توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان "اقرأني وأقرأك" بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان اقرأني وأقرأك بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني

مكتبة الإسكندرية
الاسكندرية - مصر اليوم

نظم مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "اقرأني وأقرأك" بين الأديبتين الدكتورة لنا عبد الرحمن والقاصة هبة بسيوني, وناقش كل منهما عمل الأخرى, كما ناقشت الناقدة أسماء إبراهيم عمليهما رواية “قيد الدرس“ للنا عبد الرحمن ومجموعة “تماس مع الوحدة”  لهبة بسيوني، وأدار الندوة الأديب منير عتيبة المشرف على مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية.

وعن المتتالية القصصية للكاتبة الشابة هبة بسيوني " تماس مع الوحدة"  قالت الكاتبة لنا عبد الرحمن, "عند التوقف أمام العنوان يحضر التساؤل حول اختيار مفردة " تماس" لتتجاور مع الوحدة؛ فالتماس في اللغة هو : نُقْطَةُ الْمُلامَسَةِ و زَاوِيَتها، لذا يقال تماس كهربائي أي اتِّصال بين موصلين يسمح بمرور التيَّار، ويقال ايضا تماسَّ الجسمان : تلامسا ، لمس أحدُهما الآخرَ، لكن في حال وجود الآخر فإن الوحدة تنتفي، حضور الوحدة في عنوان المتتالية تُغيب الآخر لصالحها لتكون بديلا  عنه".

ويمكن القول أن قصص المجموعة في محورها الأساسي تتعلق بمجموعة من الكيانات البشرية المعذبة في أسر معاناة داخلية مفروضة عليها فرضا وفق ناموس اجتماعي يمتثل له الجميع، إلا من اختار مسارا آخر سواء  بالسر أو عبر تحدي  العرف الاجتماعي السائد, فالأبطال يرزحون تحت ثقل  ألم وجوع عاطفي وجسدي يجعلهم يتخبطون في دوائر  كثيرة تبدأ صغيرة لكنها تتسع وتتسع مكملة طريقها في المحور عينه حيث التماس يبدو حلوله أكثر  وضوحا   مع الخوف، مع الحرمان، مع الاحتياج، والإذعان.

وأضافت لنا عبد الرحمن : "تتكون المجموعة من ست وعشرين قصة، واختيار صيغ العناوين، يوحي بالتعدد ظاهرا، والتماثل ضمنا؛ حيث تكرار فكرة الحضور العددي مع كل قصة يوازيه تماثل في الحالة، وكأن الكاتبة تؤكد أن أبطالها كلما أعادوا صياغة تجربتهم للأمر نفسه من جديد، كلما أصابهم العطب، وكما لو أن ثمة استمتاع في سماع نغمة الهزيمة مرة بعد أخرى، واستعذاب طعم مر صار أليفا لهم.

وفي رأي د. لنا أنه تتشابه النماذج التي تقدمها هبة بسيوني، وتلتقي جميعها في حكاياتها المتتالية وتبادل أدوارها عند غياب الحب الحقيقي الذي يؤلف ارتباطا وثيقا بين اثنين، هذا الحب الذي يظهر في قصة " حبل مشدود" يحمل سمة الضبابية وغموض الغد، إنه حب مرفوض من أسرة الحبيب، لذا  سيكون التحدي مع المجتمع مع اصرار الحبيبين البقاء معا.

وعن رواية "قيد الدرس " للكاتبة لنا عبد الرحمن قالت القاصة هبة بسيوني في قراءتها لها : "أعجبني الاسم وجذبتني كلمة " قيد الدرس " وجعلتني أتساءل: هل الرواية متعلقة بشيء قيد الدراسة ؟ وما طبيعة ذلك الشيء ؟ لتفاجئني الكاتبة أن " قيد الدرس " هي مرادف لهوية بعض اللبنانيين المقتطعين من أرضهم ما أوجع أن تحمل هوية تسمى " قيد الدرس " !

الرواية تدور حول أزمتي الهوية والاغتراب, كل الأبطال بلا استثناء يفتقدون شيئاً, هناك مكعب ناقص داخلهم, وتجسد الكاتبة تلك الأزمة في أسرة لبنانية أب وأم وبنتين وصبيين والجدة وأخت الأم من خلالهم نرى ما حدث في لبنان بعد إتفاقية "بوليه نيوكامب "غير المعروفة للكثير ،وهو قرار اقتطاع سبع قرى لبنانية لضمها إلى فلسطين ونجح الإستعمار في اقتطاع أجزاء ليس فقط من الأرض بل من أرواح المقيمين بها وإفقادهم إحساسهم بالإنتماء لأرض يقيمون عليها وتدعى " وطن " .

وأكدت هبة: "لم أكن أدرك قبل قراءتي للرواية مدى تأثير المكان وأنه من الممكن أن يخلق كل تلك الإشكاليات بداخلك, مشيرة إلى أن المكان هو ما يمنحك الإرتباط بما حولك وفقدك للمكان يفقدك الكثير بداخلك هذا ما فعلته لنا في روايتها أن كشفت لنا أهمية " الوطن " و" الأرض " وأن تنتمي لشيء.

وترى هبة أن أهم ما يميز الرواية أنها ستجعلك ترى لبنان آخر لبنان غير الذي يصدره الإعلام لنا مجرد شعور مستعارة وشفاه منتفخة وفتيات متغنجات, لبنان الحقيقي الأرض الجميل الممتلئة بأناس عانوا كثيراً ويعيشون المعاناة , والشخصيات كثيرة جداً ومتنوعة ولكنك لا تشعر  أنك تائه وسطها اللغة سلسلة ومناسبة وخرجت من فخ التقليدية, وأحداث الرواية غير مملة على الإطلاق بل تنقلك بخفة ما بين حدث وآخر للتحرك ما بين باريس وبيروت في رشاقة ولا تشعر أن هناك جمل زائدة أو تطويل, والرواية مكثفة بشكل جيد .

وتناولت الناقدة والمخرجة أسماء إبراهيم رواية " قيد الدرس" فقالت : تلتقط لنا عبد الرحمن خامة جديدة وموضوع جاد. وبين الجدة والجدية يدلف السرد متدفقا بشكل آسـر يصعب معه افلات النص من بين يدي القارئ.

تبدأ الرواية وتنتهي في العام 2012، ويُـتبادل السرد بين صوتي حسان واخته ليلى، كل من موقعه.. حسان من الطائرة وليلى من مطبخهم، وما بين هذين الفضاءين (الطائرة والمطبخ) بما يحملانه من دلالات متناقضة تقع أسئلة الأبطال حول الارتحال والاستقرار والبحث عن هوية ومعنى لحياتهم ولوجودهم.

جمال الرواية في انتباهها إلى انتهاء المعارك الكبرى وعودة المحاربين إلى الحياة وهي المعركة الكبرى الحقيقية، وشخصياتها ما بين صانعي حرب وصانعات حياة، متوحدين يبدون غريبي الأطوار ومهاجرات عدن بعد رحلة تيه، مرتحلين وباحثين عن جذور يمنُّـون أنفسهم بعودة قريبة للوطن.

ولا تخش الكاتبة اللهجة اللبنانية التي تتخلل السرد على لسان الأبطال، فتتجسد أمامك الشخصية اللبنانية لتكمل الكاتبة تشريحها.. كيف اكتسبت الشخصية اللبنانية هذه القدرة المتجددة على النهوض بعد النكبات، وحبها للحياة والشغف الشديد بها. وكيف تكون روح المقاومة هي السبيل للخلاص. كيف تكون الحياة في منزل مقفر بلا سقف هو عين الكفاح والمقاومة؟

ثمة تحية دفينة للفنون الجميلة تهديها الكاتبة بالرواية لكل من السينما والعمارة حين تفرد فصلا  لفيلم "ذهب مع الريح" وتعقد موازاة مع الحرب الأهلية الأمريكية التي أسفرت لأبطال الفيلم عن وضع مشابه لأبطال الرواية بعد الحرب الأهلية اللبنانية: "كنا نعرف أن ‘‘ذهب مع الريح’’ مجرد فيلم، ولكنها كانت المرة الأولى التي يعرض أمامنا فيلما يقدم رؤية عن واقع ما، تبدو لنا بعيدة وقريبة في آن واحد، بحيث إننا كنا عاجزين عن الحديث حول مضمون الفيلم بوضوح، من دون أن نجد فيها شبها من أحداث وأشخاص نعرفهم."

ولا تستمر لغة الرواية على وتيرة واحدة، إذ يُـشكل بوح ليلى سردا غاية في العذوبة.. "لم أتمكن من تجاوز عتمة السنين، ونسيان ما كان، تجاهل خطوط رقيقة شكَّـلها الغياب، شعيرات رمادية توشك على الحضور، ابتساماتنا التي أرجأناها لوقت آخـر، رائحة روز ماري على وسادة مهجورة لم نغفو عليها سويا، وفنجان قهوة صباحي لم يثنَّ." ص 195 - 196

وترى الناقدة أسماء إبراهيم أنه بالرغم من تناول الرواية لموضوع تاريخي إلا أن المعاصرة هو ما نلمسه حيث أضحى مصطلح الشتات السوري أو العراقي يحل محل الشتات الفلسطيني الذي استأثر لعقود وحصريا بهذا المصطلح، وحتى بالرغم من التجنيس القانوني لهؤلاء "قيد الدرس" إلا أن روح التيه لا زالت تسكن نفوسهم..

وأضافت, لا تُسائل رواية "قيد الدرس" للنا عبد الرحمن الماضي فقط، بل تطرح أسئلة المستقبل أيضا، أي أمل ينتظر سكان هذا العالم والعالم نفسه تحول إلى تيه كبير. تتبدل الجغرافيا ويتغير التاريخ وتتفتت الدول شرقا وغربا، وتنفرط الاتحادات حتى الأوروبي منها، ويزول وهـم الاندماج وزيف الإيمان بالتعددية الثقافية، وتبقى بذرة التعصب والبحث عن هوية وحيدة ، الغُربة كبرى سواء في الوطن أو في المهجر. لذا لم تخفت أسئلة الهوية لدى الأبطال حتى بتغيُّـر خانة جنسيتهم. لكنه التيه المستمر، والبحث الجاري عن الذات، ولا شيء يشبع فجوات الروح.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان اقرأني وأقرأك بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان اقرأني وأقرأك بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان اقرأني وأقرأك بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني مختبر السرديات في الاسكندرية يُنظّم ندوة بعنوان اقرأني وأقرأك بين لنا عبد الرحمن وهبة بسيوني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon