توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا يكذب الأولاد؟

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لماذا يكذب الأولاد؟

القاهرة - مصر اليوم

تروي إحدى الأمهات عن طفلها البالغ من العمر 8 سنوات أنه يكذب بشأن كل شيء مما يثير والدته، التي يزعجها أكثر أنها لا تستطيع أن تتصوّر لما يفعل هذا. كانت تتفهم بعض الكذبات التي يتفوّه بها لأنه يفعل هذا بهدف تجنّب المشاكل البسيطة والتوبيخ، كالكذب بشأن ما إذا رتّب سريره أو تناول غداءه. إلا انه يتفوّه بكذبات جليّة للغاية لا تكسبه أيّ شيء، كما هو الحال حين قال إنّ الطقس مشمس في الخارج في حين أنه لم يكن كذلك، أو عندما قال إنّ 2+2= 5. وما كان يزعج الأم بشأن كذب ابنها هو كيف بقي يصرّ على أنه لا يكذب، حتى عندما أشارت الأم إلى المطر الغزير المنهمر في الخارج. قالت لي: "هذا لا يعني أني أفضّل أن يجيد الكذب، لكن المزعج هو أنه يختار أن يكذب عن أمور لا يحتاج أن يكذب بشأنها ومن السهل جداً أن تُكشف. يمكنني أن أقول له أنت في الثامنة. أنت تعلم أن 2+2=4. يمكنك أن ترى أنّ المطر ينهمر في الخارج. لا يمكنك حتى أن تدافع عن هذه الكذبات ولو قليلاً. لماذا تقول مثل هذه الكذبات؟" من الطبيعي جداً أن يختبر الأولاد الكذب، وفي سنّ مبكرة... في سن الثانية أحياناً... وصولاً حتى سن الثانية عشرة، سن الميل الأكبر إلى الكذب، وذلك استناداً إلى دراسات مختلفة أجراها الباحث الكندي كانغ لي. إنّ بعض الكذب صحيّ أيّ أنّه نتاج المخيلة الخصبة ككذبة الطفلة ذات الأربع سنوات عن دبّها المحشو قطن الذي أخبرها سراً.  وهناك الكذب الأبيض الذي يلجأ إليه الطفل من أجل مصلحة شخص آخر أو لتجنّب ايذاء مشاعر شخص ما، وهذا النوع من الكذب يبدأ قرابة سن السادسة. إنّ معظم الكذبات التي يخبرها الأولاد، والراشدون أيضاً، هي لخدمة ذاتية ويلجؤون إليها ليتجنّبوا المشاكل أو العقاب، أو ليبدوا بصورة أفضل في عيون الآخرين أو ليحصلوا على شيء ما (أو لينجو من شيء ما). ويمكن لولد في العاشرة لا يثق بقدراته في مادة الرياضيات أن يكذب قائلاً إنه أنهى فرضه في الرياضيات. ويمكن أن يظهر هذا النوع من الكذب عند الصبيان بشكل خاص كنزعة إلى الأذى أو الإزعاج. لطالما أراد أحد الاطفال ان يعرف ما "يمكن أن يحصل" إذا رمى طابة التنس باتجاه المنزل. انتظر حتى غاب والداه عن المنزل ليقول للفتاة التي تهتم به إن "والدته تدعه يفعل هذا." ولشدة ما أصر وما بدا واثقاً تركته يفعل ما يشاء. وفي وقت لاحق من ذاك اليوم، عادت الوالدة إلى المنزل لتجد نافذة باب المرآب مهشّمة وقطع الزجاج متناثرة على الدرب المؤدي إلى المنزل. قالت والدته: "أفترض أنه أصبح يعرف الآن ما يمكن أن يحصل إذا رمى الطابة باتجاه المنزل. لكنه لطالما عرف على الأرجح أن هذا ما سيحصل." ما فعله الطفل هو أنه استخدم الكذب ليحصل على ما أراده فيما احتفظ في ذهنه بإمكانية أن يلقي اللوم على جليسة الأطفال لأنها سمحت له بذلك. هل هناك كذب لأجل الكذب؟! وثمة أولاد يكذبون لمجرد الكذب من دون أن يكون لديهم ما يكسبونه.  على سبيل المثال حين أصر الطفل على أن 2+2=5 فقد فعل هذا لأنه يستطيع أن يفعل هذا وكما توقّعت الأم تماماً ليرى ما يمكن أن يحصل. تشير بعض الدراسات إلى أن الأولاد الذين يتمتعون بقدرات إدراكية أفضل من سواهم يميلون إلى الكذب أكثر بما أن الكذب يتطلّب أن تبقى الحقيقة حاضرة في الذهن ومن ثم تحريف المعلومات والتلاعب بها. وتتطلب القدرة على الكذب بنجاح، المزيد من التفكير وتشغيل الذهن، وهو ما لم يكتسبه الطفل بعد لكن أمه تعتقد أنه يسير في هذا الاتجاه. وقد تم الربط بين البراعة في الكذب والمهارات الاجتماعية الجيدة في مرحلة لاحقة أيّ في سن المراهقة. كيف نتصرّف؟ ما ذكرناه لا يعني أن مثل هذا الكذب أو أيّ كذب يلجأ إليه الطفل يجب أن يمرّ مرور الكرام. فمن المهم أن نربي الولد على قيّم النزاهة والصدق وأن نحول دون أن يصبح الكذب متكرراً ودائماً أيّ أن نحول دون وصول الطفل إلى مرحلة يصبح معها الكذب مزعجاً ومصدر متاعب. تقضي أول خطوة في اكتشاف كيفية معالجة الكذبة باكتشاف السبب الذي يدفع الطفل إلى الكذب. هل يحاول الطفل تحاشي مشكلة؟ أن ينقذ ماء وجهه؟ هل هو كبير بما يكفي ليفهم أن الكذب خطأ؟ فالطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات الذي لم تمسكي به متلبساً وهو يرسم على الجدار يعلم أن الرسم على الجدار خطأ لكن لعله لا يدرك أن الكذب بهذا الشأن خطأ. وفي مثل هذه الحالة، يفضّل أن تعلّميه قيمة الأشياء بدلاً من أن تهدديه بالعقاب. أشيري بلطف إلى أنك تعتقدين أنه يعرف أكثر مما يقول ثم اشكريه وهنئيه إذا ما أفصح عن الحقيقة. يمكن لهذا أن يشجّعه على قول الحقيقة في المستقبل. وما عليك فعله أكثر هو ألا تهيئي الطفل والولد كي يكذب. إذا كنت تعلمين أن الطفل أراق الحليب على سجادة غرفة الجلوس لأنك رأيت ما حدث فلا تسأليه إذا ما أراق الحليب على السجادة بل لماذا حصل هذا. إذا علمت أن ابنك البالغ من العمر ست عشرة سنة يدخّن لأنك وجدت سجائر في السيارة فلا تسأليه إن كان يدخّن بل اسأليه متى بدأ يدخّن. في كافة الحالات، عبّري عن عدم رضاك عند الحديث مع الأولاد عن الكذب. كوني واضحة ومباشرة في كلامك معهم وقولي لهم إنّ الكذب خطأ واشرحي لهم السبب. أوضحي لهم أن الكذب يقوّض الثقة، وأنهم كلما كذبوا أكثر كلما أصبح من الصعب تصديقهم حين يقولون الحقيقة. حددي نتائج الكذب والتزمي بها. كلما نجا الولد بفعلته عندما يكذب كلما استمر في الكذب. حاولي أن تستبقي الأمور: إذا شعرت بأنه سيلجأ إلى الكذب، قولي "سأسرّ عندما تقول لي الحقيقة." وتذكري أن الكذب يختلف عن الاحتفاظ بالأمور للذات وعدم مشاركتها مع الاخرين. ويصحّ هذا بشكل خاص فيما الأولاد يقتربون من سن المراهقة، حيث يكره الولد أن يشاركك المعلومات، من دون أن يكذب حكماً. اسمحي لهم أن ينموا حسّ الاستقلالية لديهم ما يعني أنّ عليك أن تقاومي الحاجة إلى معرفة كل ما يدور من حولك، واعلمي أن الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرار ستقلل من إمكانية أن يكذبوا عليك في الأمور الهامة فعلاً. ولعل الأهم بالنسبة إلى الأولاد من كافة الأعمار هو تشجعيهم على قول الحقيقة عبر اعطاء المثل الصحيح والتصرّف كقدوة. فمعظم الراشدين يكذبون "كذباً أبيض غير مؤذٍ" طيلة النهار، وعلى مسمع الأولاد. لعلك كذبت بشأن عمر الولد لتحصلي على حسم على سعر البطاقة لحضور مباراة كرة القدم أو قلت لمن يتصل بك إنك لا تستطيعين الحديث لأنك على وشك الخروج في حين أنك تستعدين للجلوس لمشاهدة فيلم. تذكّري دوماً أن الأولاد، لاسيما أولئك الذين لم يتجاوزوا العاشرة، لا يميّزون غالباً بين الكذبة الكبيرة والكذبة الصغيرة. هم يسمعون الكذب ويعرفون ما يحصل. والكذب سلوك نتعلّمه لكنه قابل للتغيير. وكلما سمعوا الكذب أكثر، كلما اعتقدوا أنه جزء طبيعي من السلوك والعكس بالعكس. وهذا يعني أن الحقيقة الكبرى هي أنّ تربية الأطفال الصادقين تبدأ بك ومعك.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكذب الأولاد لماذا يكذب الأولاد



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكذب الأولاد لماذا يكذب الأولاد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon