تتمثل زلازل السماء في الأصوات المدوية التي يبدو أنها تحدث خارج السماء الزرقاء الصافية.
ففي يوم 14 نوفمبر الماضي، قال سكان من 15 مدينة بولاية ألاباما الأمريكية إنهم صدموا لسماعهم صوت انفجار شديد ومدوي، مما جعل البعض يتصل برقم الشرطة في استغاثة خوفًا من عواقب الانفجار، كما كتبت خدمة الهيئة القومية الأمريكية للأرصاد الجوية بعد أقل من ساعتين بأنهم لا يجدون تفسيرًا واضحًا للأصوات التي سُمعت، كما أن الرادارات الماسحة للمنطقة، وصور الأقمار الصناعية لم تظهر حدوث أي نيران أو دخان من أي انفجارات.
وبعد مراجعة مركز متابعة جهاز قياس الموجات السيزمية الخاص بالزلازل لم يستطع المسح الجيولوجي تحديد أي علامة تدل على وقوع أي زلازل بالمنطقة.
وصدر تقرير نهائي يؤكد عدم الوصول لأي نتيجة، ولكنهم فقط افترضوا أن مصدر هذا الصوت المدوي ربما يكون صوت طائرة اخترقت حاجز الصوت أو أحد المذنبات.
ولكن الدكتور بيل كوك رئيس مكتب بيئة المذنبات بمركز مارشال للطيران الفضائي بوكالة الفضاء في "هانتفيل"، أعلن بأنه كان متشككا في أن الصوت من الممكن أن يكون قد وقع بسبب نيزك، لعدم وجود أي بلاغات من الناس بمشاهدة كرات نارية تهبط من السماء.
كذلك استبعد كوك احتمال أن يكون الانفجار الذي وقع بسبب طائرة، مشيرا إلى أن البصمة الزلزالية لا تعد إحدى خصائص الصوت الذي يحدث من طائرة تخترق حاجز الصوت.
يذكر أن أحد المراكز بمدينة أنتاريو بكندا التقط موجة تحت صوتية من الواضح أنها كانت ترتبط بصوت الانفجار الذي وقع فوق مدن ولاية ألاباما. وعادة ما تُسمع كأنها عاصفة شديدة، انهيار جليدي أو إطلاق صاروخ لتحريك مثل هذه الموجة.
ولإضافة مزيد من الغرابة لهذه الواقعة، بعد أقل من أسبوعين، في السادس والعشرين من نوفمبر، سُمع دوي انفجار كبير آخر مشابه ليس له ما يبرره في منطقة بريمنهام أيضا في تمام الساعة السابعة صباحا و24 دقيقة.
ويقول جيمس كوكر مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة جيفرسون بولاية ألاباما في رسالة عبر الإنترنت إنه سمع "فرقعة" مزدوجة، بالرغم من أن الصوت الذي سمعه من الممكن أن يكون قد تسبب في حدوث صدي نتيجة لارتطامه بالجبال.
ولا تعتبر ألاباما المكان الوحيد في العالم الذي يحدث فيه مثل هذه الانفجارات المدوية. وزلازل السماء كما تسمي الآن في معظم دول العالم، كثيرا ما تسمع الآن عبر الولايات المتحدة في عدة أماكن من بينها نيوجيرسي، وإيداهو.
تحدث أيضًا بأماكن بعيدة مثل الهند، حيث سمعت مثل هذه الانفجارات المدوية -كما جاء بجريدة دكا تريبيون -بمدن ديجا وماندارماني الشاطئية في شهر أغسطس الماضي، وكانت بالغة الشدة إلى حد أنها كسرت نوافذ الفنادق.
وفي حقيقة الأمر- فقد وصف العالم الأمريكي "دافيد هيل" التفاصيل في أحد مقالاته عن ذات الموضوع، في عام 2011، قائلا إن الانفجارات الغامضة قد سمعت لسنوات عدة في أماكن عدة مختلفة حول العالم. فقد عرفت في بلجيكا باسم "الانفجارات الغامضة" بينما يطلق عليها الإيطاليون "برونتيدي" أو زلازل السماء.
وعلى مقربة من بحيرة سينيكا في جبال كاتسكيل بنيويورك، يسميها المقيمون بالمنطقة مدافع السماء. ويقولون إنهم كثيرا ما سمعوا هذه الظاهرة التي أسماها المؤلف جيمس فينيمور كوبر في عام 1851، بأنها أصوات تشابه انفجار مدفعي كبير لا يخضع لأي من قواعد الطبيعة المعروفة.
وكما ذكر هيل في مقالاته، هناك عدة تفسيرات مقترحة لزلازل السماء تم وضعها عبر سنوات، منها أنها تنتج أصواتا مسموعة دون أن تحدث هزات ملحوظة أو موجات تسونامي عنيفة تضرب بعيدا عن الشاطئ. أو أنها كثبان رملية تقطعها انهيارات ثلجية، أو مذنبات تضرب الأرض.
وأخيرًا كتب هيل أن المذنبات عندما تخترق الغلاف الجوي يمكنها أن توَّلد نوعا من الموجات الصوتية التي لا تصل لسطح الأرض إلا عندما يتلاشى المذنب.
وكما يتضح مما سبق، فهناك في حقيقة الأمر عدة تفسيرات معقولة لأي حادث يتسبب في صوت انفجار شديد غامض. ويوضح هيل أن بيئة المكان الذي وقع فيه الانفجار يمكن أن تحدد أي التفسيرات المحتملة أقرب إلى المعقولية.
فإذا وقع انفجار في منتصف الصحراء على سبيل المثال، فلا يتوقع أن يكون تفسيره على أنه "كسر للأمواج البحرية"، أما الاستثناءات من ذلك فتشمل صوت انفجار المذنبات في الغلاف الجوي على ارتفاعات كبيرة من سطح الأرض، وصوت الثورات البركانية والطائرات التي تخترق حاجز الصوت على مسافات ممتدة من سطح الأرض.
أرسل تعليقك