الشارقة - مصر اليوم
يستضيف بيت السركال التراثي أعمال الفنانة الأرمينية المصرية آنا بوغيغيان، في استعادة كبرى لنتاجها الإبداعي الاستثنائي، عبر مسيرة فنية تمتد لأكثر من أربعة عقود.
يتضمّن المعرض الذي تنظّمه مؤسسة الشارقة للفنون الأعمال التي استلهمتها بوغيغيان خلال تجوالها وأسفارها، وأعمالها التركيبية ولوحاتها ومنحوتاتها وصورها الفوتوغرافية وكتبها المتسلسلة. وقوميسيور المعرض حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وكارولين كريستوف-باكارغيف مديرة متحف كاستيلو دي ريفولي للفن المعاصر، ويستمر حتى 16 يونيو/ حُزيران.
وتتميز أعمال آنا بوغيغيان، بالألوان الصارخة والبيئات التفاعلية، ويمثل عملها ترابطا بين مختلف وجهات النظر، والأنسجة، والانطباعات التي تنشأ من تأثيرات السفر، وبخاصة في الأمكنة الحضرية، عدا عن معايناتها للصراعات الاجتماعية. ويعاين المعرض بعض الرحلات التي قامت بها بالقطار بين الهند ونيبال، إلى جانب كراسات صاغتها أثناء إقامتها في كندا ومصر، وسلسلة من الرسوم الأخرى التي استلهمتها الفنانة من حياة وأسفار شخصيات إبداعية وبخاصة من الشعراء والمثقفين أمثال قسطنطين كفافيس، وأحمد شوقي، ورابندرانات طاغور، وفريدريك نيتشه.
تستكشف أعمال بوغيغيان المعاناة الإنسانية في فترة تاريخية تسيدتها الحروب والهجرات الجماعية، بما يضيء على مسار الفنانة منذ بداياتها في مصر، حين كان فنها متأسسا على رسوم صغيرة على الورق، ورسومات الكتب التوضيحية، وصولاً إلى الأعمال التركيبية الكبيرة التي تنجزها اليوم بما في ذلك: "تجار الملح" (2015)، و"مسرحية للعب" (2013) (متأسسة على أعمال الشاعر رابندرانات طاغور) و"السمفونية غير المكتملة" (2011-2012)؛ وسلسلة رسومات "شاعر على حافة التاريخ" (قسطنطين كفافيس) (1995 - 2017)؛ ومجموعة كبيرة من الكراسات المصورة (1981 - حتى تاريخه)، وإعادة تركيب لاستوديو الفنانة الكائن في القاهرة.
ويتألف العمل التركيبي "السيمفونية غير المكتملة" (2017) من أكثر من 100 عمل ورقي، ويشير العمل النحتي الكبير "نفق الحياة" (2012) إلى معاني التاريخ وجذور النازية في ألمانيا التي يمكن العثور عليها في التناقضات التي لم تحل في الحرب العالمية الأولى والاستعمار في القرون السابقة. أما عملها "تجار الملح" فيقدم رواية وتفسيراً شاملاً لـتجارة الملح حول العالم، حيث ساهم الملح، الذي كان يستخدم سابقاً في كل من التجارة وحفظ الغذاء، في ولادة المعامَلات الاقتصادية وتطور العبودية، بالإضافة إلى إنشاء موانئ وطرق تجارية جديدة كانت بمثابة محفزات للهجرة عبر البحر المتوسط.
عرضت أعمال بوغيغيان في عدة معارض فردية من ضمنها "آنا بوغيغيان"، كاستيلو دي ريفولي، إيطاليا (2017)؛ "ووفن ويندز" (شبابيك منسوجة)، إ.ن.د.ي.ك.س. - المؤسسة السويدية للفن المعاصر، ستوكهولم (2017)؛ "المحادثات غير المكتملة :عمل جديد من المقتنيات"، متحف الفن الحديث، نيويورك (2017)؛ "مسيرة في اللاوعي"، كاري‘د‘آرت، نيمز، فرنسا (2016)؛ "مدن جوار الأنهار"، غاليري س.ب.ك. للفن المعاصر، مونتريال (2015)؛ "رحلة إلى إسكندرية كافافي"، متحف بيناكي، أثينا (2010).
تتضمن قائمة معارضها الجماعية: "الأرض المضطربة"، ترينالي ميلانو، مؤسسة نيكولا تروساردي، ميلان (2017)؛ "النسخة الخائنة"، مركز دي آرت دي مايو، مدريد (2016)؛ سايت سانتافي، الولايات المتحدة الأمريكية (2016)؛ مواقف 2، متحف فان آب، إيندهوفن، هولندا (2015)؛ بينالي فينيسيا 56، الجناح الأرميني (2015)؛ دوكيومنتا (13)، كاسل، ألمانيا (2012)؛ بينالي الشارقة 10 (2011) وبينالي اسطنبول الدولي 11 (2009). تم تكليف الفنانة من قبل مؤسسة الشارقة للفنون بعمل فني لصالح بينالي الشارقة 10 تحت عنوان "الحصاد البسيط الذي حرك العالم، 2011-2010".
وأصدرت عددًا من الكتب الفنية مثل "مِصر آنا" (قسم النشر بالجامعة الأميركية بالقاهرة)؛ إيميجيز دو غانغز (طبعات فاتا مورجانا، 2003) و"ديوان الشاعر: قسطنطين كفافيس" (طبعات فاتا مورجانا)، كتب مرسومة باليد، طبعة محدودة، 2001)، كما أن أعمالها جزء من مقتنيات متحف الفن الحديث، نيويورك؛ معهد شيكاغو للفن؛ غاليري نوو، كاسل، ألمانيا؛ معهد العالم العربي، باريس؛ غوغنهايم أبوظبي؛ مؤسسة كاديست للفن، باريس؛ متحف كاري د‘آرت، نيمز، فرنسا.
حازت بوغيغيان على جائزة الأسد الذهبي (ذا غولدن ليون) لأفضل مشاركة عالمية، بينالي فينيسيا 56 (2015) ووصلت القائمة النهائية لجائزة آرتس موندي في دورتها الثامنة (2017).
أرسل تعليقك