توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة

دبي ـ وكالات

تسعى إمارة أبو ظبي إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به في الاقتصاد باستهلاك الطاقة وذلك من خلال إطلاقها مشروع "مدينة مصدر" الرفيقة بالبيئة. فأين وصلت أعمال هذا المشروع وما هي أكبر تحدياته منذ انطلاقه عام 2008؟ على مبعدة 17 كلم من مدينة أبو ظبي المعروفة ببناياتها الشاهقة وحركة مرورها المزدحمة، يرحب الدكتور سلطان العلي بضيوفه في فناء يسوده نسيم هواء بارد. مصدر هذا الهواء الرطب هو "مؤسسة مصدر"، التي تعتبر الحجر الأساس لمشروع "مدينة مصدر" المستقبلية. واجهات المبنى من طين رمال الصحراء الدافئة الذي تم تزيينه بأشكال هندسية جميلة. في هذا المكان يفترض أن يعيش قرابة 40 ألف شخص، يشكلون نموذجاً يحتدى به في الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية. حتى الآن لا يتعدى عدد ساكني هذه المدينة 120 شخصاً، وهم طلبة المعهد الذين تم اختيارهم لتطوير واختبار تقنيات ومبادرات جديدة تسمح بالعيش بأسلوب مستديم يحافظ على الموارد الطبيعية. في البداية كان يتوقع أن تتحول "مصدر" في عام 2016 إلى مدينة جاهزة فيها شقق سكنية ومكاتب عمل وبنية تحتية رفيقة بالبيئة. غير أن الجدول الزمني لإنهاء الأشغال في هذا المشروع تعثر كثيراً، كما يوضح المهندس الألماني سيمون بروينينغر، الذي يعمل منذ أربعة أعوام في مشروع "مصدر سيتي" أو "مدينة مصدر". يرى المهندس الألماني أن الرؤية التي واكبت بداية المشروع لم تتغير وإنما الذي تغير منذ بداية أعمال البناء عام 2008 هو الإطار الاقتصادي العام. فالأزمة المالية العالمية أدت أيضاً إلى تراجع أسعار العقار في دول الخليج. وفي ظل هذا الوضع أصبح القائمون على مشروع "مصدر سيتي" مطالبين بإعادة النظر في إستراتيجية عملهم، كما يؤكد بروينينغر بالقول: "التركيز على البناء في البداية وانتظار إقبال الزبائن على الشقق، كانت هي الفكرة الأصلية، لكننا لمسنا بأن هذا الأمر غير مجدي بسبب وجود فائض كبير في السوق". ويضيف رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي ستيف سيفيرنس: "المشروع الناجح الذي يمكن تنفيذه في كل مكان لا يجب أن يكون مستديماً فقط من الناحية البيئية، وإنما أيضاً من الناحية الاقتصادية". الآن توجد خطط للتعاون مع شركات عالمية مثل سيمنس وجنرال إلكتريك اللذان سينتقلان لـمدينة مصدر، وهو ما سيشكل دعماً مهماً لإتمام مشروع المدينة والترويج لها والنجاح في تحويلها في غضون 2025 من جامعة النخبة إلى مدينة كاملة.في فصل الشتاء لا تلاحظ الفرق في درجة الحرارة بشكل كبير، لكن في ذروة فصل الصيف يسود في هذه المدينة البيئية طقس لطيف ليس له مثيل في الإمارات العربية المتحدة بأكملها. فمن خلال المزج بين التصاميم العربية التقليدية والتكنولوجيا المتقدمة، تسمح هذه المدينة لزوارها بقضاء وقت طويل في الهواء الطلق. ويوضح سيفيرانس بأن الممرات الضيقة في هذه المدينة تحولت إلى نفق للرياح يجعلك تشعر بنسمات هواء لطيفة. ويضيف: "مثل هذه الهياكل تستخدم في البناء التقليدي العربي منذ قرون. ونحن أضفنا إليها بعض التقنيات، حيث يتم سحب الهواء للأعلى ليتحول بعد ذلك إلى نسيم بارد ينزل إلى الأسفل". يتم حماية المباني في مدينة مصدر بطبقة سميكة عازلة للحرارة ولا يوجد سوى عدد قليل من النوافذ التي تسمح بدخول الحرارة إلى الغرفة. وبالرغم من وجود محطة للطاقة الشمسية، إلا أن الاقتصاد في الطاقة أمر مطلوب كما يقول المسؤول على التصميم في مشروع "مصدر سيتي" كريس فان، والذي يضيف بالقول: "في السابق كان تجهيز المبنى بتقنيات رفيقة بالبيئة يعتبر أمراً فاخراً ومكلفاً، أما الآن فأصبحت مثل التقنيات جزءا من البناء عند بدايته". أعمال البناء جارية على قدم وساق في مدينة مصدر، فالجزء الثاني من المعهد على وشك الانتهاء. في هذه الأيام تستعد أول شركة لفتح مركز لها في مصدر وهي شركة سيمنس. وحسب فان، فإن البناية التي ستتواجد بها سيمنس ستكون البناية الأكثر اقتصادا في استهلاك الطاقة بنسبة تقل بـ65 في المائة عن الاستهلاك العادي لمبان مماثلة في أبو ظبي. أيضا يتم في مدينة مصدر بناء مقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بمواصفات رفيقة بالبيئة. يقول نائب المدير فرانك ووترز بأن الحركة عادت من جديد لمصدر سيتي وبناء مدينة خضراء في الصحراء يعتبر إنجازاً كبيراً. ويضيف الخبير الهولندي: "إذا تمكنا من تحقيق شيء من هذا القبيل هنا، فمبدئياً يمكننا تكرار ذلك في أي مكان آخر". ويعيب النقاد على دول الخليج عدم اهتمامهم بالمشاريع المحافظة على البيئة باستثناء مشروع مصدر النموذجي. غير أن سيمون بروينينغر يعتقد بأن مصدر هي بمثابة منارة تهتدي بها دول الخليج في هذا المجال. ويرى بروينينغر أيضاً أن أبو ظبي والإمارات العربية المتحدة وكل منطقة الخليج معروفة باستهلاكها الكبير للطاقة، غير أن مبادرة مصدر دفعت أطراف كثيرة في المجتمع بما في ذلك الشركات الصناعية إلى إعادة النظر في تعاملها مع الطاقة ويتجلى ذلك في قوانين البناء ومبادرات منع النفايات في أبو ظبي. من خلال الاستثمار في مشاريع جديدة للطاقة المتجددة في مناطق مختلفة من العالم بالإضافة إلى دعمها للمدينة البيئة تسعى مدينة أبو ظبي الغنية بالنفط إلى ضمان رفاهيتها حتى إلى عصر ما بعد النفط.المفوضة الأوروبية للمناخ كوني هيديغارد ستزور بدورها هذه المدينة البيئية هذا العام. وترى بأن مثل هذا المشروع يمكن تصوره أيضاً في أوروبا. لكنها تؤكد بأن أكبر التحديات يظل يواجه مثل هذه المشاريع هو إقناع المستثمرين بجدوى الاستثمار في هذا المجال وتضيف السياسية الأوروبية: "يمكننا تحديد ما نريد من الأهداف والبرامج السياسية لكننا لن ننجح في ذلك بشكل جيد إلا إذا اقتنع رجال الأعمال بأن ذلك أمراً مربحاً من الناحية الاقتصادية".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon