توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تبدأ بتمزيق ملابسها بسكين

الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها

دمشق ـ جورج الشامي

كشفت الناشطة السورية، هنادي زحلوط، عن تجربتها في معتقلات فرع المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري، التي تفوح منها "رائحة الموت"، ومعاناتها في طلب العودة إلى عملها بعد الاعتقال. وقالت هنادي على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أغادر مكتبي السابق في وزارة الزراعة، حيث كنت أشرف ومنذ ثلاث سنوات على عمل الثانويات الزراعية في جميع أنحاء سورية، كفرنبل، كنصفرة، دوما، حمص وغيرها، لم تكن تعني لي سوى طلاب وأساتذة وجدول امتحانات، ومشكلات عويصة عن كرسي المدير، أما اليوم فأعرف بعد اعتقالي الأول أن كل تلك ليست سوى أجزاء من سورية، الصارخة بفم واحد للحرية، لاعنة كل كرسي!، أنزل الدرج وأنا لا أزال غير مصدقة لما بين يدي، إنه قرار فصلي التعسفي الموقّع من رئيس مجلس الوزراء عادل سفر!" وتتابع زحلوط، "كنت قد تقدمت بطلب عودة إلى العمل عبر طلب بإلغاء قرار كف اليد الذي صدر بحقي جراء تغيبي لأشهر عن العمل، وقت اعتقالي، وقد علمت أن وزير زراعتنا رياض حجاب قد وافق من جهته على الطلب وأحاله إلى الموافقة الأمنية، من قبل فرع الأمن السياسي الذي كنت موقوفة لدبه، ومن ثم للموافقة من قبل رئاسة مجلس الوزراء، ولم أكن أصدق أن الطلب سيأتي بهذه السرعة من الرئاسة مع التسريح من العمل من دون أي تعويض وأي كلمة أخرى، وأفكر بأمي التي ذهبت بعد يومين من إخلاء سبيلي لتعزيتها، وزرتها لأربع مرات، عانيت خلالها مرارات السفر بظهر متعب، أفكر في أنه يتوجب عليّ استشارة محام بارز علني أحصل على رأي، وأتوجه يسارًا صوب مكتب مازن القريب علّني أفلح في رؤية حماته الأستاذة منى، أو بالاتصال بها على الأقل، يواسيني مازن، وأصعد لأحتسي فنجان قهوة لدى يارا في العليّة، يرن هاتفي، أجيب على لؤي الذي يسألني عن مكاني، قائلة إنني لدى يارا، أطلب منه أن نحتسي القهوة سوية كما اعتدت منذ شهر ونصف، لدى مقهى النوفرة، وقبل أن نكمل الحوار نسمع صرخة مدوية من مها، يارا لا تلقي بالاً، وتظن أنها إحدى مزحات عبدالرحمن الذي يصادف عيد ميلاده اليوم، السادس عشر من شباط/فبراير، وقررنا الذهاب سويًا للاحتفال معه". وتضيف الناشطة السورية، "حركة غير اعتيادية في المكتب تتلو ذلك، ننزل تباعًا أنا ويارا وهاني، صوت سميح شقير يرن حنونًا جميلاً في الأعلى، بينما يقف على باب المكتب خمسة عناصر مدججين بالسلاح ومها تقف باكية وسط أصدقائنا الذاهلين، يخرج مازن من مكتبه مع الضابط المسؤول، ووجهه لا يزال يحاول استيعاب الصدمة (مخابرات جوية)، نهمس لبعضنا بالكلمة التي تجعل الدم يجمد في العروق، نشد على أيدي بعضنا، بينما يقومون بجمع هوياتنا وحشرنا في غرفة واحدة، وما يتلو ذلك، شعور غريب ينتابني، رغبة في الركض بعيدًا عن القضبان التي تنتظرني، حالة من الرعب تجمدني مكاني، ووحده النظر إلى مازن ويارا يشعرني يذكرني بمثل كانت تقوله أمي: حط روسك بين الروس.. وقول يا قطّاع الروس!، فقط لو أن لؤي قبل دعوتي لفنجان القهوة، لما اضطرني لقبول فنجان المخابرات الجوية!، أحس بتنميل في جميع أطرافي، ألم حاد في ظهري، ننزل من الباص الذي يقتادنا إلى سجن المزة العسكري ليقوموا بتفتيشنا واحدًا واحدًا، ابتداء من مازن، يضعون على عينيه عصابة غليظة، يقتادونه إلى زنازين فرع المخابرات الجوية التي تفوح منها رائحة الموت منذ عشرات السنين!، بين الألم ومحاولة الاستيعاب أتذكر أنني سمعت يومًا أن صلاح جديد، كان محتجزًا هنا حتى مقتله في ظروف غامضة، ويدوي من جديد في أذني صرخات ابنته التي خرجت للشارع 1993 وتسعين تصرخ : لا إله إلا الله.. والشهيد حبيب الله، اليوم سورية كلها تعيش ما عاشته تلك العائلة، وتهتف للشهيد معها، يضعوننا نحن الفتيات سويًا، أنا ورزان غزاوي ويارا وميادة وسناء، وفتاة أخرى لم أعد أتذكر اسمها، نتشاور في خطورة الوضع، وعيون بعضنا تتفحص الحيطان بحثًا عن كاميرا أو ميكروفون زرعوه، إنه الاعتقال الثاني لي أنا ورزان، وفيما تبدو هي قوية ومتيقظة، يبدأ الانهاك بإصابتي بشكل كامل، نؤخذ واحدة وراء الأخرى، لاأدري إلى أين؟ يأتي دوري، يصطحبني العنصر معصوبة العينين ويده تجرني خارج مبنى الزنازين، نمشي نحو مبنى آخر، الوقت المرعب وقت طويل حتى وإن كان لخطوات عابرة فوق ممر قصير!، ندخل غرفة صغيرة فيها كرسي، أسمع صوتين مختلفين لامرأتين شابتين، ينتظر العنصر خارجًا، تقترب إحداهما مني وتنزع العصابة بحركة واحدة طالبة مني التعريف باسمي، أجيب وأنا أنظر لهما غير مصدقة أنه قد تم جلب امرأتين من ملهى ليلي أو ماشابه لتفتيشنا، أليس هنالك شرطيات هنا؟ تنزع المرأة القصيرة عني ملابسي: من أين أنتي؟، فأجيب من اللاذقية، تتوقف أصابعها للحظات، ثم تبدأ بتمزيق ملابسي بسكين كانت في يدها، تنتهي هي وصديقتها الطويلة من تفتيشي الممتد إلى ما بعد ملابسي الداخلية، تصرخ بي أن أرتدي ثيابي الممزقة، ألتحق بصديقاتي المعصوبات الأعين في مكتب الضابط (الشجاع الذي حرص أن يحدثنا من دون أن نرى وجهه!، تمد يارا يدها وتمسك بيدي المرتجفتين، وأعود معها إلى الزنزانة راغبة في النوم أطول وقت ممكن مغمضة عيني عن بشاعة العالم كله!، وبدل أن أطمئن يارا، التي تعتقل للمرة الأولى، كنت بحاجة إلى من يضمني، ويوقف ارتجاف جسدي من هول هذا التفتيش اللعين!، يدعونا الضابط واحدة وراء الأخرى لاستجواب سريع، وفي الممر المؤدي إلى غرفته، نرى مازن الجالس في البرد والمطر خارجًا، معصوب العينين، ترى أي تهديد هذا؟، أؤكد للضابط أنني صديقة لمازن ويارا، وجئت لاستشارة قانونية، وكنت ذاهبة لاحتساء فنجان قهوة لم أوفق في الوصول إليه، فيصر أن يقدم لي هذا الفنجان الموعود هنا!، الفنجان الأكثر مرارة أحتسيه ومازن جالس على بعد خطوات خارجًا، وأنا لا أعلم ماذا ينتظرنا في هذا الجحيم!". وتنهي هنادي زحلوط قصتها قائلة "ونخرج مساء الأحد الموافق 18 شباط/فبراير 2012، وقد وافق رئيس الفرع على اقتراح يارا أن يفرج عنا نحن الفتيات، على أن نعاود المجئ حين التحقيق، ونوقع موافقين أن نراجع فرع المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري بشكل يومي، إلى أن تحال القضية إلى القضاء، أمسك بالهاتف، أرى من جديد يديّ المرتعشتين، أؤجل الاتصال بلؤي حتى الصباح، فأنا لا أعلم بالضبط كم من فناجين القهوة ينتظرني بعد في هذا الجحيم الذي وقعت على العودة إليه!".  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها الناشطة هنادي زحلوط تروي تفاصيل اعتقالها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon