تعهد اجتماع دولي ضم 30 دولة في برلين بتقديم منح قيمتها 9.3 مليار دولار لصالح صندوق المناخ بغية مساعدة الدول النامية في خفض انبعاثاتها الحرارية والاستعداد لتغير المناخ.
وبذلك يقترب الصندوق الأخضر للمناخ التابع للأمم المتحدة من هدف الحصول على نحو 10 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2014.
ويهدف الصندوق ومقره كوريا الجنوبية إلى مساعدة الدول في الاستثمار في الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الخضراء.
كما يهدف الصندوق إلى مساعدة تلك الدول المتضررة في بناء حواجز دفاعية تقاوم ارتفاع منسوب مياه البحار والرياح العاتية والفيضانات والجفاف.
وكانت الدول الغنية قد تعهدت في وقت سابق بحصول الدول النامية على 100 مليار دولار بحلول عام 2020 لمكافحة انبعاثات الكربون.
من جانبها تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 3 مليارات دولار، تليها اليابان التي تعهدت بتقديم 1.5 مليار دولار، في حين تعهدت بريطانيا وألمانيا وفرنسا بتقديم نحو مليار لكل منها، وتعهدت السويد بتقديم ما يزيد على 500 مليون دولار.
وتعهدت عدد من الدول بتقديم مبالغ أصغر من بينها سويسرا وكوريا الجنوبية وهولندا والدنمارك والنرويج والمكسيك ولوكسمبورج وجمهورية التشيك.
وبعد المشاركة في استضافة مؤتمر المانحين أشاد وزير البيئة الألماني غيرد مولر بالانجاز وقال إن الإنسانية عليها أن تكافح تغير المناخ حتى “لا تلقى مصير الديناصورات.”
ووصفت المديرة التنفيذية للصندوق هيلا شيخ روحو التعهدات بأنها “تغيير لقواعد اللعبة”، وقالت إن الأموال ستنفق بالتساوي على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف حدته، لاسيما في الدول الأكثر عرضة لذلك.
ويتضمن ذلك الدول الجذرية والدول الأفريقية الأشد فقرا.
“تجديد الثقة”
وتأتي المساهمة البريطانية من ميزانية بقيمة 3.87 مليار جنيه استرليني مخصصة في ميزانية الإغاثة 2011-2016 والتي تهدف إلى مساعدة الدول الفقيرة في الحصول على طاقة نظيفة والتكيف مع تغير المناخ.
ففي بنغلاديش على سبيل المثال، ستساعد الأموال البريطانية أولئك المشردين، الذين يعيشون على الضفاف الرملية المؤقتة والهشة التي ظهرت منذ سنوات وسط الأنهار، في بناء منازلهم على الأرض ومن ثم ستصبح أملاكهم في مأمن من خطر الفيضانات التي من المتوقع أن تزداد سوءا في ظل تغير المناخ.
ويتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لضغوط من معارضين يقولون إن بريطانيا عليها أن تنفق الأموال في المساعدة في مكافحة آثار الطقس الشديد داخليا.
واتفقت الدول على منح الصندوق تلك الأموال نظرا لأن الدول المتقدمة تسببت في أغلبية حدوث الاحترار العالمي حتى الآن، كما تبقى انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو لمدة 100 عام. وطلبت الدول الفقيرة المساعدة في التكيف مع تغير المناخ الذي لم يتسببوا في حدوثه.
ونظرا لأن انبعاث الغازات الحابسة للحرارة تعد مشكلة عالمية، اعترفت الدول الغنية بدرجة من المنفعة الذاتية في مساعدة الدول النامية على الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة.
وقالت شيخ روحو إن جمع ملايين الدولارات “جدد الثقة والحماس” قبل المحادثات الدولية المقررة في بيرو الشهر المقبل، وفي فرنسا العام المقبل، بشأن خفض انبعاثات الكربون على مستوى العالم.
شارك القصة حول المشاركة.
أرسل تعليقك