توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك "نموذج" في الانفتاح على العالم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك نموذج في الانفتاح على العالم

الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد
القاهرة-شيماء مكاوي

أوضح الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، أن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك دول العالم يعرض فيها عليهم الإسلام، تمثل نموذجًا في الانفتاح على العالم الخارجي، وأدار أول حوار للأديان مع وفد نصارى نجران بالمسجد النبوي في المدينة، وأضاف أن وفدًا من نصارى نجران تألف من 14 رجلًا من أشرافهم، وروايات أخرى تقول إن عددهم60 من أساقفة ورجال كنيسة نجران قدموا إلى المدينة، وأقاموا بالمسجد النبوي وليس في خيام خارج المسجد، تكريمًا من النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وأقاموا شعائرهم فيه، حيث تقول الرواية: "لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ... دخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِهِ فَأَرَادَ النَّاسُ مَنْعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ دَعُوهُمْ، فَاسْتَقْبَلُوا الْمَشْرِقَ، فَصَلَّوْا صَلَاتَهُمْ".

واعتبر خالد في الحلقة السابعة عشر من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن "الهدف من الحوار هو الوصول إلى منطقة مشتركة مع الآخر "كلمة سواء"، وقد وردت الإشارة إليه في سورة آل عمران، لأنهم هم المشترك بيننا، فكلنا نحب عيسى ابن مريم وأمه"، وأشار إلى أنه "لما سأل وفد نصارى نجران النبي: لماذا تسب صاحبنا - يقصدون عيسى - وتقول إنه عبد الله؟، أجاب: أجل، إنه عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.. "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".

ولفت خالد إلى أن "الحوار انتهى دون أن يسلموا، وتمسكوا بالمسيحية، لأن "الحوار لا يعني التنازل عن الأفكار، فكل شخص حر في أفكاره، لكن المهم انفتاح الطرفين على الآخر ومنع الصراع"، وقال إن "الحوار انتهى بتوقيع معاهدة سلام، وكتب لهم النبي عهدًا، قال فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله للأسقف أبي الحارث، وأساقفة نجران، وكهنتهم، ورهبانهم، هذا كتاب أمان من الله ورسوله لأهل نجران.. لهم جوار الله ورسوله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم لا يغير أسقف من أسقفته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، فهم في جوار الله ورسوله أبدًا ما أصلحوا غير مبتلين بظلم ولا ظالمين.. أي طالما لم يظلموا أحد".

وعلق خالد قائلًا "كلمة أبدًا، إشارة إلى ما بعد النبي، وصية منه أبد الحياة لكل مسيحي إلى يوم القيامة، فمن دمر كنيسة أو قتل مسيحيًا بدون ذنب بعد ذلك، فهو ناقض لعهد رسول الله لهم"، وذكر أن "كل أحكام المعاملات مع المسيحيين ببر وإحسان كانت استنادًا إلى كتاب النبي"، مدللًا بأن "الإمام الشافعي يقول: "إذا تزوج مسيحية فحقها عليه أن يوصلها للكنيسة ولا يمنعها منها"، لكن هل يعرض عليها الإسلام أم لا؟، الإمام أبوحنيفة يقول: يعرض بشرط عدم الإكراه "لا إكراه في الدين"، بينما الإمام مالك يأمر أولاده بزيارة أخوالهم المسيحيين ويبرهم ويهديهم الهدايا ليطيب خاطرهم، وتنفيذًا لأمر الله: "أن تبروهم وتقسطوا إليهم".

علاوة على ذلك، عرض خالد نماذج من انفتاح النبي على العالم الخارجي، من خلال توجيه رسائل لكل ملوك العالم يعرفهم بالإسلام، فأرسل 48 رسالة إلى 48 ملكًا وحاكمًا حول العالم في السنة السادسة من الهجرة، أشهرها 8 رسائل إلى قيصر ملك الروم، كسرى ملك الفرس، النجاشي ملك الحبشة، المقوقس حاكم مصر، ملك البحرين، ملكي عُمان، ملك اليمن، الحارث الغساني، أمير الغساسنة بالشام.

وأضاف خالد "وقع اختيار النبي على الشخصيات التي حملها رسائله إلى ملوك العالم وكانوا بمثابة سفراء له، وفق صفات شخصية لكل منهم، فأرسل دحية الكلبي للروم، كان حسن الصورة، طويلًا، شديد الذكاء، يجيد لغة الروم، وأرسل عبدالله بن حذافة السهمي إلى ملك الفرس، وهو شخص هادئ لطيف، ليتحمل سخافة كسرى ملك الفرس، لأن الفرس يكرهون العرب، وله خبرة في السفر، حيث هاجر من قبل إلى الحبشة، بالإضافة إلى شجاعته، ومعرفته بلغة الفرس".

بينما "حمّل عمرو بن أمية الضمري، رسالة إلى ملك الحبشة، وكانت له خبرة بالحبشة وسافر إليها أكثر من مرة، كان شجاعًا وجريئًا جدًا، لا يهاب الملوك لكن يجيد احترامهم والتعامل معهم"، وأرسل إلى المقوقس حاكم مصر، حاطب بن أبي بلتعة، وكان تاجرًا وثريًا، وشخصية متحضرة، وعلى علم بتاريخ الأمم، فكان اختياره ليناسب حضارة المصريين"، وفق قوله.

وأكد الداعية أن "النبي أرسل العلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين، وكان يقول الشعر، وهو ممن عرف بشجاعته، مثل صفات الملك الذي يحمل رسالة النبي إليه، وأوفد عمرو بن العاص، إلى ملكي عمان، وكان معروفًا عنه ذكاؤه ودهاؤه، فهو من دهاة العرب، وله خبرة في السفر، ولأنه سيفاوض شخصيتين ذكيتين.

وذكر خالد أن "كل من قرأ رسالة النبي من الملوك انبهر بها، لأنه نموذج منفتح وهو في مدينة صغيرة بشبه الجزيرة، وكان "هدفها لفت النظرة لدعوة جديدة بشكل مركز، قال فيها: من محمد رسول الله إلى عظيم الفرس، عظيم الروم، عظيم مصر، احترامًا لمقاماتهم، وجميعها استهلها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي كلمات جديدة على ملوك العالم لابد أنها ستحرك فضولهم لقوتها ورحمتها "الرحمن الرحيم".

ولفت خالد إلى أنه "عرف نفسه بوظيفته من محمد رسول الله، تكررت كلمة السلام والسلم خمس مرات في كل رسالة: أسلم تسلم، ليس تحديًا أو تهديدًا، وإنما من باب النصح لهم، وإلا لكان وجه لهم كلامًا شديد الحسم: "لأرسلن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي"، وتابع "كما أنه لم يأمر أو يطلب من أحد أن يتخلى عن ملكه، فالنبي لا يريد الحكم، ولم يقل أن له سلطة دينية أو سياسية عليه، فلا كهنوت ولا سلطة، يعني لا يريد الحكم".

 

وبيّن الداعية أن النبي "طرح في الرسائل أكثر من خيار بديل، وترك الأمر للمرسل في اختيار الذي يراه صالحًا له ولرعيته، البديل الأول: أن يُسلم، الثاني: أن لا يسلم ولكن تعالى إلى منطقة مشتركة بيننا، لذا ختم بالآية "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، وأشار إلى أنه لم يسلم أحد إلا ملك البحرين وعمان، والآخرون رفضوا، لكنها رسالة لكل مسلم بالانفتاح على الناس، وتحرير المسلمين من عقدة الخوف وعدم الثقة في النفس بالانفتاح، فقد كانت قريش تستحقر غيرها من العرب، لكن تستصغر نفسها أمام الفرس والروم، فحرر النبي الصحابة من هذا الخوف، فضلًا عن التقبل العالمي لوجود كيان جديد اسمه الإسلام، وإثبات أن الإسلام دين عالمي ليس محليًا "وما أرسلناك إلا كافة للناس".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك نموذج في الانفتاح على العالم عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك نموذج في الانفتاح على العالم



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك نموذج في الانفتاح على العالم عمرو خالد يعتبر رسائل النبي إلى الملوك نموذج في الانفتاح على العالم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon