برلين ـ وكالات
يستهلك كثير من الناس اللحوم بإفراط دون وعي بالمخاطر الصحية والمناخية الناتجة عن هذا الاستهلاك. و كشفت دراسة أجرتها منظمة البيئة الدولية عن حلول تجنب الإنسان هذه المخاطر من أجل العيش بطريقة صحية أكثر وملائمة لبيئتنا.
يتسبب كل ألماني بسبب طريقة حياته في إنتاج ما يقارب 11 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا. وأجرت منظمة حماية البيئة الدولية "wwf" دراسة بعنوان "تغير المناخ على طبق". ركزت فيها على دور المواد الغذائية في هذه النتيجة المُسجلة. وشملت هذه الدراسة فحص كل من الغازات المُستخدمة في الأعمال المنزلية، وزراعة العلف للأبقار والخنازير، ونقل المواد الغذائية إلى ألمانيا وتخزينها هناك، وما يُسمى أيضا "الانبعاثات غير المباشرة" الناتجة عن تحويل بعض الغابات الاستوائية إلى مراعي لتغذية الحيوانات.
وتمثلت الخُطوة الثانية من هذه الدراسة في حساب القيم الناتجة عن أكل اللحوم، على افتراض أن كل ألماني يتناول نصف كمية اللحوم المُعتاد عليها كل شخص. وذكرت الجمعية الألمانية للتغذية بأن تناول 450 غراما من اللحم أسبوعيا يعتبر ملائما لحاجة الإنسان. حول ذلك أشارت الناشطة في مجال حماية البيئة والتغذية دريغر دي تيران إلى أن النتائج المُسجلة مُدهشة، خاصة بالنسبة للألمان وقالت "إنه من الممكن توفير 9 ملايين طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون، إذا تناولنا كمية أقل من اللحوم فقط في يوم واحد من أيام الأسبوع".
و ذكرت تيران في حديث لها مع DWأنه لا يجب على كل شخص يمتنع عن تناول اللحوم،قيادة السيارة بشكل مُكثف. ولكنها تناشد بالحد من كثرة قيادة السيارات وأكل اللحوم. وقالت فيما يتعلق بهذا الأمر"يجب علينا استغلال أي فرصة لتوفير ثاني أكسيد الكربون، من أجل خفض الانبعاثات بشكل كبير". وترى دريغن أيضا أن كل مساهمة قد تكون فعالة.
وفي نفس السياق، قال خيبر الزراعة شتيغ تانتسمان الناشط في منظمة "خبز لكل العالم" غير الحكومية والداعمة لمنظمة البيئة الدولية "كلما زادت معدلات استهلاك اللحم، زادت الحاجة في استغلال الأراضي من أجل إنشاء أماكن العلف و المراعي". وتحتاج الدول المُوردة لألمانيا مثلا ما يُقارب 2 مليون هكتار لإنشاء هذه الأماكن. ففي أمريكا الجنوبية على سبيل المثال يتم طرد السكان الأصليين من أراضيهم من أجل استغلال هذه المناطق، كما أشار أيضا إلى زيادة استخدام الأسمدة والمبيدات الضارة.
وأكد تانتسمان أن استهلاك اللحوم المحدود سيعود بالفائدة على النظام الصحي في ألمانيا وقال: "إن أمراض القلب غالبا ما يكون سببها هو استهلاك اللحوم الزائد". ولذلك يجب على الحكومة زيادة الوعي الصحي في المدارس والدعوة إلى التقليل من تناول اللحوم. وأوضح قائلا "إنه من الصعب على الحكومة تنفيذ هذا الأمر لوجود توجه مُضاد غايته إبقاء استهلاك اللحوم على ما هو عليه".
ومن جانبها أكدت تانيا دريغن على وجود عوامل أخرى، إلى جانب التخلي عن استهلاك اللحوم، تساعد على مكافحة استهلاك الكثير من ثاني أكسيد الكربون، مثل شراء الألمان فقط ما يحتاجون إليه من المواد الغذائية وتجنبهم رمي الفائض من هذه المواد. وهذا يساعد على توفير 800 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون من كل شخص. وأضافت بالقول "تستطيع كل عائلة مُكونة من أربعة أشخاص توفير 1200 يورو تقريبا، لو قللت من رميها للمواد الغذائية".
أرسل تعليقك