توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - 9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين

برلين ـ وكالات

يعد باسل عباس وروان أبو رحمة أول الممنوحين من "أكاديمية فنون العالم"، حيث سيمضون تسعة شهور في مدينة كولونيا بغرض العمل، مازجين السياسة بفنونهم. فريدة هي المساحة المدعوة "المنطقة"، إذ تقع في أحضان ركام آثار، يتمشى على جوانبها المتمشون بلا وجهة محددة. أما بالنسبة للإضاءة، فهي اصطناعية تنير الأنفاق والممرات الضيقة. وبين الفنية والأخرى، يظهر مبنى جديد أو إعلانات تروج لأسرع السيارات أو أفخم الشقق واعدة بحياة مريحة. ولكن السؤال هو: أين تقع هذه المنطقة؟ يوضح الفنان باسل عباس:" تعرض هذه المنطقة العالم الخيالي الموجود في رام الله والمترنح بين الاحتلال وكابوس العلاقات الحقيقية". وترسم التطبيقات الصوتية والمرئية التي أعدها باسل مع زميلته الفنانة روان أبو رحمة، خيالاً وفي ذات الوقت انعكاساً لتجاربهما على أرض الواقع في الضفة الغربية. يُذكر بأن كلا الفنانين قطنا في مدينة رام الله الواقعة في المناطق ذات السيادة الذاتية في الضفة الغربية، حيث عملا في مجال التطبيقات البصرية والصوتية والأداء الفني والمطبوعات، رغم ظروف الحياة اليومية الصعبة. ويصف باسل عباس هذه الظروف بحياة ظاهرها طبيعي وباطنها أقرب للخيال. "رام الله عبارة عن فقاعة: جزء من الشعب يزخر بالمال ويمارس حياة كما لو أن لا وجود للاحتلال. هذا الجزء يملك سيارات فخمة ويرتاد المطاعم والبارات. لكن ما إن يبتعدوا لخمس دقائق، حتى يلتقوا بنقاط التفتيش". وهو ما دفع باسل وروان إلى إطلاق اسم " ظاهرة رام الله" على أحد أعمالهم. ويسترسل الفنانان في وصفهم لمدينتهما، فيقولان أنهم محتلون من جهتين، أحدها إسرائيل والأخرى السلطة الفلسطينية الفاسدة المتعطشة لمزيد من القوة. ولم ينسيا ذكر أماني وتطلعات الناس، إضافة إلى القنابل والتحرشات اليومية. يتساءل المرء حينها، كيف يمكن تحمل مثل هذه الظروف وكيف يرى شخص قادم للتو من الضفة الغربية مدينة كولونيا. فقد استلم باسل وروان قبل عدة أيام شقة ستحويهما لتسعة شهور. والغاية من وراء تقليدهم لمنحة "أكاديمية فنون العالم" الحديثة، هي تمكينهم من تأسيس علاقات دولية ودعم حوار ما بين الثقافات. وبالنسبة للفنانين البالغين من العمر تسع وعشرين عاماً، فهم محظوظين لتلقي المنحة، خاصة وأنهم سيطبقون مشاريعهم خارج وطنهم الأم:" ما يثير اهتمامنا في الأكاديمية هو عدم وجود هيكل محدد للعمل، سوى أن لا بد من عرض المشاريع في معرض في نهاية المطاف قبيل العودة إلى الوطن". كما أبدوا اهتمامهم في التعرف على مدينة كولونيا وسكانها بفنانيها وغيرهم. أما بالنسبة لمدينة كولونيا وأكاديميتها، فهي أيضاً فرحة باستضافة أوائل الممنوحين. فقد أظهروا في المحاضرة الأولى للأكاديمية تعطشاً للعلم. فقد مارس ربما فنانان فقط النقد السياسي في العلاقات السياسية، لكن الكثيرين ممن عاصروهما لا بد وأن يلاحظ أنهما قد فقدوا الإيمان بالمؤسسات والأحزاب السياسية أيضاً. فكلاهما لا يرغب في أن يتم استغلاله لأي جانب، لا الجانب الفلسطيني ولا غيره.وتشير روان إلى وجهة نظرها:" نحن نرى السياسة أمراً شديد الشخصية، فالسياسة هي قدرتك على تشكيل حياتك اليومية". وتضيف:" فلسطين في أعيننا ليست قضية معزولة تخص الفلسطينيين فحسب، بل هي قضية إنسانية عالمية. ففلسطين هي عالم مصغر لكل ما يحدث على مستوى العالم، لكن بشكل أوضح وأكثر شفافية". وتكمل روان حديثها في تطوير لغة سياسية من خلال الفن:" طبيعة عملنا الفني تتضمن شيئاً من المقاومة. فحتى وإن كان أساس عملنا طبيعياً، إلا أن إضافاتنا من صور وأصوات تعتبر تدخلاً منا، يدفعنا للتفكير الذي هو صدى لما بداخلنا من مشاعر وآراء. ومن هنا، لا زال الأمل راسخ لدينا في البشر". أمل في تحريك المشاعر أكبر من أمل في قرار الأمم المتحدة الأخير، والذي هو مثير للسخرية وبعيد عن الواقع تماماً كما هو حل الدولتين وفقاً للفنانين. فهذا القرار من وجهة نظرهم لن يغير شيئاً في حقيقة الاحتلال. إذ يؤمن باسل عباس وروان أبو رحمة بدولة واحدة تعمها الديمقراطية وحقوق مدنية للجميع. أما بالنسبة للأوروبيين، فحل الدولتين هو الحل الأريح لمشكلة لم يفهموها، تباعاً للفنانين. قد تساهم "أكاديمية فنون العالم" في تحقيق هذا الفهم، فمنذ اللقاء الأول أعلن الأعضاء الأربعة عشر الدوليين المؤسسين تفهم الأكاديمية للجميع على الصعيد السياسي، من بينهم الصيني المنشق لياو يو والفنانة روزماري تروكل. قد يبدو اختيار جاليط إليات الإسرائيلية الأصل في شهر أكتوبر كرئيسة، واختيار اثنين من الممنوحين من الأراضي الفلسطينيية، كبيان واضح منسق فيما يتعلق بصراع الشرق الأوسط. أو قد يكون ذلك في محض الصدفة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين 9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين 9 أشهر في ألمانيا من نصيب فنانين فلسطينيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon