القاهرة - مصر اليوم
كدت دراسة أثرية لسلفانا جورج عطاالله باحثة الدكتوراه فى الآثار القبطية والآثارية بمنطقة آثار غرب الدلتا بوزارة الآثار أن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، التى شهدت الحادث الإرهابى الغشيم، هى أول كنيسة أنشئت بقارة أفريقيا.
وأوضحت سلفانا - فى تصريح اليوم /الثلاثاء/ - أن الكنيسة تعد ضمن الكنائس الرسولية الخمس فى العالم المسيحى، وهى كنائس (روما، والإسكندرية، والقسطنطينية، وإنطاكيا، وأورشليم)، فضلا عن أنها مركز الثقافة اليونانية فى العالم أجمع، واحتلت منذ العصور الميلادية الأولى مكانة عالمية لا يشبهها فيها إلا كنيسة روما.
ورصدت المعالم المعمارية للكنيسة فى ذلك الوقت، والتى أقيمت على نظام الأقبية المحمولة على 6 أعمدة رخامية كانت أهدتهم الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين للكنيسة وظلت كذلك حتى جددها البابا ديمتريوس الثانى عام 1870، وأضاف لها حامل أيقونات من الرخام على الطراز اليونانى.
وقالت سلفانا "إنه فى عام 1950 قام البابا يوساب الثانى بهدم الكنيسة وأعاد بناءها بعد تعرض أقبيتها للسقوط وزاد من مساحتها واستغنى عن الأقبية المحمولة على الأعمدة واستخدم الخرسانة المسلحة ودعم منارتى الكنيسة وجلب أجراس لها من إيطاليا ووضع الستة أعمدة الرئيسية الأثرية بواجهة الكنيسة الغربية الرئيسية كناحية جمالية، كما تم توسيع حامل الأيقونات وافتتحت الكنيسة عام 1952".
وأضافت أنه فى عهد البابا شنودة الثالث ما بين عامى 1985 - 1990 تم توسيع الكنيسة من الناحية الغربية مع الاحتفاظ بالتخطيط البازيليكى، ونقلت الأعمدة الأثرية لواجهة الكنيسة الجديدة وتخطيط الكنيسة على الطراز البازيليكى على شكل سفينة نوح ولها ثلاث واجهات، وهى الواجهة الغربية الرئيسية ذات الطابع الكلاسيكى وبها أبواب الكنيسة الثلاث.
ومن جانبه، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان "إن كنيسة الإسكندرية عرفت بالكنيسة الأرثوذكسية القبطية وتميزت بعمارة وفن مميز يعرف بالفن القبطى، وهو مصطلح يطلق على الفن الذى ابتكره المسيحيون فى وادى النيل منذ عام 313م وحتى الفتح الإسلامى لمصر 641م، مشيرا إلي أن العصر الفاطمى شكل عصرا ذهبيا للأقباط وعاشوا مظاهر الترف وتمتعوا بالتسامح الدينى الكامل وحقوق مواطنة كاملة وازدهرت فى العصر الإسلامى الفنون والعمارة الكنسية".
وأضاف أن مكان الكنيسة المرقسية الحالية كان بيت الأسقف أنيانوس أول أسقف رسمه القديس مرقص، وبعد استشهاد القديس مرقص الرسول أخذ المؤمنون جسده إلى مكان يدعى (بوكاليا) وتعنى مرعى البقر بقرية راقودة بالإسكندرية ودفنوه هناك حيث بنيت الكنيسة المرقسية وظلت قائمة حتى القرن الرابع الميلادى، لافتا إلي أن الحملة الفرنسية هدمت منارتين بالكنيسة عام 1798 خشية استخدامهما عسكريا بواسطة الإنجليز، مما أدى لنقل المقتنيات لكنيسة مارمرقس برشيد.
ونوه ريحان بأنه فى عصر محمد على أصدر فرمانا عام 1818 بجمع الأموال لبناء الكنيسة المرقسية، وتم بناؤها فى خلال عام فى أبهى صورة مما ينم عن سماحة المسلمين واحترامهم للمقدسات.
أرسل تعليقك