توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة

طرابلس ـ أ.ف.ب

تجهش التلميذة السورية ريهام عثمان بالبكاء وهي تقدم امتحان الشهادة الثانوية اللبنانية في صف بإحدى مدارس مدينة طرابلس في شمال لبنان. تدرك هذه النازحة ان النتيجة التي ستحصل عليها قد لا تحظى باعتراف رسمي، ما يقضي على حلمها بأن تصبح صحافية. ريهام واحدة من 600 تلميذ وتلميذة سوريين نازحين الى لبنان غالبيتهم من محافظة حمص وسط سوريا، انهوا اليوم الثلاثاء تقديم امتحانات الشهادة الرسمية وفق المنهج اللبناني الذي درسوه خلال العام الدراسي 2012-2013 بمبادرة من جمعية اسلامية. الا ان هذه الامتحانات تجرى من دون اعتراف من السلطات التربوية اللبنانية، اذ ان الغالبية العظمى من التلامذة السوريين الذين نزحوا جراء العنف في بلادهم، لا يحملون افادات مدرسية او اوراق تثبت نجاحهم، بما يؤهلهم لاجراء الامتحانات بشكل رسمي. ويقول زكريا صباغ، المشرف على تعليم التلامذة السوريين في جمعية التربية الاسلامية، ان الجمعية التابعة للجماعة الاسلامية "حاولت كثيرا مع وزارة التربية اللبنانية لكي يتم السماح للطلاب السوريين بتقديم الامتحانات والحصول على شهادات رسمية، لكن شروط الوزارة تتطلب ان يكون الطالب حاصلا على شهادة من مدرسته او بلده مصدقة". ويوضح ان لجنة فاحصة "ستقوم بتصحيح الامتحانات" التي أجريت في مدرستين احداهما في مدينة طرابلس والثانية في عكار (شمال)، وسوف نرفعها الى الائتلاف السوري (المعارض) الذي وعد بدوره بتقديمها الى جامعة الدول العربية لكي يتم الاعتراف بنتائجها". ويتابع "نأمل ان يحصل ذلك، وان كنا غير متفائلين كثيرا بأن نحصل على الدعم المطلوب لانجاح مهمتنا". في قاعة الامتحان، تحاول ريهام (19 عاما) الا تدع غموض مستقبلها يؤثر على أدائها. وتقول "انا لست مطمئنة لمستقبلي، واعرف انني عندما انتهي من هنا لن أجد جامعة تقبل بي، وبالتالي ضاع عليّ مستقبلي وحلمي بأن اكون صحافية"، قبل ان تجهش بالبكاء. كما يدفع ريهام الى التوتر عدم التأقلم مع المنهج الدراسي اللبناني واستخدام اللغات الاجنبية لا سيما في المواد العلمية، في حين ان اللغة الرسمية للتدريس في سورية هي العربية. ويقول صباغ "هناك 600 طالب وطالبة اخضعوا للامتحانات وفق المنهج اللبناني، حيث جرى تدريسهم اياه بعدما جرى تحويل بعض المواد من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية ليتسنى للطالب السوري التأقلم مع التغير الحاصل". وتقول ام طارق، وهي مشرفة سورية على التلامذة خلال تقديم الامتحانات، "نحاول قدر المستطاع ان نكون الى جانب الطلاب حتى لا يشعروا بالفارق بين لبنان وسورية، وحتى نستطيع ان نساعدهم ضمن المتاح لكي يتمكنوا من اجراء الامتحانات". تضيف وهي تتنقل بين التلميذات اللواتي يجرين الامتحان في قاعة منفصلة عن الفتيان، ان هناك "صعوبات تواجه الطلاب لها علاقة بموضوع اللغة، ونأمل في ان يتخطوها". والى الصعوبات التعلمية، يعاني التلامذة الممتحنون كذلك من الاثر الذين تركه في نفوسهم النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وادى الى مقتل اكثر من 93 الف شخص وتهجير اكثر من مليون ونصف مليون شخص، بحسب الامم المتحدة. ولجأ نحو 530 الف سوري الى لبنان منذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، يتوزعون بغالبيتهم في الشمال والبقاع (شرق)، اكثر من نصفهم ما دون الثامنة عشر من العمر. وتتحدث ام طارق التي رفضت كشف كامل هويتها عن "مشاكل نفسية لدى بعض التلامذة، وخصوصا ممن فقدوا عائلاتهم او خرجوا في ظروف صعبة من سورية بعدما دمرت منازلهم". في قاعة مجاورة داخل المدرسة في طرابلس، يجري الفتيان امتحان الشهادة الثانوية. ويقول عادل طيبان (16 عاما) والمتحدر من حماة (وسط) "تأقلمنا على النوم في غرف ضيقة وعلى الوقوف ساعات طويلة للحصول على مساعدات غذائية، وعلى خسارتنا لمنازلنا ووطننا، ولم يبق امامنا سوى الدراسة لنعوض على اهالينا ونخفف من معاناتهم". يضيف عادل "كل شيء صعب لدى الشخص بعيدا عن وطنه، والاصعب من ذلك هو اذا لم يعترف احد بشهاداتنا، او لم يعد من يقدم لنا مساعدات لكي نواصل تعلمينا، وهنا ستكون المصيبة الكبرى". في القاعة نفسها، يتحدث عمر الحداد (18 عاما) امام رفاقه المنصتين له "اكثرنا من حمص، ولكن كثيرين منا لا نعرف بعضنا، جمعتنا مصيبة النزوح واليوم الهم المشترك لمستقبلنا غير الواضح". بالنسبة لنور الطحلة البالغة من العمر 16 عاما، ما زال الوقت يسمح لها بانتظار تبدل الظروف في سوريا، هي التي تأمل في ان تصبح يوما ما طبيبة لتحقيق حلم شقيقها الذي قضى جراء اعمال العنف. وتقول "آمل في ان انجح وان استطيع ان اكمل دراستي، واتخرج من كلية الطب، لان هذا كان حلم شقيقي الذي قتل مع بداية الاحداث في سورية، واليوم والدتي تريدني ان اكون طبيبة لاحقق حلم شقيقي، ولكي اساعد ابناء بلدي". تضيف "امامنا ثلاث سنوات حتى نتخرج ونتوجه الى الجامعات، واظن ان هذه الفترة كافية لمعرفة مصير سورية وعودتنا الى منازلنا هناك".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon