت تؤرقه الوسيلة التي يطرح بها أفكاره ووجد أن الصحافة هي السبيل إلى توصيل فكره، وانضم لحزب الوفد".
واستعرضت الصبان تاريخ حياة الناقد محمد مندور ونضاله السياسي ضد الاحتلال وفساد الطبقة الحاكمة حتى قيام الثورة، ثم عمله بالترجمة، مشيرة إلى أنه وجد في ثورة يوليو تكريسا لنضاله الذي بدأه في حركة المجتمع والاستقلال الوطني ، حيث أعلن إيمانه عن استقلال الأدب بمنهجه عن غيره من العلوم وألا يأخذ بالنظريات الشكلية عن العلوم الأخرى.
وأضافت أن مندور كان تلميذا مخلصا لأساتذته ولكنه كان ثائرا عليهم ناقدا لهم بعد أن كتب تقريرا حول طريقة التدريس في الجامعة، لذلك بقي حيا في تاريخ الأمة من خلال كتاباته بالإضافة إلى خوضه العديد من المعارك الأدبية.
وأردفت إن كتاباته مازالت مراجع ودراسات لا يستغني عنها الباحث والأديب والناقد، فتجربة مندور خصبة وتحتاج إلى دراسة ومتابعة ومن هنا جاءت فكرة إقامة هذه الاحتفالية، وإصدار المجلس لكتاب عن شيخ النقاد من تأليف فؤاد قنديل.
ووجه نجل شيخ النقاد طارق مندور، الشكر لوزير "الثقافة" والكاتب الراحل فؤاد قنديل الذي سعى لإقامة هذه الاحتفالية.
واستعرض جهود وزارة "الثقافة" في حماية وحفظ تراث محمد مندور، كما تحدث عن تاريخ حياة مندور منذ طفولته ومشاركته في المظاهرات ضد الاحتلال وفصله من المدرسة الثانوية، وكتاباته في مختلف المجالات مثل مجلة الثقافة ومطالبته بالديمقراطية الاجتماعية والعدل الاجتماعي.
وأشار إلى أن محمد مندور هو أول من طرح فكرة مجلس الدولة، مشيرا إلى أنه جمع في ترجماته بين الكتابات الفرنسية والإنجليزية التي كانت تعبر عن المنظور الديمقراطي لمندور وفكره، مستعرضا الكثير من مقالات مندور وكتاباته.
واوضح الناقد شعبان يوسف "إننا نحتفل بقيمة سياسية وفكرية كبيرة لابد وأن نحتشد لها احتشادا خاصا، فمندور كتب في النقد القديم والحديث وتعددت معاركه الأدبية إلى اللغويات، ودخوله في معارك مع الكثير من مفكري العصر أمثال عباس العقاد وطه حسين"، مشيرا إلى أن المعارك لم تكن هي السمة الأساسية التي اتسم بها مندور ولكنه كان معلما بالفعل متأثرا في ذلك بما حصل عليه من علوم لغوية وفكرية وجمالية في رحلته إلى فرنسا.
وأضاف أن مندور انشغل في المسرح فكتب عن توفيق الحكيم كتابا مهما وعن مسرحيات احمد شوقي، وكان عضوا في لجان التحكيم المسرحي منذ منتصف الخمسينات، مشيرا إلى علاقة مندور بثورة يوليو وكتابه " الديمقراطية السياسية " والذي يضئ الكثير من الأفكار المندورية، مؤكدا أنه لم تكن هناك خصومة بين مندور وثورة يوليو ، كما أنه ليس واحدا من رجال يوليو ولم يكن منشدا خاصا لثورة يوليو بل كان ناصحا لرجالها.
واستعرض شعبان يوسف الخطوات التي عملت عليها اللجنة المنظمة للإعداد للاحتفالية ومحاولة دعم الاحتفالية بالعديد من الكتاب والنقاد المهمين الذين سيستطيعون إتمام الصورة النقدية عن مندور.
وتتضمن الاحتفالية سبع جلسات، ويترأس الجلسة الأولى الدكتور صلاح فضل، ويتحدث فيها كل من إبراهيم فتحي عن "تطور المنهج النقدي عند محمد مندور"، ووزير "الثقافة" التونسية الأسبق عبد السلام المسدي عن "محمد مندور: عالم اللسان الذي ضل سبيله"، وفتحي أبو العينين عن "من النقد التحليلي إلى النقد الأيديولوجي"، وكريم مروة المفكر اللبناني عن "محمد مندور السياسي"، ومحمد عبد المطلب عن "محمد مندور والقراءة الثقافية للنص".
وتعقد الجلسة الثانية برئاسة حلمي شعراوي، ويتحدث فيها كل من أحمد بهاء الدين شعبان عن "محمد مندور: الأفكار السياسية والانحيازات الاجتماعية"، وجمال شقرة عن "محمد مندور والفكر السياسي"، وعمار علي حسن عن "مواقف وأفكار لتمرد دائم"، والناقد الأردني الدكتور يوسف أبو العدوس عن "محمد مندور ناقداً"، ومحمد الشافعي عن "قلم هادر.. وصحفي ثائر".
وتبدأ الجلسة الثالثة في تمام السابعة مساءً الاثنين، ويترأس الجلسة الدكتور محمد شاهين أستاذ الأدب الإنجليزي بالجامعة الأردنية، ويتحدث فيها كل من شوكت المصري عن "محمد مندور ناقداً.. قراءة في كتَّاب الشعر المصري بعد شوقي"، وعبد السلام الشاذلي عن "قراءة مندور للتراث في ضوء النظريات الأدبية المعاصرة"، ومدحت الجيار عن "محمد مندور التنظير والتأثير"، ومسعد عويس عن "رسائل من جيل محمد مندور إلى قادة العلم والثقافة والسياسة في الوقت والراهن "، وهويدا صالح عن "محمد مندور ناقداً".
وتنطلق فعاليات اليوم الثاني الثلاثاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر، بالجلسة الرابعة؛ في تمام العاشرة صباحاً، ويترأس الجلسة رئيس المركز القومي للترجمة الدكتور أنور مغيث، ويتحدث فيها كل من صلاح السروي عن "تطور الرؤية النقدية عند محمد مندور من الجمالية الإنسانية إلى النقد الأيديولوجي"، ورئيس اتحاد كتاب المغرب الدكتور عبد الرحيم العلام عن "في الحاجة إلى محمد مندور نحو وضع اعتباري للآدب"، وعمر شهريار عن "مفهوم النقد عند محمد مندور"، وهدى توفيق عن "النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور".
ويترأس الجلسة الخامسة عبد الرحيم العلام، ويتحدث فيها كل من سلوى بكر عن "من الحكيم القديم إلى المواطن الحديث"، وسيد محمود عن "محمد مندور وانتفاضة العمال والطلبة في 1946"، وشوقي بدر يوسف عن "د. مندور وأثر الثقافة الأوروبية على تراثه الفكري والنقدي"، ومحمد إبراهيم طه عن "نماذج بشرية.. قراءة في المنهج"، ونبيل حداد عن "محمد مندور والصحافة التفاتات ريادية في التنظير والممارسة".
وتنظم جلسة رئيس هيئة الكتاب السابق الدكتور أحمد مجاهد، ويتحدث فيها كل من عبد الرحمن حجازي عن "المنهج الأسلوبي عند محمد مندور"، وعزة كامل عن "محمد مندور ورؤيته في التطور الثقافي"، ومحمد شاهين عن "موقع محمد مندور من النقد الأدبي المعاصر والنظرية الأدبية"، محمود الضبع عن "محمد مندور والفكر النقدي".
كما تعقد في السادسة مساءً مائدة مستديرة بعنوان "محمد مندور بين الفكر الأدبي والفكر السياسي"، يديرها وزير "الثقافة" الأسبق الدكتور جابر عصفور، ويشارك فيها كل من أحمد مجاهد، وأنور مغيث، وخيري دومة، وشعبان يوسف، كريم مروة، وعبد الرحيم العلام، وعبد الرشيد الصادق محمودي، وعبد القادر حميدة، وماجد يوسف، ومحمد شاهين، ومحمد صلاح زيد، ومروة مختار، والكاتب الأردني نبيل حداد، وهدى وصفي، وهيثم الحاج علي، يوسف أبو العدوس.
وتبدأ الجلسة السابعة والأخيرة في تمام الثامنة مساءً، ويترأس الجلسة المفكر الأردني يوسف أبو العدوس، ويتحدث فيها كل من محمد عليوة عن "لغة النقد عند محمد مندور"، وصالح سليمان عن "مرتكزات الفكر النقدي والاجتماعي والسياسي عند محمد مندور "، ومحمد يونس عبد العال عن "من رسائل محمد مندور إلى طه حسين".
كما يصدر المجلس الأعلى للثقافة عددًا من الكتب الخاصة بالأديب محمد مندور منها "محمد مندور شيخ النقاد، محمد مندور ذكريات أدبية"، كما يصدر المركز القومي للترجمة عدداً من ترجمات محمد مندور، بجانب تنظيم معرض لإصدارات هيئات وزارة الثقافة، وخصم 50% على إصدارات المجلس.
أرسل تعليقك