توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور

القاهرة - أ ش أ

فصول مكتظة، مناهج قديمة ومبان متهالكة: في مصر تلجأ العائلات الميسورة والمتوسطة الحال الى المدارس الخاصة هربا من تدني مستوى التعليم الحكومي الذي يعانى منذ عقود من اهمال الحكومات المتعاقبة. وفي مدرسة جابر الصباح الابتدائية الحكومية جنوب القاهرة، يتكدس اكثر من تسعين طالبا في كل من فصولها الدراسية صغيرة الحجم التي لا تستوعب اكثر من اربعين تلميذا كحد اقصى. ويجلس أكثر من خمسة تلاميذ على مقعد من المفترض ان يسع ثلاثة بالكاد. ويأسف حنا احمد وهو مدرس رياضيات في احدى المدارس الحكومية لانه "لا يستطيع ان يعطي الاهتمام اللازم لكل تلميذ بسبب كثرة عددهم في الفصل الواحد"،ويضيف بـأسى "اننا نعمل في طروف بالغة الصعوبة". وبسبب هذه الاوضاع احتلت مصر المرتبة الأخيرة في تقرير التنافسية العالمية للتعليم الأساسي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام، وهو ما اعتبره مسؤولون حكوميون أمرا مجحفا رغم اعترافهم بعدم رضاهم عن سوء مستوى التعليم المقدم والذي برروه بضعف الإمكانيات. ووضع التقرير مصر في المركز ال 148 والأخير. وعقب صدور التقرير، اقر وزير التعليم المصري محمود ابو النصر ان هناك "حالة عدم رضا مجتمعي من سوء مستوى التعليم في مصر". لكنه قال في مقابلة مع فرانس برس ان "هدفا من الاهداف الرئيسية للحكومة الانتقالية هو الاهتمام بالتعليم"، واضاف "هناك خطة استراتيجية لتطوير التعليم هدفها اساسا جودة التعليم". وكان التعليم المجاني من الابتدائي الى الجامعة العمود الفقري لاشتراكية الرئيس جمال عبد الناصر في خمسينات وستينات القرن الماضي ما اثار الامل في ارتقاء السلم الاجتماعي لدى اولئك الذين لم يكن بمقدورهم سداد مصروفات تعليم ابنائهم. غير انه على مر السنين عانى التعليم من مشكلتين رئيستين تزايدتا ترسخا في البلاد: البيروقراطية والفساد. واصبح النظام التعليمي ضحية القرارات المركزية والمناهج القديمة المتخلفة اضافة الى تدني مستوى تأهيل المعلمين وضعف رواتبهم. واصبح التلقين والحفظ عن ظهر قلب هو القاعدة الاساسية بدلا من التفكير النقدي ونسبة النجاح في الامتحانات تحددها الحكومة ولا تأتي تعبيرا عن النسبة الحقيقة للنجاح، بحسب المعلمين. وتقول حنان عطا وهي أم لطالبين في المرحلة الثانوية في مدرسة حكومية "عندما بدأت تعليم أبنائي قبل عشر سنوات كان مستوى التعليم الحكومي أفضل. أما الآن فالوضع سيء جدا، أحاول تعويض الفارق بالدروس الخصوصية". وتؤكد عطا انها تنفق الفي جنيه مصري شهريا (قرابة 290 دولار) على الدروس الخصوصية في مختلف المواد الدراية وتشدد على انه "عبء هائل على ميزانية المنزل ولكن ليس لدى خيار فانا اريد لابنائي ان يتعلموا". ويضطر المدرسون الى تعويض ضعف رواتبهم من خلال الدروس الخصوصية ما يفقدهم الحافز والهمة للعمل في مدارسهم. وبفعل هذه العوامل مجتمعة تضاعف عدد المدارس الخاصة وتلك التي تدرس المناهج الدولية خلال العقود الثلاثة لحكم حسني مبارك ما ادى الى تعميق الفجوة بين الميسورين والفقراء في مصر في مجال التعليم وبالتالي في فرص العمل. وتنفق الاسر المصرية 16,7% من اجمالي انفاقها السنوي على التعليم، وتشكل الدروس الخصوصية 42% من اجمالي انفاق الاسر المصرية على التعليم. وتخصص مصر للتعليم 82.5 مليار جنيه (نحو 11,9 مليار دولار) من ميزانيتها البالغة 364 مليار جنيه (نحو 52,7 مليار دولار) ما يمثل 11,9% من حجم مصروفات الموازنة العامة او 4% من اجمالي الناتج الداخلي، وفقا للميزانية العامة لعام 2013/2014. واوضح الباحث الاقتصادي محمود كمال لفرانس برس "أن الميزانية المخصصة للتعليم اقل من المخصصات المالية لشئون الدفاع والأمن والأموال المخصصة لدعم الطاقة". ويعتقد الخبراء ان المشكلة اعمق بكثير من مجرد نقص الامكانيات. ويقول الخبير كمال مغيث لفرانس برس ان مشاكل التعليم المصري تكمن في كونه "تعليما رخيصا ومرتبطا بالدولة وان الدولة لا تريد ان يتعلم احد التفكير والابداع والانتقاد". ويضيف ان النظام التعليمي يكتفي بالحد الادنى اي "مدرس وتلميذ وكتاب" ولا يولى اهتماما لاساليب التدرس. ويتابع "مستحيل ان تطلب من مدرس ان يكون مهنيا بينما راتبه لا يتجاوز 100 دولار شهريا فهذا المبلغ لا يكفي للعيش". وبات النظام التعليمي اكثر قدما وتخلفا عن العصر خصوصا مع استخدام المصريين الواسع لتكنولوجيا الهواتف النقالة والانترنت وهما اداتان لجأ اليهما الشباب المصري على نطاق واسع لتنظيم تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير 2011. وقالت داليا هاشم وهي ام لتلميذين يدرسان في مدارس خاصة "الجيل الحالي هو جيل الهاتف النقال والانترنت والاي باد وهو مطلع على ما يجري في العالم اكثر بكثير مما كنا نحن في مثل عمرهم". اما خارج العاصمة فالوضع أسوأ. وقال هشام محمد وهو مدرس رياضيات في محافظة دمياط (شمال الدلتا) "بعض الكتب لم تصل إلينا رغم أننا في منتصف العام الدراسي"، وتساءل "كيف اشرح للطلاب منهجا دراسيا في غياب الكتاب المدرسي؟". واكد وزير التعليم انه تقرر ان يكون هناك نوعين من المدارس الحكومية الاول مجاني والاخر بمصروفات بسيطة. واضاف "سيظل هذا التعليم متاحا امام غالبية المصريين لان المصروفات ستتناسب مع مستوى دخولهم والفارق سيكون في الامكانيات المتاحة". لكن مغيث يعتبر ان الامر يحتاج تغييرا اكبر بكثير ويؤكد ان "الوضع لن يتحسن الا عندما تكون هناك ارادة سياسية لتحسين التعليم وفي هذه الحالة سيأتي تباعا كل ما يلزم سواء الموارد المالية او البشرية او الامكانيات والتجهيزات".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور مستوى التعليم في مصر لا يرضى القائمون عليه قبل اولياء الامور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon