الزرقاء _ بترا
- قال الناقد والباحث مجدي ممدوح ان المفكر ادوارد سعيد كشف في كتابيه "الاستشراق" و" الثقافة والامبريالية" العديد من الاشارات التي تفيد ولاء كتاب الغرب لامبراطورياتهم الاستعمارية على حساب الشعوب المقهورة.
وأوضح خلال الأمسية التي نظمها مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس بعنوان (النقد الثقافي) ، ان سعيد وظف نوعا متطورا من النقد الثقافي المقارن من أجل قراءة نصوص المستشرقين وأعلام الأدب الغربي من أجل الكشف عن أخطر الانساق المضمرة داخل النتاج الأدبي الأوروبي وهو النسق المتصل بالمركزية الغربية .
وبين ان النقد الثقافي في جوهره هو نقد ما بعد بنيوي، اذ جاء ردا على التحديدات التي فرضها النقد البنيوي الذي أرساه (رولان بارت) ، مشيرا الى ان جذور النقد البنيوي هي جذور لغوية وتستند إلى علم اللغة الذي أسسه (فرديناند دي سوسير)، حيث ركز النقد البنيوي على اللغة والبلاغة وجماليات النص والشكل، وأغفل المضمون بشكل فاضح.
واضاف ممدوح ان النقد البنيوي دعا الى التقيد بحدود النص الأدبي وعدم الاحالة الى المرجعيات الاجتماعية والفكرية والسياسية وغيرها من الجوانب التي تشكل النص، حيث طرح منظرو البنيوية شعار " لا شيء خارج النص "، الأمر الذي أدى الى افقار النص الأدبي والاقتصار على الملامح البلاغية .
وأكد ان النسق الثقافي الذي يتم توظيفه لقراءة النص الابداعي ليس شيئا غريبا عن النص، بل هو نسق مضمر وغير معلن وما على الناقد الا ازاحة الستار عنه وقراءة النص من خلاله .
وجرى في ختام الأمسية التي أدارها الزميل عمر ضمرة وحضرها مدير الثقافة رياض الخطيب وجمع من النقاد والكتاب والباحثين، نقاش وحوار، حيث أجاب ممدوح على استفسارات وأسئلة الحضور .
أرسل تعليقك