توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار

عمرو خالد
القاهرة - شيماء مكاوي

رصد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، وجود تطابق واضح بين ما ذكره العلماء حول نظرية "الانفجار العظيم" عن نشأة الكون، وبين ما ذكره القرآن الكريم عن نشأة الكون، وبالتسلسل نفسه. وفي سابع حلقات برنامجه "بالحرف الواحد"، الذي يتحدث عن الدين والعلم والحياة كمثلث متكامل، عرف خالد نظرية الانفجار العظيم "Big Bang"، بأنها إحدى أهم نظريات نشأة الكون، التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، واستغرق بناؤها أكثر من أربعة عقود، وقال إنه على العكس من كل النظريات الأخرى، فإنها تلقى قبولاً واسعًا لدى العلماء، لا سيما بعد ثبوت تمدد الكون علميًا، وأنه في حالة تمدد مستمر، وأن المجرات في حالة تباعد مستمر عن بعضها البعض.

وقال إن تأسيس نظرية "الانفجار العظيم" يعود للعالمين الروسي ألكسندر فريدمان والبلجيكي جورج لوماتر، فقد نجح الأول في حل معادلات نظرية النسبية، واستنتج منها فكرة تمدد الكون سنة 1922، واستنادًا إليها وضع الثاني نظريته حول تمدد الكون سنة 1927، وقد دعم عالم الفلك الأميركي إدوين هابل سنة 1929 فكرة لوماتر، حين أكد وجود مجرات أخرى تتباعد بسرعة متناسبة مع المسافة الفاصلة بيننا وبينه، وهو أول أساس بنيت عليه نظرية الانفجار العظيم.

واستعرض خالد نموذج الانفجار العظيم، قائلاً: إن الفضاء خلق أولاً، ثم خلق منه الجزيئات والمجرات والنجوم والأرض وأنا وأنت، وإن الكون كان في بدايته منكمشًا في نقطة واحدة، وأن انفجارًا حصل في اللحظة الأولى جعله يبدأ في التمدد، وهي ظروف لا تنطبق فيها قوانين الفيزياء.

وأرجع ذلك إلى أن القوى الطبيعية الأساسية الأربعة المعروفة وهي قوى: الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الكبرى والنووية الصغرى كانت كلها متحدة ضمن قوة أساسية واحدة، وتمكنت قوة الجاذبية من الانفصال عن بقية القوى التي ما زالت متحدة.

وأوضح أنه منذ تلك اللحظة، أصبح بإمكان الفيزياء أن تقدم تفسيرًا للأحداث المتعاقبة التي تلت اللحظة الصفر، بالاعتماد على نظرية النسبية العامة بالنسبة للجاذبية، تفجر الكون وتمدد في موجات جاذبية.  وأشار إلى ما توصل إليه العلماء حديثًا حول أن أصل موجات الجاذبية تلك هي الفضاء وأن موجات الجاذبية تصل من الفضاء إلى الأرض وتمر خلال الأرض وخلالي وخلالك.

وذكر أن مرحلة التضخم التي تمدد خلالها الكون بسرعة فائقة بدأت مع وجود نوع غريب من المادة، ليست كالمادة التي نعرفها الآن، حيث كان الميل إلى التنافر والتشتُّت والتفرُّق يغلب الميل إلى الاتحاد والتجاذب، وكلا الميْلين يَظْهَر في غير شكل وصورة وهيئة، فكان هناك ما يسمى بـ "المادة" Matter و"المادة المضادة" Antimatter.

وقال إن "المادة المضادة" في الفيزياء تعرف بأنها غير مطيعة لقوانين الطبيعة على عكس المادة، فإذا هما تصادما تحوَّلا إلى "طاقة خالصة"، بمعنى أن "التصادم"و"التنافر" بين "المادة" Matter و"المادة المضادة" Antimatter يلاشى كل منهما الآخر، ويؤدي حتما إلى تحوُّلهما إلى "طاقة خالصة، ومع الوقت تلاشت "المادة المضادة" Antimatter ونجحت بعض "المادة" فى البقاء وشكلت "المادة" التي نعرفها الآن.

وأشار إلى أنه في وقت لاحق استطاعت الجاذبيّة أن تشكل النجوم والمجرات من سحب الغاز عن طريق إرساء، وتجميع وتركيز الجزيئات نحو المركز لتصبح بالكثافة الكافية التي تستطيع أن تكون نجمًا. وتابع: "ثم خلقنا نحن بعد ذلك، وكل شيء على الأرض والأرض ذاتها من تراب النجوم التي انفجرت وماتت، لكنه ليس كالتراب المعروف، بل هو تراب على صورة دخان تمامًا مثل دخان السيجارة، بالحد الذي لا يسمح بمرور الضوء، مما جعل الكون في نشأته كثيفًا ومظلمًا تمامًا".

وقال خالد إنه وفي وقت لاحق استطاعت الجاذبيّة أن تشكل نواة كوكب الأرض من هذا الدخان عن طريق إرساء وتجميع وتركيز الجزيئات نحو المركز لتصبح بالكثافة الكافية التي تستطيع أن تكون نواة كوكب الأرض، ثم بدأت الأرض بعد ذلك في النمو لهذا الحجم.

وذكر أن تعبير دخان السيجارة هو الذي استخدمته الدكتورة لوريت دوني بجامعة كارديف ببريطانيا عن تراب النجوم المنفجرة في الكون والذي خلقنا وكل شيء على الأرض والأرض ذاتها منه، كما أوضح الدكتور ايمرى بارتوس بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، أن موجات الجاذبية قد وصلت الأرض أولاً قبل أن يصل الضوء بفترة طويلة.  وقال إن نموذج الانفجار العظيم يعتبر واضحًا متجانسًا ونجح على مدى عقود في تقديم أجوبة عن كل التساؤلات التي تتعلق بنشأة الكون.

وفي تفسيره لأسباب التطابق بين نظرية الانفجار العظيم ونشأة الكون كما ورد في القرآن، عدد خالد مجموعة من العوامل التي تفسر من وجهة نظره هذا التطابق على النحو التالي:

- إن المشاهدة التي جعلت نظرية الانفجار العظيم تلقى قبولاً واسعًا لدى العلماء هي ثبوت أن الكون في حالة تمدد مستمر، وأن المجرات في حالة تباعد مستمر عن بعضها البعض، وقد أوضحها القرآن في قوله تعالى: "وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذاريات آية 47)، وهذه الآية دليل قاطع من القرآن يؤكد للعلماء أن الكون في حالة تمدد مستمرة.

-ذكر القرآن الكريم لنا أكثر من مرة في أكثر من آية صراحة، أن السموات (الفضاء) خلقت أولاً، ثم الأرض، ثم نحن، ومنها قوله تعالى: "مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"، (الكهف آية 51).

ورد على من يدعي بأن القرآن يقول إن الأرض خلقت أولاً ثم السماء، واصفًا كلامه بأنه "ظلم وادعاء وافتراء وجهل مصطنع وتنطع أيضًا، من أجل أن يوجدوا نقطة خلاف مقلقة بين الدين والعلم.. لكن هيهات هيهات.. فالقرآن هو كون الله المسطور".

وأشار إلى أن هؤلاء يستندون إلى قوله تعالى في سورة فصلت: ".. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ......." إلى آخر الآية. وقوله في سورة البقرة: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ ......" إلى آخر الآية. وقال إن معنى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ" أنها كانت موجودة أصلاً قبل الأرض.

وأوضح خالد أنه على حسب تسلسل نموذج الانفجار العظيم، فإنه وفي وقت لاحق تشكلت النجوم والمجرات من سحب الغاز الكثيفة، ثم خُلقنا نحن بعد ذلك وكل شيء على الأرض والأرض ذاتها من تراب النجوم التي انفجرت وماتت، تراب على صورة دخان تمامًا مثل دخان السيجارة، لا يسمح بمرور الضوء.

وقال إن القرآن الكريم يوضح لنا في سورة فصلت أن الأرض تشكلت بينما كان الفضاء دخانًا، وأن الأرض بدأت صغيرة ثم زادت في الحجم، وأن لما يرسي الأرض دورًا رئيسيًا في ذلك، أي أن للجاذبية دورًا رئيسيًا في تكوين الأرض، وأن ما يرسي الأرض قد وصل إليها أولا قبل أن يصل الضوء، أي أن الجاذبية قد وصلت إلى الأرض قبل أن يصل الضوء.

ودلل على ذلك بقوله تعالى من سورة (فصلت آية 9-12): "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ  * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا (الجاذبيّة استطاعت تجميع وتركيز نواة الأرض من الدخان الكوني، وأن أصل موجات الجاذبية، أو الأمواج الثقالية تلك هي الفضاء وأنها تصل من الفضاء إلى الأرض وتمر من خلالي وخلالك وخلال الأرض وما عليها) وَبَارَكَ فِيهَا (تعنى أن الأرض قد بدأت صغيرة، ثم زادت في الحجم، حيث "بارك الشيء" في اللغة العربية تعنى زاده في الحجم أو العدد زيادة تفوق التوقعات، وهذا هو المعنى الفعلي والأصلي للكلمة) وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ  * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) تعنى أن الفضاء كان موجودًا قبل الأرض( وَهِيَ دُخَانٌ (تعنى أن الأرض تشكلت بينما كان الفضاء دخانًا، وبالفعل انفجارات النجوم هي الدخان الذي شكل نواة الأرض) فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا (صفتان متضادتان توضحان ميل المادة وقتها إلى التنافر والتشتُّت والتفرُّق أكثر من ميلها إلى الاتحاد والتجاذب وما كانت عليه المادة وقتها من "المادة" Matter المطيعة لقوانين الطبيعة و"المادة المضادة" Antimatter الغير مطيعة لقوانين الطبيعة) قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (ومع الوقت تلاشت "المادة المضادة" Antimatter ونجحت بعض "المادة" في البقاء وشكلت "المادة" التي نعرفها الآن والمطيعة لقوانين الطبيعة)  * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ (وصل الضوء بعد فترة من وصول موجات الجاذبية، ووصف الضوء بالمصابيح يوضح كيف أدى هذا الدخان إلى حالة ظلام دامس في الكون حين وقتها) وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

وذكر أنه بعد ذلك أوضح لنا القرآن الكريم أنه تراب النجم الذي خلق منه كل شيء على الأرض بما فيها أنا وأنت، كما سيوضح ذلك في الحلقة القادمة.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار عمرو خالد يشرح سر تطابق حديث القرآن عن نشأة الكون ونظرية الانفجار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon