توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع العصافير المغردة وسلاسل الصخور وأفواج الأسماك

جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة

لندن ـ ماريا طبراني

تبدو غرفتي في أنسي شاستانيت Anse Chastanet، في ظلة "الجزء الأعلى المتغصن من الغابة" ومفتوحة من جميع الجهات، تبدو كالعيش في منزل من الأشجار. يقع المنتجع في حد ذاته في موقع ممتاز على الساحل الغربي لسانت لوسيا، ويتناثر على سفح الجبل، والغرف والبيوت مخفية بعيدًا في الغابة المطيرة مع بعض الخطوات أو الطرق المنحدرة التي تؤدي إلى خليج رملي.  وتُجَمِّل العصافير المغردة ذات الصدر الأحمر أنفسها على سعف النخيل وطائر الوقواق المنجروف ذو الذيل المقلم، كلها تطير على مستوى العين. ويهرول أبو أبريص مسرعًا على طول العوارض الخشبية للسطح، كما يمكنني الوصول لقرون الفول أو البازلا المتدلية من الأشجار الاستوائية.  ويمكنني أن أنعم النظر من خلال أوراق الشجر الكثيفة، وألقي نظرة خاطفة للبحر الفيروزي المتلألئ الذي يقع في موقع مُتدنٍّ قليلاً. ويوجد في السكن مكان فسيح للجلوس، وسرير ذو أعمدة أربعة تلتف حولها الشباك المصنوعة من النسيج القطني، بالإضافة إلى المصابيح الصفراء لصد دخول أي ناموس. ولكن لا يوجد تليفزيون أو هاتف، كما أن المرحاض مبنيّ حول جذع شجرة صنوبر ضخمة تخترق السقف. وتبدو المعيشة بالقرب من الطبيعة لها عيوبها أيضًا، حيث أصوات الضفادع المزعجة التي تسبب الضوضاء طوال الليل، وزقزقة وأصوات الطيور قبل الفجر. يمكن الوصول إلى البُعد والعزلة فقط عن طريق رحلة مثيرة لمسافة ميلين اثنين، حيث إن الرياح تهب نحو منحدر صخري من سوفرير.  وتقع العاصمة السابقة أسفل قمم الجبلين "بيتون Pitons" التوأم، والقمم الجبلية المغطاة بالأدغال الكثيفة من الصخور البركانية التي ترفع انحراف المحيط. شعرت بالإرهاق، كما تأخرت الطائرة في الصباح الأول، لذلك توجهت إلى السبا على شاطئ البحر للحصول على التدليك. ويا لدهشتي، فإن المعالجة كاثرين تقودني إلى الخارج فوق التلال إلى مقصورة علاج خاصة مفتوحة تطل على المحيط. وتظل نسمات البحر أفضل من أي ظروف مناخية، وخلال دقائق شعرت بأني أكثر استرخاءً، وانجرفت للنوم على صوت الأمواج. وتوجد على الشاطئ واحدة من أجمل سلاسل صخور سانت لوسيا، وحينما تبتعد بضعة أقدام من الشاطئ ستحاط بأفواج الأسماك الاستوائية ذات الألوان الرائعة، وفي جولة تستغرق عشر دقائق حول الأرض الرأسية "بروز أرضي يمتد في البحر" ستقاد إلى خليج صغير. تم دعم أنسي مامين بمزرعة قصب السكر التي تعود للقرن الثامن عشر، وشاركت مرشدًا يُدعى مينو في نزهة طبيعية خلال بقايا المباني الحجرية الأثرية القديمة، وأفران الحديد التي استُخدمت في غليان دبس السكر تستخدم حاليًا كأداة للشواء على الشاطئ. وتنبت بساتين الفاكهة البرية من جذوع الأشجار والكروم وأشجار السرخس، وقام مينو بقطف بعض الأوراق والفاكهة لتذوقها. وقام بفتح قرن أصفر كبير من شجرة الكوكا، وأعطاني بذورًا بيضاء صغيرة ذات نكهة منعشة، وإذا قممت بقسمها إلى جزأين فستجد حبة بقول أرجوانية اللون التي يتم تحميرها واستخدامها في الشيكولاته.  وكان هناك أيضًا "سولفر سبرينغز أو ينابيع الكبريت" في الجزيرة التي تقع على مسافة قصيرة من الفندق، وكانت سوزيتن دليلنا، قادتني عبر ممر فوق المناظر الطبيعية من الرماد، رمادي، حيث كانت برك المياه تقذف البخار بقوة عاليًا إلى الهواء. وقالت سوزيتن "لقد قمت بطهي البيض فيهم حينما كنت صغيرة  في غضون دقيقة أو اثنتين، ولكن تحولت إلى قذائف سوداء". كما يوجد حمامات الطين القريبة، والتي يزعم أنها تعالج مجموعة من الأمراض بما في ذلك مشاكل التهاب المفاصل والجلد، لذلك قمت بتغطية نفسي بالطين اللزج، وتركته يتحمص بشدة في الشمس قبل أن أقوم بغسله. لست متأكدًا من الفوائد العلاجية له، ولكن انتهى بي الأمر لأشبه شكل الحمار الوحشي، وتمكنت فقط من فرك الخطوط السوداء لساعات في ما بعد تحت الدش. وتوقفت في طريق العودة لتناول طعام الغداء في أورلاندو، وهو مطعم جديد في سوفرير يديره شيف مشهور محلي يدعي أورلاندو ساتشيل، الذي يضيف خياله الخاص للطعام الكاريبي. ويقدم حساء جازباتشو بالفاكهة المثلجة، ويتبعها سلطة التونة المحروقة في صلصة الزنجبيل - الأسماك الطازجة جدًا.  وتمنحني أمسية قَلْيِ الأسماك في قرية "أنسي لا راي Anse-la-Raye" فرصة أخرى لتذوق الأطباق المحلية. ويعج رصيف الميناء الذي تحول إلى مقهى كبير مفتوح بالباعة الجائلين الذي يطهون السمك على البخار، وسرطان البحر وسمك القد الذي يقدم مع الخبز، وهو خبز مقلي تقليدي. وبعد هبوب العاصفة قمنا بتغطية رؤوسنا بالمناشف حتى نتمكن من رؤية الشوارع الضيقة، والمنازل ذات الألواح الملونة مقابل الأكواخ الآيلة للسقوط، والمجاري المفتوحة التي تتدفق منها المياه. ويتردد صدى الموسيقى المضخمة الشاذة في المدينة، حيث كل جمعة تقام حفلة حتى الساعات الأولى من الصباح التالي، وكنا نقترب لنرقص مع الراقصين، وفي اليوم الأخير توجهت إلى العاصمة كاستريس، على بعد ساعة بالسيارة إلى الشمال، للإبحار، بعد ظهر الثلاثاء، مع "جوس سايل Jus' Sail. وقدم جيمس وبيبسي التحية لي على متن السفينة الشراعية الموجودة على مرسى القوارب المزدحم في خليج رودني. وبمجرد أن غادرنا الميناء قطعنا المحرك ورفعنا الأشرعة مع سمكة طائرة واحدة، واستمتعنا بالاسترخاء حقًا في وقت الظهيرة الممتع. كنت مبتدئًا ولكن كان جيمس يشجعني لسحب الدفة، بينما بيبسي يقدم الفواكه المحلية الغريبة ورقائق الموز مع المُقبِّلات. ليس هناك الكثير من المتاعب، وقام جيمس وبيبسي بوضع المياه المنعشة فوقي على سطح المركب بعد قيامي بالسباحة. بعد ذلك عدت إلى "أنسي شاستانيت Anse Chastanet"، وقمت بتحزيم أمتعتي على مضض. أنا أخطط بالفعل لزيارة العودة ولكن المرة المقبلة لن أنسى سدادات الأذن. 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon