توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية

الذكاء الصناعي على الجنس البشري
واشنطن ـ مصر اليوم

يَعتبر الخبراء أنّ تصاعد الذكاء الصناعي سيحسّن أوضاع غالبية الناس في العقد المقبل، ولكنّ كثيرين يعبّرون في المقابل، عن مخاوفهم من تأثير تطوّرات الذكاء الصناعي على معنى الانتماء إلى الجنس البشري، ومعنى أن يكون الإنسان منتجًا ويتمتّع بالإرادة الحرّة.

تعزيز قدرات الإنسان

تضاعف الحياة الرقمية قدرات البشر ولكنّها أيضًا تعيق نشاطات يمارسونها منذ الأزل، وقد أصبحت الأنظمة التي تتحكم بها برامج الترميز اليوم أكثر انتشارًا، حيث إن أكثر من نصف سكان العالم يعتمدون عليها في عالم المعلومات والاتصالات، فيستفيدون من فرص هائلة تقدّمها لهم، إلا أنهم يواجهون مخاطر غير مسبوقة بسببها.

أقرأ أيضا:

شركة تنوي زراعة "غوغل" في أدمغة البشر والقضاء على المدارس

ولكن مع استمرار الذكاء الصناعي المدعوم بالبرمجيات الممنهجة (الخوارزميات)، في التوسع، يُطرح التساؤل: "هل ستصبح أوضاع البشر في المستقبل أفضل مما هي عليه اليوم؟"، في صيف 2018، جمعت مبادرة أميركية لاستقطاب أصوات الخبراء ما يقارب 979 من روّاد عالم التقنية، والمبتكرين، والمطوّرين، ورواد الأعمال وصنّاع السياسات، والباحثين والناشطين للإجابة عن هذا السؤال.

وتوقّع هؤلاء أن تضاعف شبكة الذكاء الصناعي الفعالية البشرية ولكنّها في الوقت نفسه، ستهدّد الذاتية والقوة والقدرات البشرية. وتحدّث الخبراء عن الاحتمالات الكبيرة والمتنوعة، كإمكانية مساواة الكومبيوتر أو حتى تفوقه على الذكاء وكذلك على الإمكانات البشرية في إتمام مهام أساسية كاتخاذ القرارات المعقّدة، والمنطق والتعلّم، والتحليلات الصعبة والتعرّف إلى الأنماط، والفطنة البصرية، والتعرّف إلى الكلام وترجمة اللغات، كما شدّدوا على أنّ الأنظمة «الذكية» في المجتمعات، والمركبات والمباني والمصانع، والأعمال الزراعية والتجارية، ستوفّر الوقت والأموال والأرواح، وستتيح الفرص للأفراد للاستمتاع بمستقبل ذي طابع شخصي أكثر.

تفاؤل وتشاؤم

ركّز الكثيرون في ملاحظاتهم المتفائلة على العناية الصحية والتطبيقات الكثيرة المحتملة للذكاء الصناعي في مجال تشخيص الأمراض وعلاج المرضى أو مساعدة المواطنين الطاعنين في السن على التنعّم بحياة أفضل وأصحّ، كما عبّروا، وفقًا لموقع "بيو إنترنت"، عن حماستهم لدور الذكاء الصناعي في وضع برامج شاملة للصحة العامّة مبنية على كميات هائلة من البيانات التي قد يُصار إلى جمعها في السنوات المقبلة في جميع المجالات من الجينوم الفردي إلى التغذية، علاوة على ذلك، توقّع عدد من هؤلاء الخبراء أنّ يساعد الذكاء الصناعي في إحداث تغيّرات طال انتظارها في أنظمة التعليم الرسمي وغير الرسمي.

وعبّر معظم الخبراء المشاركين، المتفائلين منهم وغير المتفائلين، عن مخاوفهم من تأثير هذه الأدوات على العوامل الأساسية للطبيعة البشرية على المدى البعيد، وكان قد طُلب من جميع المشاركين في هذه المبادرة شرح السبب الذي يدفعهم إلى الاعتقاد بأنّ الذكاء الصناعي سيحسّن أوضاع البشر أم سيؤدي إلى تراجعها. وتشارك كثيرون في مخاوفهم، بينما قدّم آخرون مقترحات لمسارات لبعض الحلول.

تهديدات قوية

وتندرج أهم التهديدات في:

- الذكاء الصناعي ومستقبل البشر

 إذ يعبّر خبراء عن مخاوفهم ويقترحون الحلول، وقد يعيش الأفراد حالة من خسارة السيطرة على حياتهم حينما تتولّى أدوات "الصندوق الأسود" المعتمدة على برامج كومبيوترية تلقائيًا مسألة اتخاذ القرارات في المواضيع الأساسية، فيخسر البشر سيطرتهم على سير هذه الأمور، وسيتعمق هذا التأثير أكثر مع انتشار الأنظمة الآلية وزيادة تعقيدها.

- سوء استخدام البيانات:

يتمثل في استخدام البيانات والمراقبة في أنظمة معقّدة مصممة لجني الأرباح أو لممارسة السلطة. ويقع معظم أدوات الذكاء الصناعي أو سيقع في أيدي الشركات الهادفة إلى الربح أو الحكومات المتعطشة إلى السلطة. وغالبًا ما تفتقر الأنظمة الرقمية إلى القيم والأخلاق التي تعتمد على ترك مسألة اتخاذ القرار للناس أنفسهم.

- خسارة الوظائف

سيطرة الذكاء الصناعي على فرص العمل ستزيد من الانقسامات الاقتصادية وتؤدي إلى ثورات اجتماعية.

- زيادة التبعية

تراجع مهارات الأفراد الإدراكية والاجتماعية والحياتية، إذ بينما يرى الكثيرون في الذكاء الصناعي فرصة لمضاعفة الإمكانات البشرية، فإنّ آخرين يرون العكس، ويتوقعون زيادة اعتماد البشر على الشبكات المدفوعة بالآلات وتضاؤل قدرة الناس على التفكير لخدمة مصالحهم.

- الدمار (أسلحة ذاتية، وجريمة سيبرانية، وتحويل المعلومات إلى أسلحة)

يرى البعض في المستقبل مزيدًا من التراجع في البنى الاجتماعية - السياسية التقليدية ويتوقعون خسارة كبيرة في الأرواح نتيجة النمو المتسارع للتطبيقات العسكرية الآلية وتحويل المعلومات إلى سلاح على شكل أكاذيب وبروباغندا لضرب استقرار المجموعات البشرية، حتى إن البعض يتخوّف من نجاح القراصنة والمجرمين الإلكترونيين في الوصول إلى الأنظمة الاقتصادية.

- حلول غير شافية

أما الحلول المقترحة فتتوجه نحو تأمين جوانب الصالح العالمي في الدرجة الأولى، مثل:

- تعزيز التعاون البشري عبر الحدود ومجموعات الأطراف المؤثرة: أي تطوير التعاون الرقمي الهادف إلى خدمة المصالح البشرية بشكل أفضل ووضعه في سقف الأولويات. ولا بدّ من إيجاد وسائل تمكّن الناس حول العالم من التوصل إلى تفاهمات واتفاقات مشتركة.

- اعتماد أنظمة مبنية على القيم

تطوير سياسات لضمان توجيه الذكاء الصناعي نحو الإنسانية والصالح العام، واعتماد «عقلية إنشاء المشاريع المبتكرة غير الربحية» لبناء شبكات ذكية شاملة لا مركزية «مصبوغة بالتعاطف» مهمتها مساعدة البشر.

- منح الأولوية للأشخاص

تعديل النظم السياسية والاقتصادية لمساعدة البشر بشكل أفضل على «التسابق مع الروبوتات»، وإعادة توجيه الأنظمة الاقتصادية والسياسية نحو توسيع إمكانات وقدرات البشر بهدف زيادة التعاون البشري مع الذكاء الصناعي وضبط الاتجاهات التي قد تؤدي إلى تراجع أهمية البشر في وجه الذكاء المبرمج.

- دعوات إلى تنظيم شبكات الذكاء الصناعي

طرحت مجموعة "بيو إنترنت" على الخبراء المشاركين السؤال التالي: "رجاءً، فكِّروا في السنوات المقبلة حتى عام 2030، ما دام المحلّلون يتوقعون أنّ يصبح الناس أكثر اعتمادًا على شبكات الذكاء الصناعي في الأنظمة الرقمية المركّبة، ويعتبر البعض أننا كبشر سنواظب على تطوير حياتنا بناءً على النتائج الإيجابية بينما نستخدم هذه الأدوات الشبكية على نطاق واسع، في حين يرى آخرون أنّ اعتمادنا المتزايد على الذكاء الصناعي والأنظمة المرتبطة به سيؤدي غالبًا إلى نشوء مصاعب شائعة.

على الرغم من الجوانب السلبية التي يهابها الخبراء، صرّح 63% من المشاركين في هذه المبادرة بأنّهم يأملون أنّ يكون حال معظم الناس أفضل عام 2030، مقابل 37% قالوا إنهم يعتقدون العكس، ولفت عدد من رواد الفكر الذين شاركوا في هذا الاستطلاع إلى أنّ الاعتماد المتزايد للبشر على الأنظمة التقنية لن يسير على ما يرام إلاّ في حال تمّت مراقبة هندسة وتوزيع وتحديث هذه الأدوات والمنصات والشبكات عن قرب، أمّا أهم وأقوى وأشمل الإجابات التي حصلنا عليها فجاءت من:

- سونيا كاتيال، المديرة المساعدة في مركز "بيركلي للقانون والتقنية" وعضوة مجلس مستشاري الاقتصاد الرقمي في وزارة التجارة الأميركية، والتي توقّعت أنّه «في عام 2030، ستتمحور المجموعة الكبرى من الأسئلة حول كيفية تأثير فهم الذكاء الصناعي وتطبيقاته على مسار الحقوق المدنية في المستقبل، كما أنّنا سنكون على موعد مع الكثير من الأسئلة حول الخصوصية والخطاب وحقّ التجمّع والبناء التقني للتشخّص، التي ستُطرح من جديد في سياق الذكاء الصناعي وتدفعنا بدورها إلى طرح أسئلة إضافية في عمق معتقداتنا حول المساواة وتوفّر الفرص للجميع. أمّا تحديد هوية المستفيدين والمتضررين في هذا العالم الجديد فيعتمد على مدى التوسّع في تحليلنا لهذه الأسئلة اليوم لأجل المستقبل، المهم: علينا أن نعمل بجدّ لنتأكد من أنّ هذه التقنية لن تتعارض مع قيمنا".

- وقال إريك براينجولفسن، مدير "مبادرة الاقتصاد الرقمي" في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: "إن تقنيات الذكاء الصناعي تقوم الآن بتأدية أعمال (سوبرمان) أي فوق بشرية في عدد من المجالات، وأتوقع تحسنها بحلول عام 2030".

-أما برايان جونسون مؤسس شركة "كيرنيل"، المطورة لواجهات التفاعل بالشبكات العصبية، فقال إنه يعتقد بقوة أن النجاح سيعتمد على مدى قدرة النظم الذكية على تغيير الأنظمة الاقتصادية بشكل يدفع إلى تحسين حياة الإنسان.

وحذّرت مارينا غوربيس، مديرة "معهد المستقبل"، من "أنه من دون تغييرات ملموسة في الاقتصاد السياسي لدينا وفي أطر التحكم بالبيانات، فإن تطور الذكاء الصناعي سيخلق فجوة من عدم المساواة، وازديادًا في عمليات مراقبة الناس، وفي تفاعل النظم فيما بينها متجاوزة الإنسان".

قد يهمك أيضًا:

الروبوت "صوفيا" يطالب البشر باحترام الروبوتات

باحثون يُطورون سائلًا مطاطيًا يمكن أن يُستخدم في عدة تطبيقات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon