توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"المحيبس" من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المحيبس من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم

بغداد ـ أ.ف.ب

يشتعل مهند حماسة ويشعل معه القاعة الكبيرة في الفندق الفخم في بغداد، يقفز ويمشي ويضرب يديه على صدره ثم يرفعهما للاعلى ما ان يعثر على الخاتم في يد احد اعضاء الفريق الخصم. لحظات وتبدأ فرقة موسيقية مؤلفة من خمسة اعضاء عزف موسيقى عراقية تقليدية، تدفع اعضاء فريق منطقة الحسينية التي ينتمي اليه مهند الهندي الى رقصة جماعية احتفالا بالتقدم على الخصوم في لعبة "المحيبس" الشعبية الرمضانية. وعادة ما يقصد العراقيون بعيد الانتهاء من طعام الافطار في رمضان، الساحات والنوادي لممارسة لعبة العثور على الخاتم في اجواء من التنافس يشمل محافظات واحياء داخل المدن ويتواصل حتى الساعات الاولى من الصباح. غير ان موجة العنف العشوائي المتصاعد في البلاد التي قتل فيها اكثر من 3500 شخص في غضون الاشهر الاربعة الاخيرة، حملت هذه اللعبة من الشارع، الى الفنادق والنوادي الكبيرة، حماية لممارسيها من اعمال القتل اليومية. ويقول عامر الكردي المنتمي الى فريق الحبيبية المنافس لفريق مهند "في السابق كنا نلعب المحيبس في الشارع في فترة المساء، لكن البطولة الوطنية تنظم هذا العام في الفندق". ويتابع "لم نلعب هذا العام سوى مباريات قليلة في الخارج"، مضيفا "قتل مهاجم انتحاري مؤخرا خمسة من اعضاء فريق الحرية قبل بدء المباراة بقليل". ورغم ذلك، قرر فريقا الحسينية والحبيبية ترك العنف وتبعاته للخارج، والاستمتاع بممارسة "المحيبس"، متنفسهم الاول في رمضان. وفي قاعة فندق الخمسة نجوم في بغداد، حيث يجري تصوير المباراة ضمن برنامج خاص بها على قناة "الديار" الفضائية العراقية، جلس لاعبو الفريقين وعددهم 35 لكل فريق في صفوف متقابلة. وتنص قوانين اللعبة التي تستمر لساعات في اجواء صاخبة وحماسية، على ان يعثر قائد الفريق او مساعده على خاتم يوضع في يد احد اعضاء الفريق المنافس. ويقول مهند (30 عاما) ان "الفكرة الاساسية هي في دفع الخصم نحو التوتر، واخافته عبر الصراخ في وجهه مثلا، حتى يقوم بحركة تغير شيئا في ملامحه". ويضيف "اعرف من يحمل الخاتم من خلال قراءة هذه الملامح، فاحفظ كل وجه وكل تغيير فيه"، مشددا على انه قادر على التمييز بين من يخدعه، ومن يحمل الخاتم بحق. ويفوز في مباريات هذه البطولة التي تتنافس فيها مناطق مختلفة من العراق تحت شعار "الاخوة والسلام"، الفريق الذي يسجل 13 نقطة قبل الفريق الاخر، في مسار يستمر لساعات طويلة. وبين لاعبي فريق الحبيبية الذين ارتدوا الدشداشات التقليدية البيضاء، وهو بمثابة الزي الرسمي للعبة، يتمشى مهند محاولا رصد حركة يمكن ان تدل على صاحب اليد التي تحمل الخاتم. يجلس على الارض في مقابل احد اللاعبين فجأة، يحدق في عينيه عن قرب، وينتقل الى اعين اللاعبين الاخرين واحدا تلو الاخر، فيما هم يثبتون نظرهم نحو الارض، ويبقون على ايديهم متشابكة فوق صدورهم. يركض مهند بين احد الصفوف ويصرخ باحدهم "انظر الي"، فيرفع اللاعب الخصم نظره، ثم يعيده الى الاسفل، قبل ان ينتقل قائد الحسينية الى لاعب اخر ويطلب منه ان يريه يديه، مرة بعد مرة، حتى يعود الى لاعب تجاهله عن قصد فيصرخ فيه ايضا "ارني يديك". وبعد تدقيق يدوم لدقائق في وجه بعض اللاعبين، يأمر مهند ثلاثة من اعضاء الفريق الخصم بالخروج من الجولة الحالية، مؤكدا انهم لا يحلمون الخاتم بين ايديهم، وهو ما يتضح انه صحيح. وفي احدى الجولات، تمكن مهند من اخراج 33 من اصل 35 لاعبا قبل ان يخطئ في الاختيار بين اخر لاعبين، ليختار اللاعب الذي لا يحمل الخاتم في يده. ويقول مهند "الجولات الثلاث الاولى هي الاصعب"، مشيرا انه يركز "في وجوه اللاعبين. هناك دلالات. احيانا يتحول الانف الى اللون الاحمر، واحيانا ينكشف امره حين يمد يده ما ان تطلب منه ذلك". وتبث قناة "الديار" سلسلة مباريات البطولة التي ستعرض حلقتها الاخيرة في اول او اخر ايام العيد، بحسب مدير الانتاج والمشرف على البطولة عمر الجراح. ويشدد الجراح على ان "هذه اللعبة تجمع العراقيين من كل الفئات. الجميع يحبها ويشاهدها، وليس فقط داخل العراق، بل حتى في دول خليجية مثل قطر، ودول عربية اخرى". وخلف كل من الفريقين، جلس عدد المشجعين يهتفون لفريقهم ويحاولون تشتيت انتباه لاعبي الخصم، وقد حمل احدهم علم العراق وبقي يلوح به طوال فترة المباراة. ويقول عامر القيس "انها طريقتنا للعودة الى روح رمضان، للخروج من منازلنا وللقاء اصدقائنا (...) بعيدا عن القنابل". ويتابع "الامر مماثل لما هو عليه في البرازيل. الناس هناك مهووسة بكرة القدم، وهنا ايضا الناس مهووسة بالمحيبس".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحيبس من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم المحيبس من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحيبس من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم المحيبس من شوارع بغداد الى فندق خمسة نجوم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon