من ضمن الموضوعات المتعلقة بالعلاقة الحميمة، موضوع في غاية الأهمية ويندر الحديث عنه، وهو موضوع الإصابة بالأمراض الجنسية التناسلية المعدية.
الحالة:
تقول السيدة ن. ط. أنها تبلغ من العمر 33 عاماً ومتزوجة منذ أكثر من 3 سنوات من رجل يكبرها بحوالي 6 شهور ولم ترزق بأطفال بعد والسبب في عدم الإنجاب هو عدم رغبة الزوج في الإنجاب وإصراره على استعمال إحدى وسائل منع الحمل بنفسه.
تقول في البداية كنت أعتقد أنه يرفض رغبةً في قضاء الوقت في إدارة أعماله والتي تتطلب السفر المتكرر عدة مرات في الشهر إلى دول مختلفة، ومع إلحاح الأهل والأصدقاء بدأت في عمل التحاليل والفحوصات اللازمة، وبعد إلحاح شديد وافق الزوج على زيارة الطبيب معها.
تقول كانت الصدمة الكبرى عندما أفادها الطبيب أن الزوج مصاب بمرض الهربيز، وأن العدوى انتقلت لها وأثرت على الجهاز التناسلي لديها, ويحتاجان إلى علاج مكثف.
تقول اشعر بالغضب والخوف،أفكر في الطلاق، ولكني لا أتخيل الحياة بدونه . ماذا أفعل ؟
الإجابة:
السيدة ن. ط. أتفهم معاناتك وما تمرين به خاصة وأن اتخاذ القرار في مثل هذه الأمور يتطلب الكثير من الشجاعة والحزم وبعيداً عن العواطف مع احترامي لمشاعرك ولكن مثل هذه الأمور تتطلب قراراً سريعاً حماية لكل أفراد الأسرة .
هناك أمران هامان لابد من مناقشتهما قبل ان تقرري اتخاذ أي قرار.
الأمر الأول: ما يتعلق بالمرض التناسلي الذي أصاب زوجك ومن ثم انتقل إليك
الكل يعرف مدى خطورة انتقال هذه الأمراض وسرعة انتشارها خاصة في العلاقات غير الشرعية والتي لا يتم فيها أخذ الحيطة والحذر من استعمال واقي الحماية للرجال، والأهم أن هذه الأمراض مثل مرض الهربيز قد تؤثر على القدرة على الإنجاب عند الجنسين وتكون أشد خطورة عند المرأة واحتمال أن تنتقل إلى الجنين.
لذا: لا بد من الجلوس مع الزوج والأفضل في وجود اختصاصي الأمراض الجنسية والتناسلية وذلك للتعرف على كل ما يتعلق بالمرض وكيفية الوقاية، ويجب أن يخضع الزوجين للعلاج في نفس الوقت حتى لا تعود الأعراض والعدوى لأي منكما مرة اخرى.
هذا الحوار لابد و أن يكون عقلانياً وبعيداً عن الحدة والتوتر، كما يجب الالتزام من جانب الزوج بالامتناع نهائياً عن الممارسة غير الشرعية والانتباه الى خطورة الأمر ليس فقط على مستوى العدوى ونقل المرض و إنما أيضا على المستوى الديني, الأخلاقي، والترابط الأسري.
الأمر الثاني: يتعلق بنوع العلاقة الزوجية والجنسية بينكما، هل يشوبها مشكلات من أي نوع ؟
وهل أنت مستعدة للدخول في حوار جاد مع الزوج حول مستقبل العلاقة الزوجية، وعن الحلول المتاحة عدا الطلاق والذي كما أفدت انك لا تستطيعين التكيف معه .
في الكثير من الأحيان نجد أن المصائب تقرب بيننا وتكون نداء الاستيقاظ من الغفلة التي تجعلنا نتغاضى عن مؤشرات الخطورة في بداياتها.
نصيحة:
جميل أن نفهم تعاليم الدين والتي تدعو إلى العفة والحفاظ على الصحة , فقليل من المتعة الحلال خير من الدنيا وما فيها ونقاء السلوك هو الرضا الكامل.
أرسل تعليقك