دبي ـ وكالات
التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، حتماً من المشاريع الضخمة التي يشهدها اقتصاد المعرفة في خطوات تسبق المستقبل، فهناك حرم جامعي إلكتروني وبيئة تعلم افتراضية متكاملة العناصر أساسها الطالب والمعلم وثالثهما التقنيات التي تعد محور العلاقة، وقاعات دراسية إلكترونية ونقاشات عن بعد، تجمع بين أصحابها من أماكن ودول مختلفة عبر شاشات صغيرة.. هكذا هو إيقاع التعليم في جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، التي وفرت للدارسين فيها آلية تعلم ذكية ترتكز على توظيف التكنولوجيا في قالب تعليمي جديد، إذ قدمت خيارات مرنة للراغبين في الدراسة، فنجحت في استقطاب الموظفين، ومنحت الدارسين فيها آفاقاً جديدة ومصادر تعلم تواكب المستقبل مثل المكتبة الإلكترونية ودار نشر تضم تحت مظلتها سلسلة متنوعة من الكتب، وفي هذا السياق، نتعرف بعمق أكبر على ملامح التعليم الإلكتروني، لنكشف عن ماهيته وخصائصه التي جعلته محل اهتمام منقطع النظير.
تجربة جديدة ورائدة، خاضها عبدالله الكمدة رئيس مجلس الطلاب في الجامعة، إذ عبر عن ارتياحه التام عن مرونة الدراسة في جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية كونه يعمل طياراً، بعد تجربة له في إحدى الجامعات التي واجه صعوبة في الحضور إلى الجامعة فيها نسبة إلى طبيعة عمله التي تتطلب السفر والترحال كثيراً، وبعد أن شعر بانسيابية التعليم الإلكتروني وتوافقه مع إيقاع عمله، قرر الاستمرار في الدراسة حتى يحصل على البكالوريوس رغم تخطيطه المسبق للحصول على شهادة الدبلوم، ووفر له التعليم الإلكتروني فرصة لحضور المحاضرات عن بعد عبر الإنترنت، إذ يفتح جهاز المحمول الخاص به بعد انتهائه من الرحلة مباشرة في أي دولة، ويكتفي بالحضور فعلياً إلى الجامعة مرة واحدة أو مرتين أسبوعياً.
وحفز التعليم الإلكتروني في الجامعة، الطالب منصور البلوشي نحو استخدام المكتبة الإلكترونية في الجامعة، التي يعتبرها مصدراً هاماً لتغذيته بالمعلومات أثناء كتابة البحوث الجامعية، ولكن نمط التعليم الإلكتروني كما أشار استفزه نحو البحث في دهاليز المكتبة الإلكترونية للحصول على معلومات مساندة في كل مساق يأخذه، ما يساعد على توسيع ذائقته العلمية والأدبية في القراءة ويزيد من مهارات القراءة المفقودة في زحام العولمة، واللجوء إليها في جميع الأوقات وعدم حكر التصفح أثناء تسليم البحوث والتقارير المكتوبة.
وشاطره الرأي الطاب محمد ياسين، الذي كشف عن أهم الخصائص التي تتميز بها المكتبة الإلكترونية، منها: سهولة البحث عن المضمون وإن تشابهت العناوين في الكتب المراد البحث عنها، وإمكانية قراءة الموضوع واستعارة الكتاب من قبل الكثير من الأفراد في وقت واحد، وإتاحتها فرصة الاستعارة في جميع الأوقات، إلى جانب توفيرها الجهد على الباحث واختصارها وقت الذهاب إلى المكتبة شخصياً، مشيراً إلى أنه لا يمكن التخلي عن قراءة الكتاب المطبوع مهما تطورت آليات التعلم والقراءة.
في السياق ذاته، أكد الطالب سلطان الكعبي أن ثمة مواد علمية تحتاج إلى التعامل مع الكتب المطبوعة، وأضاف إن التعليم الإلكتروني والانتقال إلى الممارسات الذكية، ساهم في اختصار الوقت والجهد على الدراسين، من خلال طباعة الرسائل الرسمية عن بعد والتوقيع الإلكتروني، إضافة إلى توفير الجامعة محفظة إلكترونية يمكن اقتطاع الرسوم منها دون الحاجة إلى الحضور، فضلاً عن النقلة المعرفية المتمثلة في الانتقال من تلقي المعلومة إلى البحث عنها، مما أعاد صياغة العلاقة وعززها نحو القراءة، فالمعلومة في التعليم الإلكتروني لا تأتي على طبق من ذهب وإنما يجب على الطالب البحث عنها من مصادر مختلفة مثل المكتبة والإنترنت.
حالة شاذة قدمتها مها سالم، سيدة منزل، عندما انخرطت في الدراسة بعد توقف عن التعليم امتد طويلاً منذ إنهاء الثانوية العامة، وقطعت على نفسها عهداً في حصد ثمار أعلى من التعليم رغم الصعوبة التي شعرت بها في البداية نتيجة انقطاعها عن التعليم، واعتماد الجامعة وارتكازها على التعليم الإلكتروني، إلى جانب ضعف مستوى اللغة الإنجليزية لديها، إذ طلبت من معلم المادة حيناً شرح المحاضرة باللغة العربية، مبدية إعجابها بالخطوات التي تمضي إليها الجامعة في ما يتعلق بتعريب المساقات ونحو ذلك من الخطط الرامية إلى توسيع نطاق استخدام اللغة العربية، لاسيما وأن بعض المواد تعتبر أقوى فهماً إذا ما استخدمنا لغتنا الأم، منوهة إلى أنه تبقى هناك مشكلة في ترجمة بعض المصطلحات الأجنبية أو تعريبها، فضلاً عن عدم توفر المراجع باللغة العربية لبعض المواد المدروسة باللغة الإنجليزية.
أما مريم الكعبي، أثنت على المبادرة التي أطلقتها الجامعة وهي "التعليم الإلكتروني للمجتمع" عن طريق الفيسبوك، إذ تقدم دورات تدريبية في الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية وخلافها للدارسين بأسعار متواضعة، وتستهدف الوصول إلى نحو مليونين ونصف المليون فرد من الدارسين غير المنتظمين من مختلف الجنسيات والفئات العمرية في العالم العربي، وانضمت من جهتها إلى فريق يساند الجامعة في مهمتها يتشكل من ستة أعضاء، موضحة أن هذه المبادرات تساند التوجهات نحو الانتقال إلى الحكومة الذكية، وتنهض بالجهود المختلفة لبناء شبكة تعليمية إلكترونية حديثة تربط بين الجامعات والمدارس.
واتفق معها الطالب صالح البنا، الذي أكد أن التعليم الإلكتروني مفهوم مختلف للدراسة، فيه الكثير من الخصائص التي تجعله محور اهتمام الجميع، ولعل أبرز ما يتمتع به هذا التعليم هو القدرة على إعادة الاستماع إلى شرح المحاضرة، إذ يتم تسجيل جميع المحاضرات، وعبر لقاء مباشر بين المحاضر والدارسين على الشاشة الذكية، يمكن طرح أي سؤال أو المداخلة مثل ما يكون في التعليم التقليدي في الجامعات الأخرى، مفيداً أن هذه الخصائص جميعها لا تقلل من حجم المسؤولية لدى المتلقي، وإنما يجب أن يكون الدارس على قدر عال من التركيز.
ولم تكن "الصيغة الإلكترونية" على حد تعبير الطالب عمر الحميري حكراً على التعليم فقط، وإنما امتدت لتشمل الأنشطة التي تقيمها الجامعة والألعاب، باستخدام التقنيات في جميع المسارات، ومن المخطط أن يقيم الطلبة قريباً دوري كرة قدم إلكتروني مثل ما يحدث في واقع الألعاب الإلكترونية العالمية.
تستخدم الطالبة دانة إسماعيل، موقع اليوتيوب في فهم بعض المساقات أو الدروس التي يتناولها المحاضر والحصول على شرح تفصيلي، كما يتبنى النظام الجامعي الإلكتروني منهجية أثارت إعجابها تعتمد على الشفافية بين الطالب والمحاضر، إذ تظهر درجة الغش في كتابة البحث أو المادة عند تسليم الدكتور
أرسل تعليقك