القاهرة ـ هناء محمد
كشف مصدر في قطاع الطاقة النووية، أنه من المنتظر تأجيل التشغيل التجاري لأول مفاعل ضمن 4 تبنيها الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" في الإمارات العربية المتحدة لأن الشركة المحلية المشغلة لها ليست جاهزة لإدارة المفاعلات، ومحطة براكة هي واحدة من قليل من العقود الكبرى في العالم لبناء محطات جديدة وفازت بها الشركة الكورية الجنوبية في 2009 بعد منافسة مع اتحاد شركات تقوده أريفا الفرنسية، ومنذ ذلك الحين جرت عمليات بناء المفاعلات الأربعة وفق الجدول الزمني المحدد في إنجاز نادر في القطاع النووي الذي يعاني من تجاوز التكاليف للتقديرات الأولية وتأخيرات لعدة سنوات ومن المقرّر إتمام بناء المفاعل الأول هذا الشهر.
وأوضح المصدر أنّ شركة نواة للطاقة، وهي مشروع مشترك بين شركة الإمارات للطاقة النووية وكيبكو، التي ستدير المحطة تواجه صعوبة في الحصول على ترخيص للتشغيل وهو ما قد يؤخر بدء تشغيل المفاعل الأول عدة شهور ربما إلى نهاية العام، وأثناء التفاوض على الاتفاق في 2008-2009 كان النموذج إيه.بي.آر 1400 من المفاعلات الذي عرضته كيبكو في أبوظبي موجودا فقط على الورق لكن النموذج الأول من السلسلة الجديدة كان من المقرر أن يبدأ التشغيل في محطة شين كوري في كوريا الجنوبية في 2013 قبل وقت طويل من التشغيل المزمع لمحطة براكة في الإمارات في 2017، وكان من شأن هذا أن يتيح لشركة نواة بضع سنوات لمراقبة المحطة الكورية وبدء تدريب الموظفين والحصول على رخصة للتشغيل، لكن بناء المفاعل شين كوري 3 تأجل ثلاث سنوات بسبب فضيحة تتعلق بالسلامة في أواخر 2012 ولم يدخل المفاعل العمليات إلا في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وبيّن المصدر أنه بسبب التأخير في بناء المفاعل شين كوري 3 لم تكن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية المنظمة لقطاع الطاقة النووية في الإمارات مستعدة لمنح شركة نواة ترخيص التشغيل وأرادت تأجيل هذا "بغض النظر عن جدول الإنشاء"، موضحًا أنّ "الأمر أشبه بتقديمك طلبا لشراء 100 سيارة لتشغيل شركة لتأجير السيارات وجرى تسليمها جميعا لكن المشكلة هي أنك لست مستعدًا بشكل كامل لأن السائقين المفترضين والمهندسين ليست لديهم رخصة للعمل وللصيانة، وأنّ انخفاض أسعار النفط أيضا يجعل تشغيل المحطة أقل إلحاحا من المنظور الإماراتي"، ولم ترد شركة الإمارات للطاقة النووية ونواة للطاقة على عدة طلبات للتعليق. وامتنعت كيبكو عن التعقيب.
وأشار مصدر آخر في القطاع النووي ليس على صلة مباشرة بمشروع براكة، إلى أن الوقود النووي تم شحنه للإمارات لكن لم يتم تلقيمه للمفاعل نظرا لعدم حصول نواة على ترخيص، وتعمل نواة منذ سنوات على تدريب العمال على تشغيل المحطة النووية لكن الحصول على رخصة تشغيل يحتاج لإثبات أنها تملك المهارات الإدارية اللازمة وقادرة على السيطرة بإتقان على جميع أنظمة تشغيل المفاعلات، وأفاد المصدر في القطاع أنّ "هذه ليست مهمة بسيطة، سيكون هناك بعض العمال الكوريين لكنهم سيبقون فقط في المقعد الخلفي وليس الأمامي. يجب أن يدير المفاعل الموظفون حملة التراخيص"، وأعلن المصدر الأول أن التأخير في المشروع يزيد التكلفة غير المباشرة على كيبكو إذ أنه سيجبرها على إبقاء عمالها البالغ عددهم نحو 21 ألفا في الإمارات لفترة أطول، وعقب أول اجتماع لمجلس إدارة نواة يوم الثلاثاء بيّن محمد ساحوه السويدي الرئيس التنفيذي بالإنابة أنّ الشركة تقدّر تمامًا حجم التحديات التي تنتظرها، منوّهًا إلى أنّ الشركة تركّز "على الجاهزية التشغيلية بما يتماشى مع متطلبات الهيئة الاتحادية للرقابة النووية والمؤسسات الدولية النووية ذات الصلة وذلك وفقاً لأعلى معايير السلامة والشفافية والأمن، ومن خلال الدعم الملموس الذي يقدمه الخبراء الدوليون في الطاقة النووية فإننا نلتزم بتطوير جيل من الشباب المواطنين ليتولوا تشغيل محطاتنا في المستقبل" وأنه بدءًا من 2020 ستدير نواة بشكل كامل المفاعلات النووية الأربعة.
أرسل تعليقك