جدة - أ.ش.أ
يعقد الوزراء المعنيون بالثقافة في الدول الإسلامية مؤتمرهم التاسع، يوم الاثنين المقبل في العاصمة العمانية مسقط، في وقت تواجه فيه الثقافة الإسلامية والعمل الإسلامي المشترك تحديات كبيرة، أدت إلى دق ناقوس الخطر بشأن ما يتعرض له النسيج الاجتماعي للأمة من تمزق بسبب الإرهاب والتطرف المذهبي والفكري، وصدرت مطالبات بضرورة إصلاحه.
وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية " إينا " التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ، أن المؤتمر يدرس مشروع وثيقة "الخطوط العريضة لمشروع خطة العمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي" التي قال عنها المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري إنها "ستضع رؤساء الوفود أمام مسؤولياتهم التاريخية.. ما يجري أمر خطير ومدمر للنسيج الاجتماعي بين شعوب العالم الإسلامي الذي هو متعدد الانتماءات اللغوية والثقافية والمذهبية".
وأوضح التويجري، في حديث لوكالة " إينا " بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر أن الوثيقة المقدمة للمؤتمر تضع خطة للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي كعامل تقريب وتأليف للعلاقات بين مكونات المجتمعات الإسلامية المختلفة مذهبيا وثقافيا ولغويا وعرقيا".وأضاف أن " الوساطة الثقافية هي آلية من آليات حل المشاكل ودور العمل الثقافي في حل المشاكل وتقريب وجهات النظر وربط هذه الشعوب بعضها ببعض في إطار من الاحترام المتبادل في إطار الإقرار بحقيقة التنوع الثقافي الكبير في عالمنا الإسلامي".
وبيّن أن الخطوط العريضة للوثيقة تدعو لأن تكون العلاقات بين نسيج المجتمع بدياناته ومذاهبه وأقلياته "مبنية على الاحترام والتواد وحل المشاكل والحوار وتقريب وجهات النظر".
وتابع: إن "هذه الآليات التي تقدمها الإيسيسكو هي لإعادة بناء ما تهدم من العلاقات والوشائج بين المسلمين، فالتحديات كثيرة ولا يمكن أن نقف.. لابد أن نعمل ما نستطيع عمله".
وأشار إلى أنها " مساندة لاستراتيجية العالم الإسلامي للتقريب بين المذاهب الإسلامية التي وضعتها الإيسيسكو واعتمدها مؤتمر القمة الاسلامي في بوتراجايا في ماليزيا"، داعيا "المثقفين والمختصين والإعلاميين والأكاديميين لمساندة الجهود التي تبذل لحل النزاعات والخلافات المذهبية، وعدم إعطاء الفرصة لمن يستغل هذه الخلافات لإحداث الفرقة بين مكونات الشعوب الإسلامية المختلفة".
وطالب مدير الإيسيسكو" بعدم إخراج الاختلاف المذهبي من إطاره الفقهي (الذي يؤدي إلى التنوع في الاختيارات الفقهية)، إلى التصارع حول من هو على حق، ومن هو على باطل، ومن ظاهرة الصواب والخطأ ودائرة الكفر والإيمان".
وأشار التويجري إلى أن "العالم الإسلامي متعدد المذاهب والثقافات المحلية واللغات والانتماءات العرقية، ومن السهل على المخرب أن يستغل هذا التنوع لكي يضرب مكونات هذه المجتمعات بعضها ببعض، ويحدث العداوة والبغضاء والفرقة.. وهنا يأتي دور الوساطة الثقافية التي تنهض بها مؤسسات العمل الثقافي والأكاديميات والجامعات ووسائل الإعلام والأندية الثقافية، لكي تشيع ثقافة التسامح والتعايش والاحترام المتبادل وتفويت الفرصة على المخربين".
وطالب مدير الإيسيسكو الدول المشاركة في المؤتمر باعتماد هذه الوثيقة الثقافية، قائلا إن "المجتمع الإسلامي يواجه تحديات نعيشها، ونرى أثرها اليوم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والفضائيات والمنابر الدينية والخطب المؤججة للمشاعر المكفرة للآخر كالتي أحدثت تيارات متطرفة هي التي تقتل وتسفك الدماء وتكفر حتى المسلمين".
وأضاف: هذه قضية خطيرة، وهناك من يساعد على ذلك من أعداء المسلمين.. هناك من يريد أن يرى العالم الإسلامي عالما ممزقا ضعيفا متناحرا، ينشغل عن التنمية الشاملة في دوله، وعن العلاقات الأخوية بين شعوبه وحكوماته، إلى أن يدخل في دائرة الصراع والاقتتال ثم تضعف هذه الأمه وتنهار.
يذكر أن المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة، المنظم تحت شعار: (نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية)، تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ويستمر ثلاثة أيام.
وقال التويجري، إن المؤتمر يأتي في ظروف دولية وإقليمية تتسم بالكثير من الخطورة، وتحفل بالكثير من التحديات، خاصة فيما يهم قضايا الثقافة والتراث والمعالم الحضارية في العالم الإسلامي، والعلاقات بين مكونات الشعوب الاسلامية ثقافيا ودينيا ومذهبيا على وجه الخصوص.
أرسل تعليقك