توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع

جاكرتا ـ واس

بدأت مجتمعات السكان الأصليين في إندونيسيا باستخدام تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لترسيم حدود أراضي أجدادهم، وهي خطوة يعتقد كثيرون أنها يمكن أن تساعد أيضاً في تخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ. وقال روكا سومبولينجي، المتحدث باسم تحالف الشعوب الأصلية في الأرخبيل (أمان)، الذي تقع أمانته في جاكرتا ويمثل أكثر من 2,000 من مجتمعات السكان الأصليين: "لقد كان مشروع رسم الخرائط للمجتمعات أداة ناجحة لنظهر للحكومة أننا موجودون هنا، وأننا نريد حماية أراضينا". وتعد الغابات الكثيفة في إندونيسيا موطناً لحوالي 50-70 مليون شخص من السكان الأصليين، وموطناً لـ 10 بالمائة من جميع الأنواع النباتية المعروفة، وفقاً لتحالف أمان وشبكة العمل لحماية الغابات المطيرة، وهي مجموعة مناصرة بيئية دولية غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو. وقال غوستافو فونسيكا، رئيس فريق الموارد الطبيعية لدى مرفق البيئة العالمية (GEF) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هناك اعتراف بأهمية الغابات في إندونيسيا، ليس فقط على المستويين المحلي والوطني ولكن أيضاً على المستوى العالمي، نظراً لأنها تضم بعضاً من الغابات الأكثر أهمية على مستوى العالم حيث توجد فيها أعلى قيم التنوع البيولوجي والكربون". ويعد مرفق البيئة العالمية آلية تمويل لاتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالتنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وقد تم رفع أكثر من 600 حالة لحقوق الأراضي في المحاكم الإندونيسية من قبل مجتمعات السكان الأصليين في السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لمؤسسة تيبتيبا (المركز الدولي للشعوب الأصلية للبحوث والتعليم في مجال السياسات)، ومقرها الفلبين. ويأمل مناصرو الاستدامة وحقوق القبائل في أن تساعد الخرائط الثنائية والثلاثية الأبعاد الآلاف من المجموعات المتنوعة للسكان الأصليين في حماية سلامة البيئات التي تعتمد عليها هذه المجموعات من أجل البقاء. وأشار تقرير صدر في عام 2013 عن برنامج شعوب الغابات (FPP)، وهي مؤسسة خيرية مقرها في المملكة المتحدة تكرس أعمالها لمساعدة سكان الغابات في جميع أنحاء العالم، أنه في عام 2011، منحت الحكومة الإندونيسية تراخيص امتياز في الغابات تغطي 23.41 مليون هكتار من أراضي الغابات لمؤسسات الصناعات الاستخراجية والشركات الزراعية. ويقول برنامج شعوب الغابات أن ذلك قد أدى إلى ازدياد عدد النزاعات على الأراضي، لترتفع إلى 8,000 نزاع داخل وخارج المحاكم في عام 2012، وذلك وفقاً للوكالة الوطنية للأراضي في إندونيسيا (BPN). وقالت فيكي تاولي كوربوز، رئيس مؤسسة تيبتيبا: "لقد ساعدتهم عملية رسم الخرائط في تأكيد حقوقهم بالأراضي عن طريق التحديد الدقيق للمناطق التي عاشوا فيها منذ الأزل". ووفقاً لتحالف أمان وبرنامج شعوب الغابات، يوجد في إندونيسيا أكثر من ألف مجموعة من مجموعات السكان الأصليين التي قامت بالمشاركة في رسم الخرائط على مدى العقدين الماضيين. وقال ماركوس كولشستر، كبير مستشاري السياسات لدى برنامج شعوب الغابات أن التقنيات الجديدة تزيد من السرعة التي يمكن من خلالها القيام بذلك. وتغطي الخرائط الرقمية - والتي تشمل العناصر المكانية (الجغرافيا الطبيعية لتشكيلات الأراضي والموارد) والمعلومات غير المكانية (المواقع الثقافية ومواقع الطقوس المقدسة) - أكثر من 2.4 مليون هكتار من مناطق السكان الأصليين، من جزيرة سومطرة إلى كاليمانتان وسولاويسي. ولكن تاولي كوربوز أشارت إلى أن استخدام الخرائط بشكل جيد ومدى فعاليتها، يعتمد على التنظيم داخل المجتمعات، وميزان القوى مع السلطات المحلية في كل منطقة. وبالنيابة عن مجتمعات السكان الأصليين، قدم تحالف أمان 256 خريطة إلى وكالة المعلومات الجغرافية المكانية الوطنية في منتصف نوفمبر 2012، وفقاً لمبادرة خريطة واحدة (OMI) التي أطلقتها الحكومة في عام 2012. وقال سامبولينجي: "لقد قبلوا خرائطنا، ويقومون بدراستها، والاعتراف بها [على مستوى السياسة]. ويعد هذا دليلاً حاسماً عن حقوقنا بالأرض". وقد أدت تعديلات أجريت على قانون الغابات في عام 1999، بناءً على قرار محكمة صدر في مايو 2013، إلى إزالة تصنيف غابات السكان الأصليين وتسميتها باسم 'الغابات الحكومية' وقد "ساعد على تحقيق ذلك تقديم الخرائط" وفقاً لما قالته تاولي كوربوز. وترتبط حقوق الأرض ارتباطاً وثيقاً بالاستدامة، والتخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحفاظ على الغابات، التي ينظر إليها من قبل العديد من الخبراء على أنها "رئة الكوكب". وأضاف كولشستر في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية هو عامل أساسي في هذه الإصلاحات السياسية، التي لن تبطئ إزالة الغابات فحسب، بل ستؤمن أيضاً سبل عيش المجتمعات، وتحد من النزاعات على الأراضي وتعزز الأمن الغذائي المحلي". وتقول الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وهي اتفاقية وقعها 150 من القادة في قمة الأرض في ريو عام 1992، أن الحفاظ على التنوع البيولوجي يساعد على التكيف من خلال "[إزالة] ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ... وخفض الانبعاثات الناتجة عن تراجع مستوى الغابات". ووفقاً لنيكول جيرار، منسقة برنامج آسيا في المجموعة الدولية لحقوق الأقليات، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، يوجد لدى السكان الأصليين مصالح كبيرة في حماية التنوع البيولوجي لأنهم يعتمدون عليه في بقائهم، بما في ذلك الصيد وجمع المنتجات الحرجية غير الخشبية لتلبية احتياجاتهم اليومية. وأضافت جيرار: "عندما يتم تهديد مواردهم بسبب مشاريع التنمية أو تغير المناخ، فإن الأثر يكون أكثر حدة وقوة من الأثر الذي يشعر به أولئك الذين يعيشون في المدن". وأوضحت تاولي كوربوز أنه على مدى أجيال تعلم السكان الأصليون العيش على نحو مستدام ولديهم فهم عميق للإمكانات المحدودة للغابة، مما يجعلهم الأشخاص المثاليين لرعاية أراضي الغابات. وعلى سبيل المثال، تحفظ ممارسة تقليدية للوقاية من الحرائق سير النظام البيئي من خلال خلق حواجز لاحتواء النيران، مما يؤدي إلى حماية أعمق وأهم أجزاء الغابة. من جهته، أشار فونسيكا أن "حقوق الشعوب الأصلية في الغابات قد تم الاعتراف بها منذ فترة طويلة باعتبارها عنصراً حاسماً في الحفاظ على البيئة والتصدي لتغير المناخ".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon