توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر "تاج"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج

قصر تاج
الرباط ـ مصر اليوم

يعد من أكثر ما يدهش السائحين في المغرب، عندما تُفتح البوابات الضخمة المؤدية إلى ممر يصل طوله إلى 600 متر، والذي يؤدي بدوره إلى قصر "تاج"،  الكائن في نهايته بقببه البيضاء، والقمم التي يكسوها الجليد لجبال أطلس، حيث يتيه العقل لما يراه من كميات هائلة من اللون الأبيض الصافي، الذي يعلو قبب القصر وقمم الجبل من خلفها. إنه القصر الذي يمثل أجمل الوجهات السياحية في مراكش، حيث صُور أحدث أجزاء فيلم "The Sex and The City"، ولم يُفتح القصر من بعدها أمام أي نوع من أنواع العمل التجاري.
ولأن القصر ينطوي على قيمة تاريخية، لا يقبل المسؤولون عنه العروض التي تستهدف استغلاله لأعمال فنية، أو غيرها من الأنشطة التجارية، رغم السخاء الذي تتسم به تلك العروض، وبرغم ذلك، انعقدت الشراكة بني قصر "تاج" ومجموعة "ماندرين أوريانتال" الهندية، ليتم إنشاء الفندق الجديد، الذي يمكن للنزلاء فيه الاستمتاع بالحضارة المغربية في ثوبها الهندي الجديد، حيث تأتي شبه القارة الهندية بألوانها المبهرة وثقافتها وحضارتها التي يعشقها الجميع إلى مراكش، لتتجلى في الفندق الجديد.
ويستطيع السائح الاستمتاع بالحضارتين المغربية والهندية في الرحلة ذاتها في مجمع الفنادق الهندي المغربي، الذي أتعب المصممين المحدثين في مجال الفندقة، لما يتمتع به من شخصية فريدة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، حيث صممه المهندس البريطاني العبقري ستيورات تشيرش، عاشق الحضارة المغربية، الذي قدم إلى المغرب في الستينات، ولم يعد أدراجه إلى بريطانيا حتى الآن، حيث غرق في جمال تلك الحضارة.
 ولم يكن هناك من يستطيع أن يقدم هذا التصميم الرائع سوى شخص تشرب بالفن المغربي والهندي على حدٍ سواء، حيث ترى نماذج الألوان المتناغمة في الأعمدة والحوائط والأسقف، بتصميمها المميز، الذي يعكس الشخصيتين الهندية والمغربية في الوقت ذاته، حيث لا يمكن للناظر أن يحدد ما إذا كانت تلك النماذج تنتمي إلى الفن المعماري الهندي أو المغربي.
إنه ستيورات تشيرش، الذي رغم انغماسه في عشق المعمار المغربي، إلا أنه وجد سحرًا آخر يتملكه ويجذبه في اتجاه الشرق إلى الهند، ليعترف أنها بلاد العجائب، وأنه لا يمكن أن تبحث عن أي شيء إلا وجدته هناك.
و يعمل على اكتمال سحر هذا الفندق موقعه المميز على بعد 25 دقيقة من المدينة، حيث يبدو المبنى الساحر منعزلاً عن مملكة أكبر وأشهر ميادين مراكش، جامع الفن، الذي يُعد أكثر ميادين المدينة جذبًا للسائحين، لما يتمتع به من رونق خاص، وما يحيط به من  غموض وأنشطة غريبة، حيث ينتشر الرواة وعازفي الموسيقى والحواة والمنجمين وقارئي الطالع ومبتلعي السيوف وبائعي الطعام المحلي، وغيرهم من مقدمي الأنشطة الترفيهية، المتوارثة عبر الأجيال، والتي لا تزال تحتفظ بعبق التاريخ دون تغيير.
و يتوافر إحساس مميز يجعل الزائر لهذا المكان وكنه عاد بالزمن إلى العصور الوسطى، حيث كان وجود الحيوانات بين بني الإنسان أمر طبيعي، فترى بالقرب من ميدان أو ساحة جامع الفن من يراقص الثعابين، ومن يلاعب الصقور، ومن يعرض مهارات الحمائم التي يربيها، والكلاب التي يقتنيها، وما إلى ذلك من عروض الحيوانات التي يقدمها السكان المحليون أمام السائحين. كما توجد النساء البربريات اللاتي يحملن في أيديهن ما يشبه الإبر، المغموسة في شيء يشبه الدم، واللاتي يكتشف السائح فيما بعد أنهن يقمن بنقش الحناء على أيدي السائحين.
وهناك أيضًا في هذا المسرح الكبير لعروض الفنون الشعبية والتراثية للمغرب عشرات من الرجال البربر، الذين لأسباب تتعلق بالمعوقات اللغوية والثقافية لن تتمكن في أغلب الأحيان من التعرف على الأنشطة التي يقومون بها، أو تعرف ماذا يبيعون، و من بينهم رجل بربري يقف حاملاً "لابتوب"، يعرض من خلال شاشته شيء لن تستطيع التعرف عليه بسهولة، و يصرخ بكلمات غير مفهومة، مروجًا لبضاعته غير المعروفة على الإطلاق، ويلتف حوله السائحون مكونين حلقة كبيرة.
كما تنتشر الجموع بالقرب من الطريق المؤدي من الميدان إلى الفندق، يقومون بأنشطة عديدة، فمنهم من يقرع الطبول، ومنهم من يقوم بطهي الأطعمة الشعبية على مواقد تنفث دخانها الأزرق لأعلى، وتخترق المشهد سيارة فيراري حمراء تشق طريقها عبر العصور الوسطى، وتمر سريعًا مجتازةً البربري الذي يراقص الأفاعي، وينطلق الأذان من مكبرات الصوت التي تعلو مآذن المساجد في مراكش، ليعم الصمت المكان إلا من صوت الأذان. إنه المشهد الذي يجميع بين الماضي والحاضر في مكان واحد.
وعن المجموعة الفندقية التي أشرفت على بناء هذا الفندق الساحر، ولا تزال تديره في الموقع المتميز بين أحضان الطبيعة والحضارة المغربية، والمقدم بمذاق هندي أصيل، فهي مجموعة هندية عملت بالتعاون مع رجل الأعمال المغربي جواد كاديري، من مواليد طنجة، والمتزوج من بريتي بول، خبيرة الفنادق الهندية. بلغت تكلفة مجمع الفنادق حوالي 100 مليون يورو وفقًا لكاديري، الذي قال متحدثًا عن الفكرة التي استند إليها الشريكان في بدء المشروع "إن هناك أوجه شبه كثيرة بين الهند والمغرب، تجعل البلدين وكأنهما تنتميان إلى حضارة واحدة. فهناك تشابه كبير بين الحضارتين الهندية والمغربية، من حيث التقاليد العائلية وتقاليد الزواج، وحتى الأفلام التي تنتجها البلدان". واستدل على ذلك بمثال يوضح عمق العلاقة بين الحضارتين، والتشابه الكبير فيما بينهما، عندما قال أن "براد بيت لو أتى إلى مراكش، فلن يعيره أحد اهتمامًا، وكأنه شخص عادي يمشي بين المارة، بينما تمثل زيارة شاروخان حدثًا عظيمًا لسكان المدينة، وهو ما حدث بالفعل عندما زار نجم بوليود مراكش الأسبوع الماضي، وكان في استقباله ما يزيد عن 200000 مغربي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon