توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات

المحيطات
القاهرة ـ مصر اليوم


في أحدث حلقة من سلسلة مقالاتها عن الظواهر البيئية والتطورات التقنية التي قد تؤدي إلى حدوث تغير عميق في أوضاع كوكبنا، تستكشف غايا فينس الأسباب الكامنة وراء ارتفاع منسوب مياه المحيطات، والعواقب التي قد تنجم عن ذلك، وتستعرض الجهود المبذولة للتكيف مع عالم ربما ستتبدل ملامحه في قادم الأيام على نحو كبير.

تخيل ماذا سيحدث إذا ما صار شاطئ البحر أقرب إليك مما هو عليه الآن. لا نتحدث هنا عن زحف محدود للشاطئ إلى الداخل وإنما عن وصوله – على نحو مزعج – إلى عتبات المنازل التي نقطن فيها، بل وربما أكثر.

فإذا كنت واحدا من عُشر سكان العالم ممن يقطنون المناطق الساحلية المنخفضة؛ فإن ثمة إمكانية لأن يصبح مشهد المحيط ومياهه مألوفا لناظريك أكثر من اللازم خلال العقود المقبلة.

فعلى مدى الأعوام الـ 150 الماضية، تراكم ما خلّفه النشاط البشري من غازات مُسببة للاحتباس الحراري، أو ما يُعرف بـ “غازات الدفيئة” في الغلاف الجوي، وهي غازات زادت من درجة حرارة الأرض، مما دفعنا جميعا إلى دخول حقبة مجهولة الملامح يسميها العلماء عصر “الأنثروبوسين”، أو (عصر الإنسان).

فخلال العقود القليلة الماضية، تراجعت مناسيب كل – أو غالبية – الأنهار الجليدية التي تجري في الجبال الواقعة بالمناطق المدارية على وجه الأرض، أو ربما ذابت تماما؛ بما في ذلك أنهار جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية، وجبال الهيمالايا في القارة الآسيوية، وجبال روينزوري بالقارة الأفريقية.

وتأخذ المياه، التي يخلّفها ذوبان هذه الأنهار، طريقها لتصب في نهاية المطاف في المحيطات. ويبلغ الارتفاع في منسوب هذه المحيطات على مستوى العالم 3.5 ميلليمتر سنويا في المتوسط، وهو ما يشكل تقريبا ضعف المعدل الذي كان سائدا خلال القرن العشرين.

وتتوقع دراسة نشرها الشهر الماضي علماء يعملون في معهد بوتسدام للدراسات المتعلقة بالمناخ أن يرتفع منسوب مياه البحر بواقع 2.3 متر تقريبا مع كل درجة حرارة سليزية تُضاف إلى متوسط درجات الحرارة على الأرض.

وخلال العقد الماضي، كان القدر الأكبر من ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات يُعزى إلى ما يُعرف بـ”التمدد الحراري”؛ فعند ارتفاع درجات الحرارة، تشغل المياه حيزا أكبر من الفراغ؛ نظراً لأن جزيئاتها تتحرك وتتنقل في هذه الحالة من مكان لمكان بشكل أكبر.

أما في الوقت الراهن، فقد أصبح ذوبان الأنهار الجليدية، لا التمدد الحراري، هو السبب الرئيسي في ارتفاع منسوب البحار والمحيطات.
مرحلة حرجة

وفي القطبين الشمالي والجنوبي، تجري مثل هذه التغيرات بوتيرة وقوة هائلتيّن على نحو لم تشهد له الأرض مثيلا منذ 10 ملايين سنة. وفي هذا السياق، تفيد الأرقام بأن وتيرة الاحترار – أو ارتفاع درجة الحرارة السطحية – التي يشهدها القطب الشمالي توازي – على الأقل – ضعف مثيلاتها في باقي أنحاء العالم.

ويشير أحد التقديرات إلى أنه إذا ما تراوح متوسط الزيادة في الاحترار العالمي في المستقبل ما بين درجتين وثلاث درجات سيليزية – على سبيل المثال – فإن ذلك سيعني أن احترار القطب الشمالي سيزيد بما يتراوح ما بين 6 و8 درجات سيليزية.

ويعود ذلك جزئيا إلى أن الرياح الساخنة القادمة من الجنوب، حاملة معها السخام وما يحتوي عليه من مواد ملوِثة، تتلاقى فوق هذه المنطقة. وتمتص جزيئات هذه المواد الملوِثة أشعة الشمس، وعندما تنعكس على الأسطح المتصلة بالجليد والثلوج تجعل لون هذه الأسطح أكثر قتامة، وتُسّرع عملية ذوبانها.

وفي الوقت الراهن، يمكن القول إن الأنهار الجليدية الموجودة في القطب الشمالي باتت كلها تقريبا آخذة في الانحسار. فالغطاء الجليدي بمنطقة غرينلاند؛ وهو ثاني أكبر غطاء جليدي من نوعه في العالم، يفقد 200 غيغا طن من الجليد سنويا، وهو ما يزيد أربع مرات عما كان الحال عليه قبل عقد واحد من الزمان.

وفي عام 2011، اكتشف الباحثون أن مساحة الصدوع في جزء واحد من أجزاء الغطاء الجليدي بغرينلاند زادت بنسبة 13 في المئة منذ عام 1985، وهو ما يزيد من وتيرة تدفق المياه الذائبة باتجاه البحار والمحيطات.

من جهة أخرى، فإن من شأن ذوبان ذاك الغطاء الجليدي بالكامل أن يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر على مستوى العالم بواقع 7 أمتار (23 قدما). وإذا ما حدث هذا، جنبا إلى جنب مع ذوبان الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي – وهو الغطاء الأكبر من نوعه على سطح الأرض – فإن ذلك سيؤدي بالقطع إلى حدوث تحولات على مستوى العالم بنسب ومعدلات هائلة على نحو أسطوري.

وبحسب ما يُعرف بنماذج المناخ، والموضوعة من قبل العلماء، فإنه من المتوقع أن تصل عملية ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمناطق الغربية بالقطب الجنوبي إلى مرحلة حرجة، تتسارع بعدها معدلات ذلك الذوبان من دون سابق إنذار.

ويرجع ذلك إلى أن المياه الذائبة تُسهل عمليات التفكك والتحلل التي تحدث في مثل هذه المناطق. إلى جانب ذلك، فإن المياه – التي تغطى الآن مساحة أكبر من تلك المناطق – ستمتص قدرا أكبر من حرارة الشمس، وذلك لكون لونها داكن بشكل أكبر من لون الجليد والثلوج، وهو ما يقود في نهاية المطاف إلى التسريع بشكل أكبر من وتيرة ذوبان الجليد.

وتتباين النماذج المناخية فيما بينها في المعدلات التي تتوقعها لارتفاع منسوب مياه البحر. فمجموعة جيمس هانسن العلمية العاملة في مختبر “غودارد سبيس فلايت سنتر” بوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) تتوقع أن يصل هذا الارتفاع على مستوى العالم إلى 7 أمتار بحلول عام 2100.

ولكن ثمة تقديرات أكثر تحفظا في هذا الإطار، كذاك الذي تتبناه مجموعة “ستيفان رامسدورف” التي تعمل في معهد بوتسدام الألماني. إذ تتوقع هذه المجموعة ألا يزيد ارتفاع منسوب مياه البحر عن 1.4 متر بحلول نهاية القرن الجاري.

لكن الارتفاع بهذا المعدل سيكون كافيا بدوره لغمر جزر منخفضة الارتفاع مثل المالديف، إلى جانب غمر العديد من المدن الكبرى في العالم. ومن جهته، يقول رامسدورف نفسه إنه لا يمكن استبعاد ارتفاع منسوب مياه البحار بواقع أمتار، لا سنتيميترات، إذا ما شهدت عمليات ذوبان المياه نقاط تحول فاصلة، لا يضعها النموذج المناخي الذي أعدته مجموعته البحثية في الحسبان.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات



GMT 00:41 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مدريد تفرض قيوداً على دخول سيارات لتحسين نوعية الهواء

GMT 00:37 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

«فولكسفاغن» تعمل على تخفيض تكلفة السيارات الكهربائية

GMT 17:30 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

«غوغل» تنشئ مركز بيانات «صديق للبيئة» في الدنمارك

GMT 21:06 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكويت تدشّن أول مركبة تعمل بالوقود الصلب في البلاد

GMT 12:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

اختبار ناجح لتقنية طيران جديدة من دون محركات

GMT 10:01 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلتر مبتكر جديد للأنف يحارب تلوث الهواء

GMT 02:52 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات تستبدل النفايات بالمال في تايوان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات التهديدات المتزايدة القادمة من المحيطات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon