نابلس ـ معا
منحت جامعة النجاح الوطنية شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية للمناضل بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس الأسبق عرفانا منها وتقديراً لدوره المتميز في مسيرة النضال الوطني، ولمواقفه الوطنية والسياسية ودوره البارز في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية، وترسيخ وجود منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا في انتخابات بلدية نابلس التي جرت عام 1976.
جاء ذلك في احتفال رسمي وشعبي حاشد جرى في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في الجامعة، بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، ونائب رئيس مجلس الأمناء فاروق زعيتر، ورئيس الجامعة، رامي حمد الله، وعدد من الوزراء والمحافظين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين، ووفد من الجولان السوري المحتل، وحشد كبير من المواطنين وأسرة المناضل.
وعبر زعيتر عن سعادته لتنظيم هذا الحفل الذي من خلاله تم تكريم المناضل الشكعة، الشخصية القومية المتسلحة بمبادئ العروبة وحب الوطن، كان ملتزماً بأفكاره التي آمن بها، وملتزماً بمواقفه الوطنية الصلبة، اختارته مدينة نابلس ليكون رئيسا لبلديتها في أحلك الأوقات وأصعبها، فتحمل المسؤولية عن قدرة واقتدار، حاول الاحتلال احتواءه بكل الوسائل والطرق، ولكنه رفض الاحتواء، ورفض الترويض، وظل متمسكاً بمنظمة التحرير الفلسطينية مثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، فكانت النتيجة التي دفع استحقاقها، محاولة الاغتيال البشعة التي هزت مشاعر شعبنا كله، وفقد الأخ المناضل ساقيه قرباناً للوطن وفداء لمبادئه ومواقفه الصلبة والشجاعة واليوم عندما نجتمع في هذا المنبر العلي المنبر لتكريمة، فإننا نقدم له بعض الواجب الذي له في أعناقنا. وبعض الالتزام الأدبي الذي نراه واجباً علينا.
من جانبه وجه حمد الله التحية للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، كما وجه التحية والتقدير للقيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، وقال: 'إن جامعة النجاح وهي تكرم رجلاً من رجال فلسطين، فإنها تكرم فلسطين بأكملها، لأن أمة لا تكرم رجالها الذين أعطوا، وكانوا مخلصين في العطاء، لا يحق لها أن تعيش.
وأضاف، شكل أبو نضال حضوراً مميزاً ومؤثراً في الساحة الفلسطينية والعربية، فاستحق أن يكون أحد العناوين البارزة في مسيرة شعبنا ونضاله، لم يتراجع عن مبادئه وأفكاره التي آمن بها، ولم يستسلم أمام ضغوطات الاحتلال وتهديداته، كانت منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد في قاموسه السياسي، وعندما نجح في الانتخابات البلدية، أراد تأكيد هذه الشرعية مقابل محاولات الاحتلال إلغاء شرعية المنظمة، وتحويلها إلى شرعية الاحتلال.
وشكر خالد في كلمة باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جامعة النجاح الوطنية على هذه اللفتة الكريمة بتكريم مناضل وطني يحتل موقع متقدم في تاريخ النضال الفلسطيني، وقال: إننا نعترف اليوم جميعا بمواقف هذا الرجل الذي تكرمه جامعة النجاح الوطنية كرمز من رموز النضال الوطني.
وتحدث عن مراحل حياة الشكعة النضالية وما عاناه جراء سياسة الاحتلال، وأضاف، لقد عاش مآسي شعبنا وكان صمام الأمان الوطني الذي يسترشد بها المناضلون في الوطن وخارجه، مشيرا إلى أنه دافع عن مصالح شعبه ووقف في وجه الإستيطان الذي اعتبره عدوه الرئيسي في معركته الوطنية، ودافع عن منظمة التحرير الفلسطينية، ودعا إلى إصلاح البيت الفلسطيني دوما، كما تحدث عن محاولة اغتياله في بداية العام 1980.
وألقى إبراهيم الدقاق كلمة أصدقاء الشكعة قال فيها: 'كان اسما من الأسماء الوطنية المتداولة في الأوساط الوطنية، كان كأي وطني آخر له دور في النضال الوطني؛ كان كغيره من الوطنيين، لم نتقابل في الجبهة الوطنية الفلسطينية، لكن روحه كانت مع المجموع، كانت مع الجبهة الوطنية'.
وأضاف عندما تسلم رئاسة بلدية نابلس، حول البلدية لخدمة أهلها، كما حولها إلى قاعدة للحركة الوطنية الفلسطينية، وعندما قامت لجنة التوجيه الوطني، تصدرها وكان في المقدمة، لم تتكتم لجنة التوجيه الوطني ولم تنطو على نفسها، بل كانت أبوابها مشرعة أمام الجميع، فشاركت في جميع المناسبات الوطنية.
إلى ذلك تحدث رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، عن مواقف الشكعة البطولية في أصعب المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقال: 'ساهم بسام ورفاقه في الحفاظ عن منظمة التحرير الفلسطينية وخاضوا انتخابات 1976 ليثبتوا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني'.
وأثنى الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي من المغرب خالد السفياني، على تاريخ ونضال وحياة هذا المناضل الذي كرس حياته لحب فلسطين حتى تعرض لمحاولة اغتيال أفقدته ساقية وبقي رغم ذلك يقدم ويناضل من أجل فلسطين، وشكر القائمين على هذا الحفل وتمنى لو باستطاعته أن يكون بين شعب فلسطين يكروم المناضل الكبير.
وألقى الشيخ قاسم محمد الصفدي كلمة الأهل في الجولان السوري المحتل، تحدث فيها عن مسيرة بسام الشكعة النضالية، الذي وقف في وجه كل المحاولات التي كانت تهدف إلى طمس تاريخ القضية الفلسطينية، وشكر الجامعة على اهتمامها بتكريم المناضلين.
وفي كلمة العائلة شكر نضال نجل بسام الشكعة، الجامعة على مبادرتها التي كان لها الأثر الكبير في نفس والده والعائلة، وشكر اللجنة التحضيرية التي أعدت لهذا الحفل الكبير والمميز.
وتم تأليف أغنية خاصة بهذه المناسبة من شعر الدكتور مأمون مباركة، المحاضر في قسم اللغة العربية في الجامعة قدمها الفنان ابن الجامعة ناصر الأسمر، وشاركه فيها عمار قضماني من كلية الفنون الجملية في الجامعة، وبعد ذلك عُرض فيلم وثائقي يحكي قصة حياة الرجل منذ بداياته إلى اليوم.
وفي النهاية منح زعيتر وحمد الله شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية للدكتور بسام أحمد الشكعة.
أرسل تعليقك