توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ

واشنطن ـ وكالات

بدأ العالم يتعامل بجدية مع قضية تغير المناخ، ويحدث هذا لسبب رئيس واحد، وهو: القيادة. كان هناك ترحيب كبير بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرا عن مجموعة واسعة من الإجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تغير المناخ. وسوف تعمل خطته، التي تعتمد بشكل كبير على إجراءات تنفيذية، على الحد من تلوث الكربون في الولايات المتحدة، وإعداد البلاد للتعامل مع العدد المتزايد من الأحداث المناخية الشديدة، وزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة ومساعدة الجهود الدولية على مكافحة تغير المناخ والسيطرة على الآثار الناجمة عنه. ويجب أن يُنظر إلى هذه الخطوات في سياق من التحرك المتزايد فيما يتعلق بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم، لأن الولايات المتحدة ما هي إلا طرف واحد من الأطراف المعنية بحل هذه المشكلة. لقد انضم أوباما إلى قادة بعض الدول الأكبر في انبعاثات الكربون - الصين والهند والاتحاد الأوروبي - في التعهد بالحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة. ومع ذلك، يتعين على القادة في جميع أنحاء العالم اقتراح المزيد من الحلول بعيدة المدى وتحقيق النتائج المرجوة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يستطيعون القيام بذلك؟ أعتقد أنه يمكنهم تحقيق ذلك، ولكن لم يعد أمامهم متسع من الوقت. إنهم يدركون جيدا أنه لا يوجد بديل عن أهداف وطنية طموحة للحد من الانبعاثات. واليوم، يقع عبء خفض الانبعاثات على عاتق عدد قليل من الاقتصادات الكبيرة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي. وتعد التحركات من جانب الولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تشهد أكبر انبعاثات، للحد من الانبعاثات الناتجة عن المصانع التي تعمل بالفحم هي خطوة هامة إلى الأمام. وحتى لو جرى الوفاء الكامل بتعهدات المجتمع الدولي بشأن الغازات الدفيئة، فلا يزال العالم يواجه خطر زيادة درجات الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية، وهو ما سيأخذنا إلى مسار متهور. وخلال الأسبوع الماضي، نشرت مجموعة البنك الدولي تقريرا علميا عن آثار تغير المناخ، قال إن درجة الحرارة قد ترتفع بمقدار درجتين مئويتين خلال العشرين إلى ثلاثين عاما المقبلة. (يشهد العالم بالفعل ارتفاعا في درجة الحرارة بمقدار 0.8 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية). وحسب توقعاتنا فإن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين ستكون له عواقب وخيمة، منها أن 40 في المائة من الأراضي التي تزرع بالذرة في قارة أفريقيا لن تكون مناسبة لزراعة هذا المحصول بعد ذلك؛ كما أن أجزاء من المدن الكبرى في جنوب آسيا، بما في ذلك بانكوك، قد تغمر بالماء، علاوة على أن المخزون السمكي في أجزاء من جنوب شرقي آسيا يمكن أن ينخفض بنسبة 50 في المائة. ويتعين على قادة العالم أن يبذلوا كل ما في وسعهم الآن لتجنب ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات أكثر طموحا. وكما أشار الرئيس أوباما، فإن إحدى أسرع هذه الخطوات يجب أن تتمثل في خفض الملوثات قصيرة الأجل مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية، والميثان والكربون الأسود من المصادر التي تشمل أنظمة تكييف الهواء، ومدافن النفايات، وتربية المواشي، وحرق الأخشاب ومحركات الديزل. ومنذ أسابيع قليلة، وافقت الصين والولايات المتحدة على تقليص إنتاج واستهلاك مركبات الكربون الكلورية فلورية، وهو ما من شأنه أن يخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي يشهدها العالم خلال عامين كاملين بحلول عام 2050، وتباطؤ معدل ارتفاع درجات الحرارة. ومع ذلك، يجب أن يجري التحرك على جميع المستويات، ففي الولايات المتحدة، يجب أن تأخذ الولايات والمدن زمام المبادرة. وعلى نطاق أوسع، يتعين على قادة الدول التي تنبعث منها أكثر الملوثات المضي قدما في خمسة مجالات حرجة، يتطلب الأول والثاني منها اتفاقا عالميا وهما: تسعير الكربون بهدف إعادة توجيه الموارد المالية نحو خفض انبعاثات الكربون، والتخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري بالشكل الذي يشجع على الاستهلاك المسرف. وفي الوقت الحالي، تخصص الحكومات أكثر من تريليون دولار سنويا لدعم الوقود الأحفوري، وهي المبالغ التي يمكن استثمارها في الاعتماد على الطاقات المستدامة بدلا من ذلك. وتعمل مجموعة البنك الدولي مع شركاء في الوقت الراهن على ثلاثة مجالات أخرى: بناء مدن أكثر نظافة، وتطوير الزراعة الذكية مناخيا، والاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المستدامة. ولا يزال هناك تحديات سياسية وتقنية هائلة، ولكن الاتجاه الصحيح واضح للجميع. لقد بث الرئيس أوباما شعورا جديدا بالأمل في مكافحة تغير المناخ على الصعيد العالمي. إن خطط قادة العالم أمامنا تعكس التزاما متزايدا بالتعاون. ويجب على الجميع أن يدرك أن رفاهيتنا وأن الأجيال المقبلة، فضلا عن الأمن الاقتصادي في العالم، على المحك.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ خطوات أميركية للتعامل مع تغير المناخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon