توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور

الروائية الراحلة د.رضوى عاشور
القاهرة-مصر اليوم

"ماتت مريمة منذ زمان، والعصافير لا تسكن القبور؛ لا بد إذن من الرحيل... قام علي، أدار ظهره للبحر، وأسرع الخطو ثم هرول، ثم ركض مبتعدًا عن الشاطئ والصخب والزحام.. التفت وراءه فأيقن أن أحدًا لم يتبعه، فعاد يمشي بثبات وهدوء، يتوغل في الأرض، يتمتم: لا وحشة في قبر مريمة". وبهذه الكلمات اختتمت الروائية الراحلة د.رضوى عاشور (1946 – 2014)، التي تحل اليوم 26 مايو/أيار ذكرى ميلادها، اختتمت ثلاثيتها الشهيرة "ثلاثية غرناطة"، التي صارت الجملة الأخيرة منها "لا وحشة في قبر مريمة" واحدة من أشهر الجمل التي يتداولها المهتمون بالأدب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

واحتفل اليوم كذلك محرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد عاشور الثانية والسبعين. وفي 26 مايو/أيار من عام 1946 ولدت رضوى عاشور بالقاهرة، لتدرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، قبل أن تسافر – بعد حصولها على الماجستير- إلى الولايات المتحدة الأميركية لتحصل على الدكتوراه من ماساتشوستس في الأدب الإفريقي الأميركي.

وثمة موقف سلبي دائمًا تجاه الـ"بيست سيلر"، الأكثر مبيعًا، أو الكاتب الذي يجمع قطاع كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على قراءته، إذا يرتبط ذلك غالبًا بروايات يراها كثيرون روايات تجارية، تستطيع أن تغازل متطلبات بعينها لدى صغار السن من القراء، غير أن رضوى عاشور تثبت عكس ذلك، فلا تكاد تخلو مجموعة من المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي من ترشيح لإحدى روايتي عاشور الأكثر شهرة: "ثلاثية غرناطة"، و"الطنطورية".

وفي كلية الآداب تعرفت عاشور إلى الشاعر الفلسطيني – الشاب آنذاك- مريد البرغوثي، والذي أثار إعجابها بقصائده أولًا، ثم بشخصيته كفلسطيني مقاوم فارق بلاده منذ الصغر، ومازال يقاتل بحثًا عن العودة، وسرعان ما تحول ذلك الإعجاب إلى زواج دام لعقود، عايشت فيه عاشور تجربة قاسية وهي حرمان البرغوثي من دخول مصر لمدة 17 عامًا تقريبًا، بسبب اعتراضه على زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للأراضي المحتلة، فكان على رضوى أن تؤدي دور الأم والأب معًا.

ولعل ذلك الارتباط بالقضية الفلسطينية منذ الصغر، ثم معايشة ما يعانيه الفلسطينيون الذين يهجرون عن أرضهم عن قرب من خلال علاقتها بزوجها، هو ما ساهم في إنتاج عمليها الأكثر شهرة.

وفي 1994 نشرت د.رضوى عاشور ثلاثية غرناطة، التي تتكون من ثلاثة أجزاء: غرناطة، مريمة، الرحيل، وفيها تعود عاشور إلى نهايات القرن الخامس عشر، إلى إسبانيا، أو الأندلس كما كانت تسمى تحت الحكم العربي. واختارت عاشور لحظة فاصلة في تاريخ الوجود العربي في الأندلس، وهي اللحظة التي تسقط فيها غرناطة، آخر معاقل المسلمين، في يد القشتاليين، بعد أن تفرق المسلمون إلى طوائف مختلفة تنازعت فيما بينها، إلى أن انتهى الأمر بتوقيع معاهدة التنازل، بين أبي عبدالله محمد الصغير، آخر حكام غرناطة، وبين القشتاليين.

ولا تتوقف عاشور عند أحداث سياسية بقدر ما تتوقف عند حالة إنسانية، حيث تسرد الرواية من منظور شخصيات عادية لا شخصيات الحكام، عاشوا في تلك البلاد ما يقرب من 8 قرون، فلم يعرفوا وطنًا غيرها، فإذا هم فجأة يجدون أنفسهم ملاحقين، مضطرين للتخلي عن عقيدتهم وإلا واجهوا الموت، ثم مطلوب منهم الرحيل للأبد.

 

وجرح آخر ترسمه رضوى عاشور، في انتقالها من غرناطة في الأندلس، إلى الطنطورة في بلاد فلسطين، في 23 مايو من عام 1948 هاجمت العصابات الصهيوينة قرية الطنطورة الفلسطينية، وبعد مقاومة من أهلها استطاعوا اجتياحها، ليقميموا مذبحة انتهت باستشهاد عشرات الفلسطينيين الذين دفنوا دفنًا جماعيًا، وتشتيت أبنائهم.

وتتخذ صاحبة "خديجة وسوسن" من ذلك الحدث نقطة انطلاق لروايتها "الطنطورية"، التي تحكي سيرة رقية، الفتاة الطنطورية التي عايشت المذبحة، والتهجير، وخلال عقود أقامت أسرة من فلسطينيي الشتات، تعاني آلام الحنين للعودة لبلادها، وتعاين ما يجد من نكبات.

ولعل هذين العملين هما الأشهر لغرناطة بين أوساط قرائها، الذين وجدوا في العملين معالجة لجرح مازال ينزف منذ 1948، فاستطاعت عاشور أن تقدم لهم عملًا أدبيًا يجمع بين الجودة الفنية، وبين التناول الوطني للقضية. وغير أن عاشور لها عدة أعمال أخرى لا تقل أهمية، وإن كانت أقل شهرة من هذين العملين، من بينها روايات مثل: "فرج" التي قدمت فيها حكاية ثلاثة أجيال من الذين عانوا تجربة السجن، و"أطياف"، و"خديجة وسوسن" التي تروي فيها قصة تشبه قصة الأجيال، غير أنها نسائية خالصة تقريبًا.

وقدمت كذلك د.رضوى عاشور عدة كتابات في مجال النقد، كانت قد بدأتها في بداية مسيرتها بكتاب عن أعمال القاص الفلسطيني غسان كنفاني، الذي استشهد بتفجير دبرته المخابرات الإسرائيلية، وجاءت الدراسة تحت عنوان "الطريق إلى الخيمة الأخرى"، ثم قدمت كتابًا نقديًا عن الرواية في غرب إفريقيا بعنوان "التابع ينهض"، وغيرها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon