توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدير أيضًا مأوى للأبقار المريضة

"أم الأيتام" الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار

سيندهوتاي سابكال "أم الأيتام" الهندية
نيودلهي - مصر اليوم

منذ نحو 48 عامًا كانت حاملًا في شهرها التاسع عندما ركلها زوجها في بطنها في إحدى نوبات غضبه وطردها خارج المنزل وتركها في حظيرة الأبقار، متوقعاً على الأرجح أنها ستموت دهساً تحت أقدام الأبقار. 

في تلك الليلة أنجبت ابنة قطعت حبلها السري بنفسها بحجر ذي حافة حادة لتفصلها عن جسدها. 

وأخذت المرأة تنشد أناشيد تعبدية تبتلية وتتسول؛ حتى تتمكن من العيش وتنام في حظائر الأبقار والمقابر ومحطات القطار.

 رغم تلك المصاعب أصبحت تلك المرأة المرتعبة أم اليتامى في العالم.

تبنت تلك السيدة، التي تدعى سيندهوتاي سابكال، مئات اليتامى من الشوارع، وتخفي الكثير من القصص المؤلمة وراء شخصيتها القوية.

قصة بقائها وصمودها وانتصارها في النهاية على الظروف المعاكسة الصعبة لتصبح أماً للأطفال المعوزين والأيتام قصة تبدو سريالية

تقول "لقد أنجبت طفلتي في حظيرة أبقار، وذهبت إلى أقاربي وأمي ولم يدعمني أحد، وطردني الجميع".

وبدأت سيندهوتاي في التسول للحصول على طعام يمكّنها من البقاء هي وطفلتها على قيد الحياة.

 وقد منح الله سيندهوتاي موهبة الغناء، فكانت تذهب إلى المعابد وتسافر بالقطار وتستجدي الناس، وتنشد أغاني تبتلية للحصول على الطعام في المقابل، وكانت تقضي ليالي في أماكن حرق الجثث والقبور لتنقذ نفسها من الرجال فقد كانت شابة وبلا مأوى.

تحكي سيندهوتاي ضاحكة "كان الناس يخافون الذهاب إلى هناك ليلاً، وأحياناً كان من يراني يصرخ قائلاً (شبح، شبح) ويركض مبتعداً. كان خوفهم يبقيني في أمان".

 مع ذلك، لم تتمكن من التأقلم مع ضغوط الحياة؛ لذا قررت ذات يوم الانتحار، وربطت طفلتها وتناولت الطعام حتى لا تموت ومعدتها خاوية واستعدت للانسحاق تحت عجلات القطار المسرع، لكن كان للقدر خطة أخرى.

وتقول سيندهوتاي "كنت أجلس يوماً ما في محطة القطار وقررت الانتحار، فأكلت حتى شبعت لأنني لم أرغب في أن أموت جائعة، وكان لا يزال لدي بعض الطعام، وألصقت طفلتي بجسدي واستعددت للموت.

 سرت بضع خطوات فسمعت صريخ شحاذ، وكان متألماً للغاية ويقول (ليس لي أحد، أنا مريض وأشعر بالعطش، سأموت، من فضلك اسقيني بعض الماء قبل أن أموت).

 حين سمعته قلت لنفسي إذا كنت أسعى للموت فعلى الأقل أقوم بعمل طيب وأمنح ذلك الرجل شربة ماء. 

توقفت وذهبت إليه وتبيّن لي أنه محموم، فأطعمته وسقيته؛ فنظر لي وصافحني شاكراً".

في تلك الأثناء وجدت طفلاً يبكي بجوار أمه المتوفاة على رصيف القطار، فحرك ذلك المشهد مشاعرها وأخذته ورعته بعدما رفضت السلطات تسلمه، وكانت تلك هي نقطة التحول في حياتها. 

وبدأت سيندهوتاي تقدم الطعام الذي تحصل عليه مقابل التسول والغناء إلى الشحاذين الآخرين والأطفال المتخلى عنهم. 

ومع تزايد أعدادهم بدأت تحاول الحصول على المزيد لتوفر للأطفال مأوى مريح وتعليم جيد.

عندما تسألها من أين أتتها تلك الشجاعة، تقول "الجوع هو ما شجّعني. أتمتع بمهارات تواصل جيدة بفضل الله، واستطيع الحديث والتفاعل مع الناس والتأثير عليهم.

 لقد جعلني الجوع قادرة على التحدث وأصبح ذلك هو مصدر دخلي". 

وتدير سيندهوتاي الآن بمساعدة ابنتها ماماتا وديبيكا، أول طفل تبنته، أربع دور أيتام، اثنتان للفتيات واثنتان للفتيان. 

أصبح الكثير ممن تبنتهم محامين وأطباء ومهندسين وأكاديميين، وعادوا وتبرعوا لمؤسستها التي تعمل من أجل مساعدة المعوزين. 

وهي لا تعرض الأطفال الذين تتبناهم للتبني، بل تعاملهم كأبنائها وليس عليهم مغادرة الدار قبل بلوغ الثامنة عشرة من العمر، ويتم الاهتمام بهم حتى يحصلوا على وظيفة ويتزوجوا.

المذهل، أنها قادرة على التواصل مع كل طفل من أولئك الأطفال، ولديها حاليًا 282 زوج ابنة، و48 زوجة ابن، وما يزيد على ألف حفيد. يفتخر الأطفال، الذين ربتهم ومنحتهم الرعاية، بحمل اسمها جزءاً من أسمائهم، حيث يستخدم الفتيان اسم سابكال، والفتيات اسم سيث، وهو اسمها الحقيقي قبل الزواج لقباً لهم. 

يُعزى نجاح سابكال أيضاً إلى الدعم الذي تلقته ممن رعتهم، حيث يتولى إدارة العمل اليومي في دورها أطفالها وأسرهم.

كانت ديباك غيكواد في الحادية عشرة من العمر عندما سلمه أقاربه إلى سابكال، وعندما أصبح بالغاً رشيداً ورث منزل أجداده، وباعه وأعطى المال إليها لتتمكن من مواصلة عملها، وهو يدير حالياً منزل "ساسواد". 

كذلك، يعمل معها نحو خمسين من أبنائها الآخرين. وتزوجت نساء قامت بتربيتهن، ويشارك أزواجهن حالياً في العمل معهم، في حين يساهم آخرون بجزء من رواتبهم.

وتقول سيندهوتاي ذات الشعر الرمادي الفضي"«ما زلت شحاذة، وقد أحسست بمعنى ألا يكون أحد إلى جوارك ولا يكون لديك مكان تأوي إليه أو طعام تتناوله لأيام. 

يجعلني عملي أشعر بأن شخصاً ما يساعدني حتى تشفى جروحي. 

الفارق الوحيد هو أني لم أعد أستجدي الناس من أجل العيش في القطارات، بل ألقي خطابات عامة وأطلب المال لأبنائي".

وتسافر سيندهوتاي حتى اليوم كثيراً حتى تلقي خطابات لجمع تبرعات لمواصلة عملها، وعندما تذهب أحياناً إلى قرى نائية تعود ومعها اثنين أو ثلاثة من الأطفال الأيتام.

وتروي قائلة "بعدما ينتهي الخطاب، يتوجه عمدة القرية نحوي ويخبرني بأن هناك طفل يتيم ولا يوجد من يرعاه، فاصطحبه معي.

 ويقدم لي العمدة ما يفيد كتاباً بأن الطفل من تلك القرية ولا يوجد من يتولى رعايته وأن القرية تمنح حق رعايته لي فيصبح من أبنائي".

تحب سيندهوتاي الحيوانات أيضاً وتدير مأوى للأبقار المريضة أو التي تتعرض لسوء المعاملة أو يتم التخلي عنها. 

ويوجد في ذلك المأوى 175 بقرة تعتبرها من أفراد عائلتها. 

وقد تم توثيق قصة حياة سيندهوتاي على مدى سنوات في شكل كتاب، وحصلت على أكثر من 750 جائزة وكرّمها رئيسان للهند، وقد استغلت أموال الجوائز في شراء أراضٍ لبناء منازل للأطفال الأيتام.

كذلك، فاز الفيلم، الذي أخرجه صانع الأفلام أنانث ماهاديفان، والذي يدور حول قصة حياتها، بأربع جوائز محلية، وتم اختياره ليكون الفيلم الافتتاحي في الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان لندن السينمائي. يقول ماهاديفان «لقد بدت حياتها غير واقعية.

 بقرة تقف أعلى وليدتها لحمايتها في حظيرة الأبقار، ثم تذهب إلى قبر وتأكل ما يتم تقديمه من عطايا على روح المتوفين بطهيها على الأدوات الجنائزية، كل ذلك صدمني وأذهلني. 

لقد كانت حياتها مليئة بالميلودراما مقارنة حتى بالسينما؛ مما جعلني أخفف من حدتها. 

لقد كان من الصعب تحديد ما الذي يمكن الإبقاء عليه من تفاصيل قصة حياتها في الفيلم وما يمكن استبعاده».

يقول فيناي، البالغ من العمر 26 عاماً، والذي تبنته سيندهوتاي من محطة قطار حين كان طفلاً، إنه لولاها لكان لا يزال مقيماً في محطة القطار. 

وأضاف قائلاً «هناك الكثير من الأطفال الذين يلجأون إلى الجريمة مما يهدر حياتهم ويجعلها بلا معنى.

 لقد حصلت على شهادة الحقوق وساعدتني سيندهوتاي في الزواج مؤخراً. يعود الفضل إليها في أن يكون لي العائلة التي لدي الآن. لقد تمكنت من تحقيق الكثير بسببها. 

لو لم تساعدني لأصبحت نكرة». ويقول فيناي، بحب، إن سيندهوتاي تحب كل طفل من أطفالها وكأنهم زهور. ويوضح قائلاً «لست وحدي الذي رعته، فقد قامت بتربية آلاف مثلي بكثير من الحب والعطاء.

 هناك الكثير من الأطفال الذين تم العثور عليهم في محطات قطار وفي مكبّات النفايات، والأطفال الذين تجرّهم كلاب ضالة، وأطفال تم التخلي عنهم. 

تجلب سيندهوتاي كل هؤلاء وترعاهم. يشعر الجميع بحب عائلة وأم وأب وأخ وشقيق".

على الجانب الآخر، تقول سيندهوتاي، إنه لا يتم عرض الأطفال في ملاجئها للتبني، ولا يُضطرون إلى مغادرة تلك الدور بمجرد بلوغ الثامنة عشرة من العمر. 

وفي تعويض إلهي عما مرّت به جاء إليها زوجها في سن السبعين، وقدّم اعتذاره، وقد قبلت اعتذاره بصفته طفلاً؛ فهي ليست سوى أم الآن، وعندما تُوفي العام الماضي قالت إنها فقدت واحداً من أبنائها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار



GMT 03:29 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسيّة سالومي زورابيشفيلي أوّل امرأة تترأّس جورجيا

GMT 05:54 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

هجوم شديد على فريال مخدوم بسبب صورها الجريئة

GMT 09:05 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ضحية اغتصاب تحثُّ الفتيات على مقاومة الاعتداءات

GMT 11:23 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانية تروي كواليس رحلة فرارها من قبضة "داعش" في سورية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon