توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية

مدغشقر ـ وكالات

بين الهضاب التي تقع غرب مدغشقر، اكتشف القرويون إلى مادة لزجة تتسرب منذ فترة من باطن الأرض في منطقة ميلاكي.إلا أن تلك التسريبات "النفطية"غير التقليدية لم تجتذب المستثمرين إلا مؤخرا، حيث اقترن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية مع التقنيات الحديثة لتتحول الجزيرة التي تقع في المحيط الهندي، والمعروفة ببيئتها المتميزة وحياتها البرية، إلى مكان هام لإنتاج النفط.ويقع حقل تسيميرورو للنفط في منطقة نائية جدا، حيث يستقل غالبية موظفي النفط في مدغشقر -الذين يقدرعددهم بمئة موظف- طائرة من العاصمة أنتاناناريفو على بعد 300 كليومتر (أي حوالي 185 ميلا) شرقي الحقل. وقال أحد عمال النفط ممن وصلوا إلى الحقل على متن إحدى الطائرات بعد قضائه أسبوعا في العاصمة مع زوجته وأولاده "أعمل حاليا لمدة ثلاثة أسابيع في حقل النفط، ثم أعود لأقضي أسبوعا مع عائلتي."وقد ثبت أن في حقل تسيميرورو الواقع جنوبي بلدة مورافينوب احتياطيا من النفط الثقيل يبلغ 1.7 مليار برميل تحت المنطقة الجبلية بعمق يتراوح بين 100 إلى 200 متر. ويقول لوري هانتر المدير التنفيذي البريطاني لشركة ماداغاسكار أويل -التي تتمتع بامتيازات نفطية في مساحة تبلغ 30 ألف كيلومتر مربع من المنطقة- إن هدفهم الرئيسي هو "إيضاح أن ذلك النفط يتمتع بجودة عالمية وقيمة تجارية عالية".ويضخ النفط فعليا إلى حقل تسيميرورو، إلا أن ذلك يحدث في نطاق ضيق.حيث يجري إنتاج عدد قليل من البراميل في اليوم، والهدف هو أن يصل حجم الإنتاج إلى ألف برميل يوميا خلال عام 2013.إلا أنه على العكس من النفط الخام الخفيف، يصعب استخلاص الهيدروكربون الموجود في تسيميرورو. ويمكن للتقنية الحديثة أن تقوم بحقن البخار داخل طبقات الأرض حتى تعمل على تخفيف النفط.ومع أن الاستغلال التجاري لهذه المنطقة يظل أمرا بعيدا المنال، إلا أن هناك احتمال أن يتحول إنتاج النفط في مدغشقر إلى مصدر قلق في البلاد.في إحدى القرى البسيطة المجاورة، التي تعتبر فيها زراعة الكفاف إحدى السبل الرئيسية للعيش، يستفيد البعض من وجود عدد من الوظائف حيث قال بعضهم إنهم يعملون كحارس أمني.وتحمل الأدغال والأشجار الصغيرة آثار المناجل، حيث يجري تقطيع فروعها.وتعتبر إزالة الأشجارهي إحدى القضايا البيئية التي تواجه الدولة، وغالبا ما يكون ذلك لأغراض صناعة الفحم للاستخدام المحلي. ويقدر أن تكون الغابات المطيرة قد تقلصت مساحاتها إلى ما يقل عن ربع حجمها الأصلي. ويعتقد البعض أن النفط قد يلعب دورا في مساعدة الجزيرة على التعامل مع هذا الخطر الذي يحدق بها.فمع دعم الاقتصاد، يمكن أن تشغل الكهرباء، كما يمكن لمنتجات النفط المحلية أن تساعد على إيقاف استخدام الفحم.إلا أن بعض المتشككين يرون أن النفط يجري إنتاجه في الأساس بغرض التصدير، وأن ذلك سيقلص من احتمال تكريره محليا.أما آندري رالامبوسون وهي المنسق الوطني لائتلاف من المنظمات غير الحكومية، فقالت "إننا قلقون أيضا من الضغط الذي يمكن أن تواجهه الموارد المائية أثناء استخدام تقنية البخار"الذي يجري حقنه داخل الطبقات الأرضية".إلا أن شركة ماداغاسكار أويل، والتي يقع مقرها الرئيسي بولاية تكساس الأمريكية، أكدت على أن التقنية التي تستخدمها نظيفة وآمنة، ونفت أن يكون البخار الذي يجري حقنه داخل طبقات الأرض ممزوجا بأي من المواد الكيميائية.وأكدت الشركة أيضا أن أغلب المياه التي يجري استخدامها في عملية حقن البخار سيعاد استخدامها مرة أخرى.ويرى الصندوق العالمي للطبيعة (دبليو دبليو اف) -الذي كان يتوسط بتقديم استشارات بين حكومة مدغشقر وشركات النفط والمجتمعات المحلية- أن حقل تسيميرورولا يمثل أي تهديد بيئي، وذلك على العكس من رمال القطران التي أوقف استخدامها في مناطق شمالي الجزيرة بعد أن اكتشف هناك احتمال تلوث المياه بسببها. ويرى مارتن نيكول ممثل حكومة مدغشقر لدى الصندوق أن حقل تسيميرورو يتيح بالفعل فرصة تنموية حقيقية. وتابع قائلا "من الممكن أن تمثل الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي الذي يوجد على الساحل خطرا حقيقيا أكبر، لأنها تتسبب في تدفق السكان للعيش في تلك المناطق الساحلية، ومن ثم فإن البيئة الساحلية ستتأثر". أما بالنسبة لشركة ماداغاسكار أويل، فإن الخطوة الهامة القادمة التي ستتخذها تتمثل في اعتبار المشروع تجاريا وإعلان ذلك، وهو ما سيعمل على إبراز قابلية المشروع للتطبيق، ومن ثم سيساعد ذلك على اجتذاب مستثمرين وشركاء أكبر في العمليات الإنتاجية القادمة. وتأمل إدارة الشركة أن تستفيد من الاهتمام الدولي بالاكتشافات التي حدثت مؤخرا في قطاع أعمال النفط والغاز الطبيعي في شرق إفريقيا ودول المحيط الهندي. إلا أن عددا من المحللين السياسيين والمنظمات غير الحكومية ومديري الأعمال في أنتاناناريفو يعتقدون أن الدولة ليست مستعدة بالقدر الكافي للدخول في صفقات للنفط أو الغاز الطبيعي. ويشير البعض إلى أن اكتشاف النفط والمعادن النفيسة في الدول الإفريقية الأخرى قد قاد تلك البلاد نحو الفساد والصراعات بدلا من أن يعود عليها بالنفع والازدهار. يذكر أن مدغشقر لا تزال تحت نظام الحكم الانتقالي بعد الانقلاب الذي شهدته البلاد عام 2009. وقالت جوزيفين ساونوروندرياكا، رئيسة جمعية "جيم"، وهي إحدى كبرى جمعيات أصحاب الأعمال في البلاد: "منذ ذلك الحين، تراجعت أحوالنا عشر سنين إلى الوراء." حيث أثرت الأحوال السياسية المضطربة في البلاد على قرارات المستثمرين، وجعلتهم أكثر ترددا في توقيع العقود، لكن من المنتظر أن تجرى الانتخابات العام القادم. وعلى الرغم من توصيات الجمعية التنموية بجنوب إفريقيا، وهي الجهاز الإقليمي الذي يضطلع بالوساطة لحل هذه الأزمة، تبقى مسألة ما إذا كان آندري رادجويلينا، الرجل الذي يمسك بزمام السلطة الآن، سيسمح للرئيس المخلوع مارك رافالومانانا بالعودة من منفاه في جنوب إفريقيا ليشارك في الانتخابات. فمع وجود حكومة ديمقراطية، سيعود الاعتراف الدولي إلى البلاد، وستشهد الجزيرة ازدهارا في المجال الاقتصادي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية تأثيرالنفط على ثروات مدغشقر البيئية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon