القاهرة - مصر اليوم
تتمنى أى أم بالتأكيد أن يكون طفلها واثقا من نفسه وشجاعا ولكن فى الحقيقة فإن تلك الصفات لا تأتى للطفل بسهولة مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا يولد الطفل ومع مرور الوقت يكون أكثر خجلا وقلقا من الأطفال الآخرين.
على كل أم أن تعلم أن الشجاعة صفة يمكن لطفلها أن يكتسبها مع الوقت ويمكن تنميتها عنده. وبالتأكيد فإن الشجاعة صفة مهمة وعنصر أساسى فى المراحل المختلفة لنمو الطفل، فالطفل سيحتاج لأن يكون شجاعا عند اتخاذ العديد من القرارات المهمة حتى على مستوى الحياة اليومية وعلى مستوى العديد من نواحى الحياة المختلفة.
ويجب على كل أم أن تعمل على أن يدرك طفلها منذ الصغر أهمية أن يكون شجاعا وهو الأمر الذى سيساعده فى مراحل عديدة من حياته وفى مجموعة من المواقف الصعبة المختلفة فى حياته. علمى طفلك منذ الصغر كيف يكون مستقلا بذاته وكيف يعتمد على نفسه، وحاولى مثلا ألا تبالغى فى حمايته وهو صغير على أن تتركيه يجرب المشى بمفرده حتى لو كان لم يتعود على هذا الأمر بعد وكان لا يزال ضعيفا.
إذا وقع طفلك فاتركيه يحاول القيام بمفرده إلا إذا كانت إصابته صعبة أو كبيرة، واعلمى أن مثل هذا الأمر سيعلم الطفل عدم الخوف من الإقبال على أى مشكلة أو موقف صعب. علمى طفلك أيضا كيف يفرق بين الخطأ والصواب وقومى بتهنئته كلما أعاد غرضا لا يخصه لصاحبه وعندما يعتذر ويعترف أنه قد ارتكب خطأ ما مما سيجعل عند الطفل قاعدة أخلاقية قوية وسيجعله يقدم على فعل الصواب بغض النظر عن العقوبة أو المفاجأة.
لا يجب عليك أن تشجعى طفلك على خوض مغامرة أو تجربة جديدة وهو لا يريد خوضها، فهناك فرق بين تشجيع طفلك على الإقدام على كل ما هو جديد وإجباره على فعل أمر ما حتى لو كان الطفل يشعر بالخوف. واعلمى أن طفلك إذا أقدم على فعل أمر ما وهو خائف وفى نفس الوقت فشل فيه فإن هذا سيجعله لا يجرب أى أمر جديد. وعلى الصعيد الآخر، فإنك إذا تركت حرية الإقدام على أى تجربة جديدة لطفلك فإن الأمر سيكون أكثر متعة بالنسبة له.
تحدثى مع طفلك بطريقة إيجابية إذا كان يشعر بعدم الثقة بالنفس واجعليه يدرك ذلك وطمئنيه بأنك تتفهمين مشاعره وأنه آمن. لا تقولى لطفلك أبدا أنه جبان. يجب على كل أم أيضا أن تجعل طفلها يفهم أن كونه شجاعا لا يعنى أن يكون متهورا، فعلى الطفل أن يتعلم أن الشجاعة من الناحية الجسمانية يجب أن يصاحبها رجاحة العقل والحكمة. وعلى طفلك أن يدرك أيضا أن شجاعته لا تعنى التهاون فيما يخص الحفاظ على سلامته.
حاولى أن تحافظى على هدوئك لأن رؤية الطفل لملامح القلق على وجهك ستجعله يشعر بعدم الراحة. واعلمى ان الطفل إذا اختبر التوتر والقلق والإحباطات بكميات معقولة فإنه سيتعلم كيف يتعامل مع تلك المشاعر والتحديات. ناقشى طفلك وتحدثى معه بخصوص بعض المواقف التى قد تجعله يشعر بالخوف أو القلق وما هى السبل التى يمكنه من خلالها التغلب على خوفه هذا، ويمكنك أن تعطى طفلك أمثلة لأشخاص لديهم الشجاعة وكيف طوروا هذا الأمر عندهم.
احرصى على أن يعلم طفلك أنه من الطبيعى أن يفشل وأن العودة لمواصلة الطريق بعد الفشل هي خطوة شجاعة.
ويمكنك أن تعدى قائمة مع طفلك تضم الأشياء التى يخاف من فعلها لتحاولى معه التغلب على تلك الأمور. احرصى على أن تعلمى طفلك فى فترة المراهقة كيف يكون شجاعا عند اتخاذ القرارات المهمة فى حياته، ويجب عليك فى تلك المرحلة أن تساعدى طفلك وترشديه دون أى ضغوطات عندما يأتى الأمر لاتخاذ قرارات مهمة فى حياته.
أرسل تعليقك