توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية

عمان ـ وكالات

تعترف الأربعينية أم صلاح أن كثرة الدلال أفسدت ابنتها، إذ أصبحت تعتمد على دلالها في كل شيء، "صارت ابنتي اتكالية، وأخشى أن لا تنجح في حياتها الزوجية والمستقبلية، فهي لا تتقن أبسط أبجديات أعمال المنزل". وتضيف، "تعتمد ابنتي، وهي فتاة جامعية، على عاملة المنزل في تجهيز ملابسها، وتنتظر ما تطبخه لها. بكل أسف أقول نحن نربي أبناءنا على الاعتماد علينا، وعلى الآخرين في كل شيء، ولذلك ينشأ جيل لا يعرف كيف يخدم نفسه". وتؤكد أم صلاح أن المسؤولية وتحملها يحتاجان إلى تربية، وتعويد منذ الصغر. فقد رأت النتائج الإيجابية التي حصدتها شقيقتها الكبرى في تربية أبنائها الصحيحة، وانعكاسها على شخصياتهم المستقلة، فكل منهم لديه اهتمامات ومسؤوليات متعددة تشغله. لا شك أن الدلال الزائد للطفل، بزيادة جرعات الاهتمام المفرط، والرعاية الزائدة عن الحد المعقول، والامتثال لجميع طلبات ورغبات الطفل، مهما كانت صعوبتها، وفي أي وقت كان، كل ذلك يولد لديه الكثير من الخصال السيئة والضارة، كالاعتماد على الأبوين في كل شيء، وفي ذلك إضعاف لجانب تحمل الطفل لمسؤوليته، لأن جميع طلباته مجابة. لذا فإن تجاهل زرع الثقة والشعور بالمسؤولية في نفوس أبنائنا في بداية حياتهم، قد يوجد شبابا يعتمدون على الآخرين في أبسط احتياجاتهم، وهنا تتطلب الضرورة تعويدهم وهم في مقتبل العمر، على المشاركة في إدارة شؤونهم، وشؤون أسرهم، ليقوى لديهم الشعور بالانتماء الذي يجعلهم يميلون نحو العمل والإنتاجية. في هذا الشأن يعبر جابر عطيات (46 عاما) عن رأيه فيقول"يجب تعويد الأبناء منذ الصغر على تحمل المسؤولية قبل كل شيء، وهنا الوسطية مطلوبة، بمعنى أن لا نحملهم فوق طاقتهم، وأن لا ندللهم بطريقة تجعلهم جيلا ضعيفا لا يهتم، ولا يحس بما يجري من حولهم". ويضيف، "نحن نوفر لأبنائنا كل شيء، الهاتف النقال واللاب توب، وكل جديد، وفي المقابل إذا غابت الأم عن المنزل لا تبالي الفتاة، ولا تتحرك لعمل أي شيء، مهما كانت الفوضى من حولها. ولا يفكر الابن في التطوع لشراء حاجيات المنزل. لذا فإن تربية الأطفال على تحمل المسؤولية هي التي تجعلهم أكثر فهما لظروف الحياة". يروي نائل عواد (38 عاما) تفاصيل خطئه وخطأ زوجته الفادح مع ابنهما، ويقول، "اعتدت وزوجتي على تلبية كل ما يطلبه ابننا الوحيد، على الرغم من أن دخلنا المادي في حدود المتوسط، حتى لا يشعر في يوم من الأيام أنه أقل من غيره". ويضيف نائل بمرارة "وكانت النتيجة أننا اليوم نجني ما اقترفناه في حق تربية ابننا الوحيد، إذ أصبحنا مجبرين على تلبية مطالبه، حتى لا يقاطعنا، ويمكث طوال الوقت في غرفته، أو برفقة أصدقائه، أو يتذمر من كل شيء حوله". يبين الاختصاصي النفسي، د. خليل أبو زناد "يفرط الأهل أحيانا في تدليل أبنائهم، وهذا الدلال نابع من حبهم له، أو بسبب انتظارهم طويلا لمجيئه، فهذا ما يدفعهم إلى تلبية كل طلباته على الفور، والحال أن هذا يضره كثيرا، لأنه لا يطور استقلاليته وإحساسه بالمسؤولية، ولا يبني عنده التعاطف مع الناس، وفهم مشاعر الآخرين". ويضيف "الدلال الزائد يوفر الهدوء للأهل، والسعادة الوقتية للطفل، ولكنه يؤذي الطفل والأهل على المدى البعيد، إذ يصبح هذا الطفل مع الوقت وحيدا ويشعر الأهل أنه غير سعيد من الناحية الاجتماعية، إذ يبتعد عنه أصحابه، وفي المستقبل سيصعب عليه التأقلم مع مطالب حياة العمل، ويتعذر عليه أن يبني العلاقات الاجتماعية الناجحة، القائمة أساسا على الاحترام المتبادل". وتبين الاختصاصية الأسرية والإرشاد التربوي، سناء أبو ليل، أن الدلال الزائد للأطفال من قبل الآباء يمثل إحدى المشكلات التي تواجه الأسر، لأن الدلال يجعل من الطفل شخصا غير مسؤول، يعتمد على غيره في تلبية مطالبه، فينزعج الأهل منه في الأخير، علما أن الدلال الزائد لا يختلف في آثاره السلبية عن القسوة الزائدة". وتضيف سناء "التدليل الزائد يفسد الطفل، حيث تسيطر عليه الأنانية وحب السيطرة على إخوته، ويظهر العنف في تصرفاته مع الآخرين، لإحساسه بالتميز عنهم، فضلا عن أنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه، أو مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها، فنراه ينسحب منها في الحال، وتتفاقم هذه الحالة مع الوقت لتؤثر عليه عندما يصبح زوجا وأبا وقدوة لأبنائه". وتنصح أبو ليل الأهل بألا يبالغوا في حماية أطفالهم وتدليلهم، لكنها توضح أنه مثلما الدلال مضر فالإهمال مضر أيضا، ولذلك على الآباء أن يعوا أنه عندما يمنعون عن طفلهم بعض حاجياته، فليس معنى ذلك حرمانه، بل تنشئته تنشئة صحيحة، حتى يخرج الطفل للمجتمع قادرا على مواجهة الحياة". وتقول في النهاية "الأصل في التربية الناجحة الاعتدال في كل شيء، لأن لعملية التنشئة الاجتماعية التي يمر بها الطفل حتى يصبح شابا يافعا، دورا في عملية البناء النفسي والذهني، وفي تحمل المسؤولية أمام الآخرين، مع إعطاء الحرية المسؤولة حقها في تربية الطفل، حتى يستطيع أن يصنع قراره بكامل الوعي والمسؤولية دون اللجوء إلى الآخرين".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon