الأقصرـ مصر اليوم
اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الأميركية من جامعة «ييل»، موقعًا أثريًا كان يستخدم كمحجر وموقع لصناعة مادة «الفلنت»، والأدوات الحجرية خلال عصور تاريخية مختلفة، وذلك أثناء أعمال المسح الأثري لمنطقة «بير ام تينيدبا» ضمن مشروع المسح الأثري لـ«صحراء الكاب» بمدينة ادفو، الواقعة في مفترق طريق وادي هلال المؤدي إلى الطريق الشرقي والشمالي الجنوبي والمتفرع من وادي شهاب.
وأوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، أن البعثة عثرت في الموقع على عدد من اللوحات الصخرية (صور عليها نقوش ورسومات بارزة) يمتد تاريخها إلى بداية عصر ما قبل الأسرات «نقادة الأولى، نحو 4000 : 3500 قبل الميلاد»، ودفنات تعود لأواخر الدولة القديمة، وأخرى تعود للعصر الروماني المتأخر، بالإضافة إلى منطقة سكنية تعود للعصر الروماني المتأخر.
صحراء الكاب
تقع «الكاب» على مسافة 83 كم جنوب الأقصر، على الشاطئ الأيمن للنيل، ولا يذهب عادة السائحون إلى مدينة «الكاب» نفسها، غير أن رؤيتها لا تفوتهم إذ يرون من القطار أسوارها الضخمة الدالة على بقايا مدينة كبيرة، حيث كانت مركزًا دينيًا هامًا، وعاصمة الإقليم الثالث في مصر العليا، وبذلك شهدت أيام مجد وعظمة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور البيزنطية، وكاد انقضاء الزمن والبشر يدمر تلك المدينة تمامًا.
ولم يعرف تاريخها جيدًا إلا بعد حفائر البعثة البلجيكية منذ سنة 1937، ومما يدل على عظمة تلك المدينة القديمة وجود الكثير من الآثار بها، ومنها : «المخازن الضخمة من العصر الثني (الطيني)، والنقوش التي على صخرة النسور»، ويرجع أهميتها إلى عصر الدولة القديمة، ومقابر الدولة الوسطى وبقايا المباني، ومعابد الدولة الحديثة المكرسة لـ«نخبت» ربة مصر العليا وإلى «تحوت»، ومعبد بناه «أمنحوتب» الثالث في الصحراء، ومقابر «أحمس بن إبانا» الصخرية، الذي حارب الهكسوس، و«باحري دلك» النبيل الشهير في عصر تحتمس الثالث، والأسوار التي بناها «نختنبو»، ومعبد صخري بناه بطليموس الرابع، وكثير من التلال الأثرية الأخرى التي تشهد بمجد «تالد» لتلك المدينة النائمة الآن بين النيل والصحراء في ظل أسوارها العالية، يحدها من الشمال قرية «المحاميد والحجز قبلي» وهى القرية الأم، ويحدها من الجنوب نجع هلال.
أرسل تعليقك