واشنطن - رولا عيسى
تستعد إيفانكا ترامب صاحبة الـ35 عامًا، للذهاب إلى العاصمة واشنطن لتنصيب والدها في الرئاسة الأميركية، من خلال ترك اثنين من وظائفها وبيع كل أسهمها في الشركات، وتنحت إيفانكا من منصبها كنائب الرئيس التنفيذي للتطوير لدى مؤسسة ترامب بعد 11عامًا من العمل في الشركة، كما استقالت من وظيفتها في إدارة خط باسمها للأزياء والأحذية والمجوهرات، وباعت إيفانكا أيضًا كل أسهمها في منظمة ترامب حتى لا يمكنها الاستفادة من أرباح الشركة، ويؤكد قرار إيفانكا الأم لثلاثة أطفال، المزعم بأنها ستتولى بعض المهام التي عادة ما توكل إلى السيدة الأولى أثناء وجود والدها في منصب الرئاسة.
وستكون إيفانكا على الأرجح الإبنة الأولى الأكثر ظهورًا عن أى وقت مضى في البيت الأبيض، وأوضح مصدر مقرب للعائلة أن إيفانكا تتخذ هذا الدور بجدية، فيما أوضحت ميلانيا زوجة ترامب منذ الانتخابات أنها تخط لقضاء معظم الوقت في نيويورك بعد تنصيب زوجها لرعاية ابنهما بارون البالغ من العمر 10 أعوام حتى ينهي عامه الدراسي، ما يعني أن إيفانكا هي التي ستستضيف كبار الشخصيات والمسؤولين الأجانب أثناء السفر والظهور في الأحاديث والخطب، فيما تظل ميلانيا السيدة الأولى الفعلية حيث التقت في نوفمبر/ تشرين الثاني ميشيل أوباما لمناقشة دورها مشيرة إلى تعرضها للبلطجة الإلكترونية منذ فوز زوجها بالمنصب.
وكانت مجلة فانتي فير أول من أشارت إلى تنحي إيفانكا عن مناصبها القيادية والإدارية في الشركتين، ويشير ذلك إلى ضرورة امتثال إيفانكا للقوانين الأخلاقية وأنها حرة حاليا لقبول وظيفة في إدارة والدها ترامب في وقت لاحق، وافيد فيما سبق أن إيفانكا لن تقبل وظيفة في البيت الأبيض وأن زوجها جاريد صاحب الـ36 عامًا، سوف يعمل مستشارًا لأبيها، لكنه لن يمكنها قبول أي راتب أو منصب وزاري رسمي بموجب قانون مكافحة المحسوبية الذي يمنع المسؤولين المنتخبين من تعيين أقاربهم في أي وكالات يشرفون عليها، ولم يتضح ما إن كان هذا القانون ينطبق على تعيين الرئيس لأحد أفراد الأسرة للعمل كمستشار له في البيت الأبيض أو العمل في الجناح الغربي.
وصرح ترامب بوضوح في مقابلة له على فوكس نيوز الشهر الماضي أنه يرغب في أن تتولى ابنته دورا في إدارته قائلا " هي وزوجها غاريد شخصيات موهوبة جدا" وأن فريقه ينظران في القيود القانونية لهذا الأمر، وتابع ترامب "أحب أن يكون لدي القدرة على إشراكهم في إدارتي، إذا نظرت إلى إيفانكا إنها على دراية جيدة بقضايا المرأة ورعاية الطفل ولا أحد يستطيع فعل ذلك أفضل منها"، وأبقى ترامب الباب مفتوحا لإيفانكا للمجئ معه إلى واشنطن العاصمة عندما غرد على تويتر أن تجله دونالد جونيور وإريك سييبقوا في نيويورك لتشغيل منظمة ترامب ورعاية العمليات التجارية دون ذكر ابنته، وتأتي أنباء استقالة إيفانكا بعد إعلان أن زوجها غاريد سيتخذ دورا بارزا كمستشار في إدارة ترامب على أن يؤدي اليمين الأسبوع المقبل، وينطبق قانون مكافحة المحسوبية على زوج الإبنة إلا ان غاريد أوضح أنه لن يتقاضى أي راتب وهو ما لا يسبب مشكلة حيث أنه لا يحق له الحصول على راتب، وكذلك استقال غاريد مثل زوجته من عمله كرئيس تنفيذي لشركات كوشنير وكناشر لصحيفة أوبزرفر، كما تخلص من كل أملاكه الإعلامية وأعمال الاستثمارية في أحد المباني التي يمتلكها في نيويورك.
وأكد محامي غاريد أنه وزوجته اتخذوا كل الخطوات اللازمة لتجنب أي تضارب في المصالح قائلا في بيان بعد تعيين غاريد الإثنين " امتثل السيد كوشنير إلى القوانين الأخلاقية الاتحادية وكنا نتشاور مع مكتب الأخلاقيات الحكومية بشأن الخطوات الواجب اتخاذها"، فيما أوضح ترامب أن زوج ابنته سيكون ذراعه اليمنى في البيت الأبيض قائلا: "كان غاريد مستشار موثوق به طوال الحملة وأفتخر أن يكون له منصب قيادي في إدارتي"، فيما ذكر غاريد "أفخر بالحصول على الفرصة للإنضمام إلى هذا الفريق الموهوب"، ويذكر أن غاريد سيركز اهتمامه على السياسة التجارية والشرق الأوسط في منصبة الجديد.
وأعرب ترامب في مقابلة له مع نيويورك تايمز عم رغبته في أن يكون الشخص الذي يصنع السلام مع إسرائيل والفلسطينيين عند تولي منصبه معتقدا أن غاريد يمكن أن يساعد في تسهيل هذا الهدف، ولعبت إيفانكا وغاريد دورا كبيرا في انتخاب ترامب على الرغم من صغر سنهم وقلة خبرتهم لكنهما حاليا أقوى اثنين في السياسة الأمريكية، حيث كان الزوجان مع ترامب منذ اليوم الذي أعلن فيه سعيه إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في يونيو/حزيزان عام 2015 حتى ليلة فوزه على عكس مديري حملته كليان كونواي وستيف بانون، وكن رأي الزوجان دائمًا هو الأكثر قيمة لدى الرئيس المنتخب.
وكان هناك العديد من المؤشرات على مدى الأسابيع القليلة الماضية بأن كل من إيفانكا وغاريد سيتخذا أدوار في البيت الأبيض، وأبرزها أنباء انتقال العائلة إلى منزل في حي كالوراما بقيمة 5.5 مليون دولار، ولم يتبين ما إن كانت الأسرة ستشتري المنزل أم تستأجره، حيث تم بيع المنزل قبل العطلة إلى مشتر مجهول، وستكون عائلة ترامب وكوشنير على بعد منزلين فقط من منزل باراك أوباما الذين ينتقلون إلى نفس الحي الأسبوع المقبل حتى يمكن لابنته ساشا الانتهاء من المدرسة في المدينة.
وعانت إيفانكا من العديد من المشاكل نتيجة قربها الشديد من والدها منذ انتخابه، وكانت أول واقعة قبل أسبوع عندما أرسلت شركتها رسالة إلكترونية تقدم معلومات عن المجوهرات التي ارتدتها بقيمة 10 آلاف دولار في لقاء العائلة على برنامج "60 دقيقة"، وأثارت تلك الخطوة غضب شعبي حيث بدى سعي إيفانكا إلى الاستفادة من منصب والدها كرئيس للبلاد، واعتذر أبيغال كليم رئيس علامة إيفانكا ترامب التجارية عن الموقف قائلا لجريدة ديلي ميل " هذه الرسالة أرسلت بواسطة أحد موظفي التسويق في واحدة من شركاتنا والذي كان يتبع بروتوكول معتاد والذي ما زال يجري تعديلات لما بعد الانتخابات مثل الكثير منا، ونحن نناقش بشكل استباقي مع جميع شركائنا"، وتعرضت إيفانكا للنقد مرة أخرى عندما شوهدت هي وزوجها أثناء لقاء والدها مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فيما أوضح مصدر مطلع أن إيفانكا مرت فقط للترحيب بينما كانت تعمل بالقرب في برج ترامب وتم التقاط الصور حينها.
وذكر مصدر من العائلة "الرئيس المنتخب دائما ما شجع إيفانكا والأطفال على حضور اجتماعاته وهذا أمر غير رسمي ولكن يجب على الأسرة التكيف مع الواقع الجديد وهي سوف تتكيف بالفعل"، وواجهت إيفانكا نقد علنا نتيجة علاقتها الوثيقة بدعم والدها بما في ذلك المتظاهرين الذين طوقوا ثقتها في بارك أفينيو حيث تعيش مع زوجها وأطفالهم الثلاثة إيزابيلا (5 سنوات) وجوزيف (3 سنوات) وثيودور الذي سيكمل عامه الأول في مارس/ أذار، وكان هناك حركة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني تدعو إلى مقاطعة ملابس وأحذية ومجوهرات وعطور إيفانكا والشركات التي تعرض منتجاتهم في متاجرها، ما دفع موظفو الشركة لإصدار باين جاء فيه " رسالة شركتنا ليست سياسية ولم تكن ولن تكون، إلا أن إيفانكا تميل بشكل شخصي إلى الدفاع عن قضايا المرأة والدعوة إلى التغيير".
وكشفت الشركة أنها تفصل كل حسابات إيفانكا ترامب كعلامة تجارية عن حساب إيفانكا الشخصي، وأوضحت الشركة "لقد استمعن إلى ردود الفعل التي تلقيناها سواء الإيجابية أو السلبية ونأخذها في عين الاعتبار ونحن نخطط للمستقبل، واستمروا في التعليقات"، وتعرضت إيفانكا إلى الإساءة علنا الشهر الماضي من قبل رجل بينما كانت في رحلة من نيويورك إلى سان فرانسيسكو عندما كانت مع أسرتها في طريقها إلى قضاء عطلة في هاواي.
أرسل تعليقك