توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي

نيودلهى ـ وكالات

تأسست في مدينة أورفيلا الهندية في الستينيات قرية بيئية تعد بمثابة "مختبر حي"، حيث سعت مجموعة من أكثر من 40 دولة إلى العيش في وئام مع الطبيعة، محاولين في الوقت ذاته تقديم روح الجماعة على القيم المادية.موسم الصيففي جمهورية الدومينكان على الساحل الشرقي للهند حار يتخلله هبوب الغبار والأتربة، وتصل درجة الحرارة في كثير منالأحيان إلى 40 درجة مئوية، وهي لا تكاد تنخفض إلا نادرا تحت 20 درجة. ويتخلل رمال الصحراء الحمراء عدد من الطرق تربط المستوطنات الصغيرة المختلفة مع بعضها،التي تعد جزءا من تجربة بدأت قبل خمسين عاما تقريبا، ففي أورفيلا تم بناء القرية البيئية العالمية.قبل نصف قرنلم يكن في موقع القرية سوى الكثير من الرمال المغبرة الحمراء، أمااليوم فأشجارالبانيان المورقة  وكذلك أشجار التين البنغالي والكاجو تجود بالظل على سكان القرية البالغ عددهم حوالي ألفي نسمة.لا يوجد بيت يشبه الآخر في قرية أورفيلا،فشكل المنازل يتنوع بتنوع السكان الذين يعيشون في القرية، إذ نجد المهندسين المعماريين وخبراء البيئة والباحثين عن نمط حياة جديد ومختلف.وبالإضافةإلى أكواخ القش أو المنازل البسيطة ذات الأسقف الكرتونية، تبدو بعض المنازل وكأنها قوارب شراعية، والبعض الآخر يشبه المعابد الهندية.وترجع نشأة القرية البيئية في أورفيلا إلى فكرة للفرنسية ميرا الفاساالتي أرادت تأسيس مدينةللسلام، أي مكان يجمع الناس من جميع بلدان العالم ليعيشوا معابسلام. وفي أواخر عام 1966 قدمت منظمة اليونسكو الدعم لهذه الفكرة، وأطلق على هذه القرية العالمية اسم الفيلسوف الهندي سري أوروبيندو وهو الفيلسوف الهندي وفي الوقت نفسهمدرب اليوغا الذي تولى تدريب ميرا الفاسا.ويعود جيل جيوغان الذي لا يزال يعيش في أورفيلا بذاكرته إلى حفل الافتتاح الذيدعي إليه جميع ممثلي السفارات الأجنبية في دلهي، وحضره كذلك جميع ممثلي حكوماتالولايات الهندية. وبلغ عدد الحضور في ذلك الحفل 5 آلاف شخص كانوا أتوا آنذاك لرؤية المدينة الجديدة الواقعة في ولاية تاميل نادو جنوب الهند، وقد اتخذ الكثير منهم قرارا بالبقاء والاستقرار في القرية البيئية.وبدأ الرعيل الأول من المستوطنين بزرع الأشجار وهو النشاط الذي تطور ليصبح في نهاية المطاف ضمن أكبر المشاريع في العالم لإعادة التحريج، وقد قدمت الحكومة الهندية الدعم لهذا المشروع بين عامي 1982 و1987 بمبلغ 100 ألف دولار، واليوم يصل عدد الأشجار التي تنمو في القرية حوالي مليوني شجرة.خططالمهندس المعماري السويسري روجيه أنغر "لمدينة المستقبل" دون طرق خاصة بالسيارات، وذلكللتأكيد على الانسجام والتوحد مع الطبيعة، ولا يزال عدد السيارات التي تعبر منطقة   الغابات قليلة، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت الضوضاء الناجمة عن محركات الدراجات النارية تخترقالأجواء بشكل متزايد، إضافة إلى أن بعض السيارات الكهربائية والحافلات والسيارات الصغيرة دخلت إلى المنطقة.مساع تهدف لجعل أورفيلا منطقة خالية من أدخنة عوادم السيارات، لذا اتجه الكثير من سكان إلى الاعتماد على الدراجات الهوائية في التنقل.يعيش لاليت بهاتي منذ 14 عاما في أورفيلا، وكان المهندس المدني قد سمع خلال دراسته عن البلدة الصغيرة في قلب الصحراء وزارهاللمرة الأولى كجزء من عمله في وظيفته الأولى بعد التخرج، وكان الهدف الأساسي من الزيارة هو التعرف على النظام الاقتصادي للقرية. وكما يقول بهاتي: "تحدثت إلى الكثيرين، ووجدت في القرية نموذجا ملهما للغاية. لقد وجدت أفكار سري أوروبيندووميرا ألفاسا صدى كبيرا في نفسه، وخصوصا فيما يتعلق بتكوين مجتمع واع يعتبر أعضاؤه أنفسهم معلمين ومتلقيي علم في جميع مناحي الحياة. وكما يشرح بهاتي: "كنت أبحث دائما عن هدفي في الحياة، وكنت على يقين بأن ذلك الهدف أسمى من أن ينحصر فقط على حياتي الخاصة". لقد مثلت مشاركته في تطوير خطة التخطيط الخاصة بقرية أورفيلا  تحديا كبيرا بالنسبة له، إذ كان في الوقت نفسه جزءا لا يتجزأ من الحياة الجماعية الدينامية في القرية.ويتفق بهاتي مع الرأي القائل بأن عمليات صنع القرار بطيئة و"يمكن أن يكون ذلك في بعض الأحيان محبطا، لكن على الأقل تم منذ ست أو سبع سنوات، تم تكوين تجمعات الأحياء لحل المشاكل البسيطة مثل النزاعات بين السكان، وحتى اليوتوبيا أو القرية الفاضلة لا تخلو من المشاكل". وكما يرى بهاتي فإن أورفيلا تعتبر في نهاية المطاف "مختبرا حيا" بحسب تعبير الفاسا، وفي ذلك المحيط يتطور الناس كما هو الحال في بقية أنحاء العالم. عملية التطور تلك لم تنته بعد، ومن المرجح أنها لن تنتهي أبدا.تم تمويل بناء مfبنى البلدية في المدينة بدعم من الاتحاد الأوروبي.وكما تقول الخبيرة السياسية كارينليتفينمن جامعةواشنطن، التي تؤلف حاليا كتابا حول ما تسمى بالقرى البيئية: "بالرغم من وجود آلاف القرى البيئية في العالم، إلا أنأورفيلاقرية فريدة من نوعها، فهي أكثر من مجرد قرية بيئية وذلك بالرغم من انتمائها "للشبكة العالمية للقرى البيئية. أورفيلا عبارة عن مجتمع روحي، كما أن الأنشطة البيئية التي تقام فيها هي نتاج لتعاليم سري أوروبيندو." لكن قرية أورفيلا البيئية لا تمثل يوتوبيا أو قرية فاضلة مثالية، كما تضيف ليتفين، وهي تختم بقولها: "نسعى إلى أن تكون القرية أفضل الأماكن التي يمكن للبشر أن يحققوها، وكما نعلم فإن البشر لا يتسمون بالكمال."

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي الحياة في القرية البيئية خمسون عامًا من النشاط البيئي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon