توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا

برلين ـ وكالات

لا يوجد مكان آخر في العالم يتم فيه فصل النفايات وإعادة تدويرها وتحويلها بشكل إلى شيء مفيد مثلما هو الحال في ألمانيا. التقرير التالي يلقي نظرة على كيفية تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة ومتجددة بفضل التقنيات المتطورة. قبل حوالي 22 عاماً شرعت ألمانيا فعلياً في تطبيق نظام فصل النفايات. آنذاك اعتبر الكثيرون هذا القرار بمثابة "ثورة خضراء"، فالغاية كانت في بادئ الأمر تصفية المواد القابلة لإعادة الاستعمال حتى لا يتم دفنها أو حرقها، لما في ذلك من مخاطر تهدد التربة ومنابع المياه، وللمحافظة أيضاً على المناخ. كان الأمر بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد. فقد تحول الأمر إلى صناعة تدرّ على الاقتصاد الألماني حوالي أربع مليارات من اليوروهات سنوياً، وإلى مصدر متجدد للطاقة. جالت DW عربية في محطة "أس دبليو بي"، وهي إحدى محطات تجميع النفايات في مدينة بون. المحطة عملاقة وتحتوي على مجمعات ومحرقة للنفايات ومولد كهربائي. كان كارل هاينز فالتر في انتظارنا بمكتبه ليفسر لنا كيف يتم تحويل النفايات إلى طاقة. يقول المسؤول عن إدارة الجودة بالمحطة: "نحن نحول هنا ما نسميه بقايا النفايات، أي كل ما يتبقى من النفايات بعد إعادة تدويرها أو ما لا يمكن إعادة تدويره كفضلات البناء أو الفضلات الحيوية". ويتابع فالتر وهو يشير إلى نموذج مصغر للمرفق الصناعي: "لدينا في ألمانيا حوالي 70 محرقة فضلات. فكرة حرق الفضلات للتخلص منها تعود في الحقيقة إلى القرن التاسع عشر. لكن في النصف الثاني من القرن الماضي ترسخ لدينا تصور جديد يتمثل في استغلال الحرارة الناجمة عن الاحتراق لتوليد الطاقة". يقودنا فالتر عبر سلالم حديدية ضيقة إلى كواليس العمل بالمرفق، ويشرح بفخر: "يمكن القول أن هذه الفكرة ولدت في البدء في ألمانيا". Müllverwertung in Deutschland Beschreibung: SWB-Müllverbrennungsanlage in Bonn Photograph: Samih Amri (DW) محطة "إس دبليو بي" لجمع وحرق النفايات في مدينة بون الألمانية يتم تجميع كل النفايات عن طريق شاحنات جمع النفايات في مجمع مغلق على عمق 12 متراً تحت الأرض. كما يأتي العديد من الناس بسياراتهم الخاصة لرمي الفضلات التي لا تصلح، كالأجهزة الإلكترونية القديمة. بعد ذلك يتم نقل هذه الفضلات بواسطة رافعتين تداران من غرفة القيادة في أعلى المجمع إلى ثلاثة أفران كبيرة لحرقها. يفتح فالتر وهو يتصبب عرقاً نافذة الفرن البلورية الصغيرة ويشير بيده إلى النيران الملتهبة داخل الفرن، متابعاً: "هنا يتم إحراق عشرة أطنان من النفايات كل ساعة، وهذه الحرارة تستغل لتسخين المياه التي سينتج عنها البخار لتوليد الكهرباء". ويسرد مسؤول إدارة الجودة في المحطة أن "الرماد والرواسب المتبقية بعد عملية الحرق نحولها بطبعها إلى نوع آخر من الإسمنت يستخدم في رصف الشوارع". عند أسفل مدخنة عالية، يشرح لنا فالتر أن الدخان المتسرب هو مجرد انبعاثات ناجمة عن الماء المغلي وأنه ليس ملوثاً للبيئة كما يبدو للوهلة الأولى. غير أنه "توجد طبعاً انبعاثات ضئيلة لثاني أكسيد الكربون. لكننا نستثمر أموالاً طائلة في صيانة منقيات المداخن، فالهيئات الحكومية المتخصصة تراقبنا بصرامة". Müllverwertung in Deutschland Beschreibung: Karl-Heinz Walter von SWB erklärt die einzelnen Etappen der Müllverwertung Photograph: Samih Amri (DW) يتم حرق النفايات في أفران عملاقة، وتستخدم الحرارة الناتجة في توليد الكهرباء والتدفئة ويرى كارل هاينز فالتر أن الطاقة المستخرجة من النفايات لا تستطيع أن تكون بديلاً عن النفط أو الغاز أو حتى الطاقة النووية، التي من المنتظر الاستغناء عنها في ألمانيا بحلول سنة 2020 في أعقاب المخاوف من حصول كارثة بيئية كالتي حصلت في فوكوشيما باليابان. ويتابع فالتر بالقول: "لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نعوض الطاقة النووية، لأن المشكلة هي أن كميات النفايات في تقلص مستمر بسبب إعادة التدوير ... نحن نوّلد الكهرباء لحوالي 20 ألف منزل ونزود حوالي 10 آلاف منزل بالتدفئة". وفي معرض رده على سؤال حول قدرة العالم العربي على الاستفادة من التجربة الألمانية في فصل النفايات وتحويلها إلى طاقة، يقول فالتر وهو يثبت خوذته البيضاء: "كل ما تحتاجه الدول العربية هو المال والأدمغة، فبناء محطة مثل هذه تكلف 150 مليون يورو، ولا بد أن يستفيد العرب طبعاً من التقنية الألمانية العالية"، مشيراً إلى أن شركة ألمانية تقوم حالياً ببناء محطة مماثلة في منطقة بليمستوك في بريطانيا. في إحدى مقاهي مدينة بون، التقت DW عربية بمحمد السراي، وهو شاب عراقي في التاسعة والعشرين من عمره ويقيم في ألمانيا. يستحضر السراي ذكريات قدومه إلى ألمانيا مبتسماً، إذ يقول: "عندما أتيت إلى هنا سنة 2007، كان عليّ أولاً أن أتعلم اللغة الألمانية. وفي دورة اللغة، نتعرف على الحياة اليومية في ألمانيا. أغلب زملائي كانوا آنذاك من بلاد المشرق، وعندما طرح الموضوع ضحكنا حينها وتساءلنا بسخرية عن مغزى تقسيم النفايات". Müllverwertung in Deutschland Beschreibung: Mohammed Al-Sarray Photograph: Samih Amri (DW) بعد قدومه إلى ألمانيا بوقت قصير، لم يفهم الطالب العراقي محمد السراي مغزى فصل النفايات في ألمانيا ويواصل محمد، المتزوج والأب لثلاثة أطفال: "لقد كان ذلك بمثابة تجربة جديدة لي. فكان لا بد إذاً أن أشتري ثلاث حاويات: واحدة مخصصة للبلاستيك والمعادن باللون الأصفر وواحدة للورق باللون الأزرق وواحدة للفضلات الحيوية باللون الرمادي أو الأسود. وطبعاً هناك حاويات مخصصة للزجاج خارج العمارة لكل السكان وحاويات مخصصة للملابس القديمة". ويختم طالب الماجستير في الإعلام بالقول: "في البداية كنت مجبراً على تقسيمها لأنه إذا لم نفعل فسنضطر لدفع غرامة مالية. لكن مع الوقت تيقنت أن هذا الشيء إيجابي للمحافظة على البيئة وإعادة استعمال هذه المواد عن طريق إعادة تدويرها. هذا الوعي والانضباط نقلته بطبيعة الحال لأطفالي، فابنتي ذات الست سنوات مثلاً تستطيع أن تفسر لك كل شيء". وبالإضافة إلى فصل النفايات بهدف إعادة تدويرها، يسود في ألمانيا نظام إعادة القوارير الزجاجية والبلاستيكية الفارغة مقابل مبلغ مالي. فعند شراء قارورة ماء أو مشروبات غازية، مثلاً، فإن المشتري يدفع 25 سنتاً إضافياً يستردها مرة أخرى عند إرجاعه القارورة فارغة إلى البائع أو إلى إحدى الآلات المخصصة لاستقبال القوارير الفارغة، والمنتشرة في المتاجر الكبيرة. ويأمل محمد السراي أن يرى يوماً ما بلده العراق ودولاً عربية أخرى تسلك نفس الدرب الذي تسلكه ألمانيا في مجال تقسيم النفايات حتى يستفيد الجميع - المواطن العادي والاقتصاد والبيئة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا تحويل النفايات المنزلية إلى طاقة متجددة في ألمانيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon