واشنطن ـ وكالات
ظل سر امتلاك أسماك أبومنقار (الخرمان) والإلبوت التي تشبه الإنقليس عظاماً غريبة جدا ذات لون أخضر مائل إلى الزرقة، يختلف عن هياكل معظم الأسماك سراً يحير العلماء لفترة طويلة، لكن يمكن الآن التخلص من أساطير الماضي هذه واستبدالها بحقائق مجردة.
فقد كشف علماء التسمم الغذائي والكيمياء التحليلية في جامعة الطب البيطري في هانوفر السر وراء العظام الملونة بشكل غير طبيعي لأسماك أبومنقار والإلبوت.
ويظهر البحث الذي أجراه البروفيسور فالديمار تيرنيز وفريقه أن هذه الألوان تنتج عن صبغة بيليفيردين، وهو منتج ذو لون أخضر وأزرق ينشأ عن تحلل الهيموجلوبين. وقد كان يراود العلماء شكوك في أن البيليفيردين هو المسؤول عن تلون عظام أسماك أبومنقار والإلبوت بالإضافة إلى الصبغة خضراء اللون في قشر بيض طائر الإمو الأسترالي الذي يشبه النعامة. إلا أنه فقط بمساعدة منظار الطيف تمكن الباحثون أخيرا من إثبات وجود صبغ اللون في عينات من الأسماك.
كما دحض فريق من الكيميائيين فرضية متنافسة ثانية في هذا الصدد مفادها أن الفيفيانيت، معدن فوسفات الحديد، هو المسؤول عن ظاهرة التلوين هذه. وأوضح تيرينز أن "تركيز الحديد مقارنة مع أنواع الأسماك الأخرى كان أعلى إلى حد ما، لكنه غير كاف لأن يكون السبب في عملية التلوين". ولم يجر العلماء حتى الآن بحوثا عن السبب في أن أنواع أخرى من الأسماك ليس لديها أيضا عظام خضراء.
وبما أن صبغة البيليفيردين ليست سامة، فإن أسماك أبومنقار يمكن أن تظل تمثل طبقا غذائيا موسميا على قوائم المطاعم في البلدات والقرى الساحلية في جميع أنحاء أوروبا. وتستوطن أسماك أبومنقار، والتي تمتلك فماً مدبباً ولحوماً بيضاء لذيذة، في بحر الشمال وبحر البلطيق، وكذلك البحر الأبيض المتوسط وشمال الأطلسي.
أرسل تعليقك