توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاصرت أكثر حلقات الصراع الأميركي في عهد كلينتون

رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة

المدعية العامة الأميركية السابقة جانيت رينو
نيويورك - مادلين سعادة

توفيت المدعية العامة الأميركية السابقة جانيت رينو في ميامي في ولاية فلوريدا صباح الاثنين عن عمر 78 عامًا، بعد صراع مع مرض "باركنسون"، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وكانت رينو التي تولت منصب المدعي العام لتصبح أول سيدة تحصل على هذا المنصب، قد صعدت تدريجيًا من حياتها الريفية على حافة "ايفرغليدز"، لتصل الى هذا المنصب الرفيع، حيث بقيت فيه ثماني سنوات كاملة لتعاصر أكثر الحلقات الصراعية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.

وقالت أختها مارغريت أورشالا إنها ماتت بسبب مضاعفات مرض "باركنسون"، والذي أصيبت به منذ عام 1995، بينما كانت لا تزال في منصبها. وأضافت الصحيفة أن حادثتين كانتا أبرز ما تميزت به الحقبة التي تولت خلالها المنصب، الأولى كانت غارة قاتلة شنتها الشرطة الفيدرالية الأميركية على مجمع طائفة دينية في مدينة واكو بولاية تكساس، في عام 1993، بينما كانت الثانية القبض على إليان غونزاليس، وهو لاجئ كوبي شاب، في عام 2000، والذي أمرت بترحيله من بيت أقارب له في ولاية ميامي الأميركية.

وكانت السيدة رينو دائما ما تتلقى إشادات كبيرة بسبب نزاهتها في التعامل مع مختلف المواقف التي واجهتها إبان وجودها في منصبها، واستعدادها الدائم لتحمل المسؤولية، إلا أنها في الوقت نفسه لاقت انتقادات كبيرة، حيث اتهمها الجمهوريون بتقديم الحماية للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ونائبه آل غور عام 1997 عندما رفضت تعيين محامٍ مستقل للتحقيق في مزاعم حول مخالفات متعلقة بجمع تبرعات في البيت الأبيض.

وبعد أن تركت منصبها شنت حملة مفاجئة للإطاحة بحاكم ولاية فلوريدا الأميركية جيب بوش، في عام 2002، إلا أنها لم تنجح في ذلك، وسط حالة من الاستياء من جانب قطاع كبير من مواطني الولاية الأميركية بسبب ترحيلها للفتى الكوبي غونزاليس. ولم تكن السيدة رينو أبدا جزءًا من دائرة كلينتون الداخلية، على الرغم من أنها خدمت في ادارته لفترتين، لتكون أطول من تولى هذا المنصب خلال 150 عاما كاملة، حيث أنها جاءت بعد الفريق الذي اختاره كلينتون للعمل في إدارته لفترة، كما أن طبيعتها كانت صدامية إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنها كانت تسعى للحفاظ على قدر من الاستقلالية عن البيت الأبيض.

والأكثر من ذلك فإن علاقتها بالرئيس كلينتون ساءت للغاية، في أعقاب سماحها بإجراء تحقيق مستقل حول صفقة بيع لأرض مملوكة له في ولاية أركنساس، كما أنها قامت بتوجيه الاتهام له في أثناء التحقيقات حول فضيحته مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.

وكانت رينو في بعض الأحيان محلا للسخرية من قبل عدد من البرامج التلفزيونية الساخرة، بحسب "نيويورك تايمز"، إلا أن السخرية لا يمكن أن تنال من إنجازاتها في مجال انفاذ القانون، حيث أن اهم ما ميز حقبتها هو الانخفاض الملحوظ في معدلات الجريمة رغم زيادة التهديدات على المستويين الداخلي والخارجي.

وفي ظل وجود رينو، بدأت السلطات الأميركية في فحص القضايا المتعلقة بتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993، وتفجير المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما سيتي عام 1995، لتضع من جانبها حجر الأساس في كيفية ملاحقة الإرهابيين قانونيا خلال القرن الحادي والعشرين. كما أنها أيضا حاكمت عددا من الجواسيس، ورفعت دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار ضد شركة "مايكروسوفت" العالمية، والتي تعد علامة فارقة في عالم التكنولوجيا الحديثة، كما رفعت دعوى قضائية ضد صناعة التبغ، من أجل توفير ملايين الدولارات التي ينفقها برنامج الرعاية الصحية الأميركي من أجل علاج المصابين بأمراض من جراء التدخين المفرط.

والسيدة رينو هي إحدى أكثر المدافعات عن توفير الحماية الفيدرالية للنساء اللاتي يرغبن في الإجهاض، وكذلك حماية العيادات الطبية التي كانت تعمل في هذا الشأن، إلا أنها بالرغم من إنجازاتها الكبيرة كانت تتهم بمخالفة القانون لمعارضتها تطبيق عقوبة الإعدام في الولايات التي كانت تقرها. وقبل تولي منصبها شغلت السيدة رينو منصب المدعي العام في مقاطعة "ديد" حيث بقيت في منصبها هناك لمدة 14 عاما، وتولت هذا المنصب في الوقت الذي شهد فيه معدلات الجريمة المرتبطة بالمخدرات ارتفاعًا كبيرًا في مستوى الانقسامات العرقية في ولاية ميامي الأميركية، بالإضافة إلى تورط قطاع كبير من أفراد جهاز الشرطة في جرائم فساد.

وعندما قرر الرئيس كلينتون تعيينها في المنصب في 11 فبراير/شباط 1993، قالت السيدة رينو "أنا سعيدة للغاية بوجودي هنا. 
وسأبذل قصارى جهدي." إلا أن الأضواء سلطت عليها بصورة كبيرة بعد ذلك بشهرين فقط، عندما داهمت الشرطة الفيدرالية مجمعًا تابعًا لأحد زعماء طائفة "السبتيين" الدينية، حيث حاصرته بما يقارب حوالي 900 من الأفراد العسكريين، وعشرات الدبابات، حيث أنهم لم يتركوا المجمع إلا والنيران باتت مشتعلة في كل أرجاءه، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل قائد الجماعة الدينية ديفيد كوريش و75 أخرين، حيث كان ثلث القتلى من الأطفال، وقيل إنها انتهكت الأعراف لتلقي باللوم على قيادات الشرطة الأميركية.

إلا أنها ربما دفعت ثمنًا كبيرًا لموقفها في ظل الانتقادات الكبيرة التي واجهتها، حيث واجهت أسئلة صعبة حول الأدلة التي تثبت صحة دعواها حول الانتهاكات التي أرتكبت من قبل الشرطة بحق الأطفال، لتكون السيدة الأميركية بعد ذلك محلا للتحقيق المستمر والتدقيق المبالغ فيه من قبل القنوات الإعلامية والصحف في الولايات المتحدة.

وعندما أنتخب كلينتون لفترة رئاسية جديدة، قرر أن يحتفظ السيدة رينو بمنصبها، واتجهت قيادات الحزب الجمهوري للتشكيك فيها، حيث أنهم اتهموها بعدم الحيادية، والتغاضي عن العديد من المزاعم التي تدور بحق الرئيس الأميركي ونائبه، خاصة في قضية كسر القوانين حول جمع التبرعات المتعلقة بالبيت الأبيض.

وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليها رئيس مجلس النواب آنذاك، وعدد من أعضاء المجلس، قالت السيدة رينو بثبات إن موقفها من القضية لا يحمل شيئا يعكس حمايتها للرئيس إلا أنها بمراجعة القضية رأت أنه لا يوجد بها ما يستدعي إلى النظر فيها من قبل مستشار خاص. وقالت المدعية العامة أمام الحضور في مجلس النواب ردا على الأسئلة القاسية التي وجهت اليها في هذا الشأن "دعوني أكون واضحة تماما... أنا لن أخون القسم الذي أقسمته تحت أية ضغوط من أي جهة، سواء كانت تلك الجهة هي الكونغرس أو وسائل الإعلام أو أي مكان أخر."

وكانت السيدة رينو قد تركت عملها في القضاء عام 1976، للعمل كمستشارة قانونية في شركة "هيكتور اند ديفيس" للصلب، وهي الشركة نفسها التي كانت قد رفضت أن تلحقها بها بعد تخرجها مباشرة من كلية الحقوق.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة رحيل جانيت رينو أول مدعية عامة في الولايات المتحدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon